الاحتفال باليوم العالمي للاذاعة الاربعاء

المدينة نيوز– ظلت الاذاعات محافظة على ألقها وجمهورها الذي لم يقتصر على كبار السن بل تعداه الى الشباب الذين باتوا يستمعون الى برامج تستهويهم في ظل تعدد الاذاعات المتخصصة على الرغم من التطور الكبير الذي احدثته تكنولوجيا الاتصال في مختلف المجالات .
وتعتبر منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) اليوم العالمي للاذاعة الذي يوافق غدا الاربعاء فرصة لتسليط الضوء على أهمية الإذاعة كوسيلة إعلامية وتحسين التعاون بين هيئات البث الإذاعي على الصعيد الدولي وتشجيع الشبكات الإذاعية الكبيرة وإذاعات المجتمعات المحلية على تعزيز الحق في الانتفاع بالمعلومات وحرية التعبير عبر الأثير.
ووفقا لهيئة المرئي والمسموع فان هناك 28 اذاعة محلية في المملكة, وثلاث محطات إعادة بث " محطات تبث اصلا من دول اخرى وتعيد بثها من عمان مثل مونت كارلو وبي بي سي وسوا" .
وللصوت تأثير كبير في المستمعين لا تعادله اهمية وفقا لوزير الثقافة الاسبق الذي شغل سابقا منصب كبير المذيعين في الاذاعة الاردنية حيدر محمود مستشهدا بقول الشاعر " والاذن تعشق قبل العين احيانا" .
ويعتبر ان الاذاعة هي الوسيلة الاعلامية الاسرع في الوصول الى المتلقي , اذ لا تحتاج الى مكان او زمان محددين للوصول , وان الكلمة المسموعة تظل الاقرب والاسرع والاكثر شمولية للمتلقي .
ويوضح اهمية اعتبار الاذاعة اثيرية بمعناها العلمي المطلق (جزء من الروح ) بحيث تتجاوز المكان والزمان ، فمهما بلغت الاختراعات من اهمية سواء اكانت بالصورة او الكتابة الالكترونية او المطبوعات الورقية وغيرها تبقى الكلمة المسموعة الاكثر تأثيرا .
وبهذه المناسبة ينصح الشاعر محمود العاملين بالاذاعات بان لا يحزنوا اذا انصرف الناس قليلا عن الاستماع وتحولوا الى المشاهدة او القراءة المباشرة للصحف المطبوعة او الالكترونية ,لان مجال الاستماع اثناء المشاهدة او القراءة متاح دائما وسيظل خالدا الى الابد .
ويوضح ان الاذاعة تعلّم فن الاصغاء السليم مشيرا الى اننا كأمة عربية بشكل خاص نستمع بأعيننا ونرى بآذاننا ( وهي قاعدة سليمة ) لان من يتكلم اليك عبر الهاتف اذا لم تتخيله شكلا وموضوعا فلن تستوعبه . مدير الاذاعة الاردنية محمد الطراونة يدعو العاملين في الاذاعات الى ان تكون برامجهم منبرا صادقا وحرا للتعبير عن متطلبات وطموحات المستمعين موضحا ان الاذاعة هي الوسيلة الاسرع انتشارا وبالامكان الاستماع اليها في اي مكان سواء في السيارة او المطبخ وغيرها متمنيا على الاذاعات تقديم الجديد بما ينفع المستمعين ويواكب التطورات وطموحات الاجيال .
ويقول ان الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة يأتي مع اقتراب احتفال الاذاعة الاردنية بعيدها الرابع والخمسين في الاول من اذار مبينا انها من اقدم الاذاعات العربية ولها اسهاماتها الكبيرة مثل الاسهام بتاسيس اتحاد اذاعات الدول العربية .
ويضيف ان الاذاعة الاردنية بدأت ببرنامج واحد وتطور بثها ليتبع لها حاليا ست محطات تبث على مدار الساعة هي: البرنامج العام وعمان اف ام والقرآن الكريم وهدف الرياضية الشبابية والاجنبية واذاعة إربد إف إم .
ويشير الطراونة الى حصول الاذاعة العام الماضي على جائزتين ذهبيتين من اتحاد الاذاعات العربية , الاولى في مجال التبادلات البرامجية بين الاذاعات العربية , والثانية لأحسن نص درامي عن برنامج المنابر الاولى .
كما يشير الى ان تسعين بالمئة من برامج الاذاعة الاردنية تبث على الهواء مباشرة , وهذا يعزز الثقة بالمستمعين ليكونوا شركاء معنا .
مدير عام هيئة المرئي والمسموع الدكتور امجد القاضي يبين بهذه المناسبة ان تجربة الاعلام الخاص بشكل عام اثبتت حضورا متميزا على الساحة الاردنية وهي جديدة لكنها بدات تنضج وانها استطاعت تحقيق النجاح في تقديمها للعديد من الموضوعات التي تهم المواطنين سواء اجتماعية او سياسية او اقتصادية .
ويؤكد القاضي اهمية تطوير التشريعات والانظمة الناظمة لعمل الاذاعات والاعلام الخاص بشكل عام مشيرا الى ان الاستراتيجية الاعلامية تعتمد التدريب كاسلوب مهم للتطوير , ونحن بحاجة الى تدريب نوعي وتعزيز علاقات وسائل الاعلام الخاصة مع الكليات الاكاديمية التي تعتبر رافدة للإعلام والاذاعات بشكل خاص , اضافة الى تطوير المناهج والتدريب داخل الجامعات .
ويدعو الاذاعات الاردنية الى ايجاد آلية لتنظيم عملها واعتماد نسق قيمي معين سواء من خلال المدونات السلوكية او تفاهمات معينة بحيث يتم التركيز على القيم التي ترتقي برسالتنا وتوجد نوعا من التنافسية مع المحطات الاكثر شهرة في العالم بحيث لا يبقى نطاق التنافس محليا .
مدير عام راديو البلد داوود كتاب يقول ان الاردن قفز قفزة كبيرة منذ العام 2004 عندما اقر القانون المؤقت لإنشاء هيئة المرئي والمسموع ومن خلالها تم افساح المجال للقطاع الخاص لانشاء اذاعات خاصة , والاردن يعتبر من اوائل الدول العربية التي سمحت بخصخصة الاعلام .
ويبين انه تأسست في الاردن خلال السنوات الثماني الماضية عدة اذاعات غير حكومية وغير تجارية وهي ما يطلق عليها الاذاعات المجتمعية مشيرا الى الدور الذي يقوم به الاردن في تاسيس الاذاعات المجتمعية في العديد من الدول العربية مثل تونس وليبيا واليمن وفلسطين.
ويتطرق كتّاب الى قانون هيئة المرئي والمسموع ويقول انه افسح المجال للقطاع الخاص بالاستثمار بدون اي قيود وهذا امر له ايجابياته وسلبياته لان الطيف الاذاعي محدود مؤكدا انه ليس مع سيطرة الدولة على الطيف , لكن مع تنظيم العمل والمحتوى داعيا الى العمل على ايجاد اذاعات تلبي طموحات المجتمع بكل تلاوينه .
ويدعو بهذه المناسبة الى الالتزام بالمهنية مشيرا الى ان هناك معايير دولية بان لا يتم استخدام الاذاعات للالفاظ التي تساعد على بث الكراهية والفرقة .
رئيس جمعية المذيعين الاردنيين مدير البرامج في الاذاعة الاردنية حاتم الكسواني يقول ان تعدد المحطات الاذاعية الخاصة امر صحي يرفع معدلات المنافسة وينعكس بالتالي على جودة الرسائل المقدمة .
ويضيف ان المستمع يطلع على اكثر من رسالة ومن ثم يقرر ايها الافضل بالنسبة له والتي تلبي طموحه ورغباته ويعتقد بانها التي تتمتع بالمصداقية والشفافية .
ويبين انه على الرغم من التطور التكنولوجي الا ان الاذاعة لها وضع خاص يختلف عن غيرها من وسائل الاعلام حيث بالإمكان الاستماع اليها مع انشغال الحواس الاخرى سواء في قيادة السيارة او غيرها او حتى عبر الهاتف الخلوي .
ووجهت مديرة منظمة اليونسكو ارينا بوكوفا رسالة بهذه المناسبة تؤكد فيها ان ولادة الاذاعة في القرن التاسع عشر ادى الى تطور في مجال الاتصالات حيث شهد العالم منذ ذلك الوقت تغيرات دراماتيكية , لكن الاذاعة لم تتغير حيث لا يزال هناك اقبال كبير عليها لانها رخيصة الثمن نسبيا وسهلة الاستخدام وباستطاعتها نقل اي رسالة الى اي مكان وفي اي وقت .
وتقول انه في حالات الكوارث الطبيعية والنزاعات وفرت الاذاعة التي تعمل على الموجات القصيرة معلومات يمكن ان تؤدي الى انقاذ حياة الناس مشيرة الى ان الاذاعة احتضنت الثورة الرقمية لزيادة قوتها , وان تكلفة الاذاعة حول العالم في انخفاض مستمر فيما عدد المحطات الاذاعية في تزايد .
وتبين ان الاذاعة تبقى اكثر من اي وقت مضى قوة للتغيير الاجتماعي من خلال تقاسم المعرفة وتوفير ارضية للنقاش مشيرة الى ان اليونسكو ملتزمة بالاستفادة من الاذاعة لبناء جسور من التفاهم بين الشعوب وتقاسم المعلومات لتعزيز الاحترام لحقوق الانسان والحريات الاساسية خاصة حرية التعبير .
يشار ان منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) وافقت على الاحتفال باعتماد اليوم العالمي للاذاعة في الثالث عشر من شباط من كل عام , وهو اليوم الذي يوافق ذكرى إطلاق إذاعة الأمم المتحدة العام 1946.
(بترا)