مناقشة رواية البيت الأندلسي للجزائري واسيني الأعرج في منتدى الكبار

المدينة نيوز– نظمت لجنة أصدقاء المكتبة في منتدى الرواد الكبار ندوة ادبية السبت في مقر المنتدى ناقشت خلالها رواية (البيت الأندلسي) للروائي الجزائري واسيني الأعرج .
وقالت رئيسة المنتدى هيفاء البشير في الندوة التي حضرها عدد من الكتاب والمثقفين والفنانين، انها ترى في هذا النوع من النشاط الادبي تعريفا للقارىء المحلي بقامات الادب العربي الرفيعة وتشجيعا على متابعتها في ظل انتشار وطغيان وسائل التواصل الاجتماعي .
وتوقف الناقد محمد سلام جميعان في ورقته النقدية للرواية حول اختيار الاعرج سرد حكايته لبيت اندلسي في الجزائر أنشأته شخصية سيد أحمد بن خليل المهجر قسراً من أرض أجداده في غرناطة، في القرن السادس عشر حيث انتهى به المصير ليكمل حياته وليستمر البيت بعده عبر خمسة قرون حتى وقتنا الحاضر.
واوضح ان جملة من الاحداث والتحولات المتباينة عاصرها البيت كانت محكومة بغلواء المصالح لا تحمل من الإرث الأندلسي إلا ما هو قِشري وهامشي، وفي غمرة هذه التحولات تخفق كل المحاولات للحفاظ عليه لأن قوى السوق ورأس المال تفوق قوتها قوة مالكيه ويبدو فيها الاقتصاد أقوى من التاريخ والمنفعة أشرس من التراث والحضارة .
وبين ان الروائي وظف في سرديته الروائية مخطوطة تحكي تاريخ العرب في الأندلس وما تعرضوا له من مآس وانتهاكات ابان محاكم التفتيش بانت فيها العمارة الأندلسية في الجزائر وما عرفته من أحداث وانتكاسات عبر فترات مختلفة من تاريخها وكان البيت الأندلسي رمزا لذلك.
وراى الناقد جميعان ان الرواية تتحرك بين مستويين زمنيين واضحين : تاريخي بعيد يمتد حتى القرون الوسطى، وعصري يلامس واقع معاصر مازوم، وظف فيها الأعرج تقنية الإيهام بطريقة ذكية فنياً من خلال الشروحات والهوامش التي توحي للقارىء في صدقية المادة المعرفية مع أن كل ذلك من الخيال بهدف إدخال القارىء في اللعبة السردية.
وقالت الدكتورة رزان ابراهيم ان الرواية ذات لغة خاصة تسترجع محطات من تاريخ المسلمين في الأندلس على نحو غير منقطع عن جوهر الواقع العربي وما يحمله من انكسارات متتالية.
واضافت ان الرواية تتحرك بين زمنين ماض يتكىء على مخطوطة قديمة نادرة رسمت بكثير من الدقة تاريخ عائلة من الموريسكيين وحاضر ممتلئ بأحداث الماضي تعود إلى لحظات التهجير المروعة التي تعرض لها بطلها حين أجبر قهراً على ترك غرناطة التي لم يعرف سواها وطناً, وهو ما عملت الرواية على نقله بحرفية عالية، وبقيت محتفظة به مذكرة أن المشاعر التي يحتفظ بها المرء تجاه الأرض التي فارقها ليست بسيطة أبداً.
واشارت الى ان الرواية تحمل رسالة مفادها أن هناك كائنات منسوجة من خيوط من جميع الألوان، لذلك لم تكن الذات في البيت الأندلسي محددة المعالم أو مقولبة، فهي نسبية في تكوينها على المستوى الثقافي , لكن تبقى الروح الأندلسية للبيت حاضرة عبر تقنيات فنية عالية, نذكر منها حالة السرد التي تصدرت أوراق المخطوطة, بما يذكرنا بنمط قديم وجد في الكتابات العربية القديمة، وكذلك في العناوين الشارحة في رواية سيرفانتس الشهيرة,كما تحضر الموسيقى الأندلسية ليكون لها دورها في تفعيل الروح الأندلسية.
وبينت انه مع البيت الأندلسي ينخرط القارئ في جملة من الإيحاءات السيكولوجية والفكرية المدهشة، تمس حواسه كلها، وهو ما يمكن تلمسه عبر تفعيل متمكن لحوارية بصرية في المشهد المعماري الأندلسي وتحضر فيه البنية المعمارية على نحو دقيق تعمل على تكريس حالة الحنين إلى زمن أندلسي قديم.
(بترا )