لماذا إختيار الدكتور عبد اللطيف عربيات الان ؟؟؟
لو استشرت الآن من يصلح في هذا الوقت ،رئيسا للوزراء في الأردن، لاخترت الدكتور عربيات بشروط ثلاثة :
1- أن يجمع عليه حزب جبهة العمل الاسلامي و جماعة الاخوان المسلمين، أي ألا يكون قرارا فرديا .
2- أن يتبنى جلالة الملك هذا الاختيار و يدعمه .
3- ان يلتزم د.عربيات بما التزمت به الدولة الاردنية من الموقف تجاه ما يحصل في سوريا ،وهو ان الحل يكمن بالحوار و ليس باستمرار حمام الدم و سفك الارواح و خراب سوريا كوطن .
أما لماذا اشجع اختيار د. عربيات في هذا الوقت ؟ فذلك للأسباب التالية :
1- كانت نقطة الخلاف الرئيسية في عملية الاصلاح بين الحكومة و المعارضة بكل مكوناتها ،هي قانون الصوت الواحد المجزوء للإنتخابات ،و بناء عليه، كانت الجهات التي ذهبت للإنتخابات تمثل 30% ممن لهم حق الانتخاب، وهم 3,700,000 ناخبا ،علما أن الذين مارسوا حق الانتخاب كان عددهم 1,288,000 ناخبا بمن فيهم الاوراق البيضاء التي بلغ عددها 150 الف بطاقة او ناخب , اي ان 70% من المجتمع الاردني المسموح له بالمشاركة بالانتخابات كان معارضا لتلك العملية و عصب المعارضة هو جبهة العمل الاسلامي و الاخوان المسلمين بشكل عام .
2- نجحت الحكومة في إجراء الانتخابات حسب رؤيتها القائلة أن الاصلاح يتم تحت قبة البرلمان على قانون الصوت الواحد المجزوء ،وأنه يوجد لدينا الان برلمان دستوري مكون من 150 نائبا لا يوجد فيهم من يمثل المعارضة و على رأسها جبهة العمل الاسلامي و الاخوان المسلمين .
3- لا تصلح عملية الاصلاح الحقيقي و تقدم مصلحة الوطن بشكل عام في ظل الإنقسام الحاصل في المجتمع بالشكل الذي نعيشه الان .
4- ان د.عربيات يمثل الاخوان المسلمين و جبهة العمل الاسلامي و هو معروف بمواقفه الأقرب للحكومة من باقي الاسماء الاخرى و كونه من منابت و أصول لا تتأثر بالاعتراضات .
5- كون مجلس النواب مستقل و لا يتأثر بموقف الاخوان المسلمين لانهم غير ممثلين فيه، فهذا أمر له ميزته الان لانه سيكون بالمرصاد لاي موقف حكومي برئاسة د. عربيات مخالف للمصلحة العامة اي أن هنالك فصل بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية .
6- ما تناقلته الانباء و خاصة خلال مقابلة لصحيفة العرب اليوم مع د. عربيات حول قوله انه اذا تمت الموافقة من جميع الاطراف بان يكون رئيسا للحكومة، فإنه يريد ان يكوًن حكومة من كل اطياف المجتمع اي ألا تكون الحكومة من طيف واحد و هو طيف الاخوان المسلمين .
7- تستطيع هذه الحكومة ان تحد من المعارضة التي في الشارع حتى تتبين قوتها و قدرتها على تسيير الامور للمصلحة العليا للوطن .
8- ان الامر كله ما زال بيد جلالة الملك حسب الدستور ان كان حل البرلمان او حل الحكومة لانه صمام الامان في الوقت الحاضر لمصلحة الوطن .
9- الشيء الجميل الذي نتمناه هو ان تسير كل الاطراف في اتجاه الاصلاح متفقين و ليس مشتتين حتى نخرج من الاحتقان السياسي و الاقتصادي الذي نعيشه و حتى نصل الى برلمان منتخب على قانون يتوافق عليه الجميع و اعتقد ان هذا دور الحكومة القادمة لتقديم برنامجها لقانون الانتخاب للبرلمان مع قوانيين اخرى للإتفاق عليها .
10- ما يعزز هذه الرؤيا انه يجب على جميع الاطراف ان لا يشعر احد انه يسيطر على الطرف الاخر و يستطيع اقصاءه و خاصة الحكومة و كذلك المعارضة فلا تنتظر ان تلتزم الحكومة و تتراجع لتطبيق متطلباتها . و هذا العرض انما يقرب التفاهم بين الاطراف للمصلحة العيا , و إخراج كل طرف من الاحتقان و التخوف الذي لديه .
في النهاية , لوكنت صاحب قرار او ان يؤخذ بإستشارتي بعين الاعتبار لاخترت هذا الطرح و هو مدخل لتجربة جديدة و ليس فيها مغامرة لمعرفة كيفية تصرف الاسلاميين عندما يكونون على راس الحكومة و بهذا نستطيع الاستمرار او التوقف عن هذه التجربة .