هل يعود النسور الى الدوار الرابع مجددا؟!!
يبدو ان ساعات الحسم قد بدت قادمة لتنهي سباق اختيار رئيس الحكومة بشخص بات محبب لصنّاع القرار في الدولة الاردنية بعد نجاحه بتجاوز عقبة رفع أسعار المحروقات والدعم عن السلع الأساسية في الوقت الذي عجزت كل الزعامات المحسوبة على القصر من تمرير هذا الملف ولو بجزء منه.
النسور صاحب زوبعة رفع الدعم يبدو انه سيكون رئيس الوزراء القادم حيث سيعود على دبابة من نوع خاص مسلحة بأسلحة وابر تخدير للشعب بحلول سحرية غير قابلة للتطبيق الا من خلال جيوب المواطنين.
غدا سيعود النسور الى الدوار الرابع مظفرا بعد ان نال حب وثقة جلالة الملك إضافة الى انه سيكون اختيارا فريدا من قبل برلمان لن يكون أفضل من برلمان 111 في أحسن الأحوال.
النسور ( أو شخص شبيه به) سيعود قريبا ومن بوابة البرلمان كي يتحمّل وزر قرار منتظر لرفع أسعار الماء والكهرباء لتبدأ حراكات الشارع مسلسلها المطالب برحيل المجلس النيابي السابع عشر.
النسور سيعود وسيكون ملف رفع أسعار الماء والكهرباء أول ملفاته بعد ان اتضح لأصحاب النظريات الاقتصادية البائسة بان الأردن يحتوي على ثروات أفضل من نفط ومعادن ثمينة وثروات أخرى حيث اكتشف النسور ما كان أسلافه في الدوار الرابع قد سبقوه بإتباع سنن وسياسات اقتصادية تمثلت بالجباية من جيوب المواطنين لحل المشاكل الاقتصادية والأزمات المالية وملء الخزينة المنهوبة.
ما يجب علينا ان نعرفه بأن النسر الاقتصادي وعرّاب القرن الحادي والعشرين قد اعتمد على جيوب المواطنين في حلوله الاقتصادية والمالية الساحرة بعد ان رفع الدعم عن المحروقات في السابق وانه سيعتمد نفس الآلية في رفع الدعم عن الماء والكهرباء، فهنيئا لكم أيها الشعب بهذا الطراز من أصحاب الفكر الاقتصادي النير الذي لا يفكر بتنمية أبدا حيث ثبت بالوجه الشرعي لدى أصحاب القرار ان نظرية "حلب" جيوب المواطنين هي الطريقة الأسرع والأجدى فهي لا تكلفهم شيئا سوى قرار ولو غير مكتوب وعليه فإننا في هذا الأردن لا نحتاج الى تنمية وتطوير وإدارة وان من يعوّل على استغلال ثروات الأرض مثل الصخر الزيتي هو جد واهم لأنها طويلة ومكلفة بمقارنة باستغلال جيوب المواطنين والتي ثبت "أردنيا" بأنها الطريقة الأرخص والأسرع والأجدى على الإطلاق إضافة الى أنها تخلو من المخاطر ومضمونة النتائج والربح السريع.
النسور سيكون رئيس الوزراء القادم وسيأتيكم على حصان كهربائي وقوده الكهرباء والمياه....
النسور سيرفع أسعار الكهرباء والمياه دفعة واحدة لأنه يعي بان هذا الشعب لا يتأثر ولو بالكي، يدرك دولة الرئيس بان الشعب الأردني هو اخر من يثور على ظلم او مظلمة او قهر او ضيق ذات حال.
النسور وغيره تعودوا التطاول على جيوب المواطنين لأنهم يعلمون بان هذا المواطن إنما في ردّات فعله يجعجع ويطبل ويزمر ويطرح عشرات الملفات لتحقيقها دفعة واحدة فيتشتت شملهم وتضيع مطالبهم ليختلط حابل مطالب المواطنين بنابلها وتبدأ عمليات تبريد الشارع بتصريحات ووعود تكون تسكيننا وتخديرا لما سيأتي من قرارات جديدة برفع أسعار الهواء وحتى دخول بيوت الخلاء .
قصة الشعب الأردني مع حكوماته باتت معروفة ، فلو كنت رئيسا للوزراء فإنني لن أتردد بقصف جيوب المواطنين بكل ما أوتيت من قوة ولن أفكر بتنمية او تطوير لأنني في وقتها سأكون قد وصلت لقناعة أكيدة توصل إليها النسور ومن سبقه والتي تفيد بان الشعب هو من يجعل الحكومات تتطاول عليه وعلى قوت يومه.
لقد خاض الشعب أكثر من 4000 حراك لم يثني أي منها دولة النسور عن رفع الدعم عن المحروقات وعليه فان 4000 حراك قادم لن تثنيه عن رفع أسعار الماء والكهرباء وذلك لسبب واحد وهو ان حراكات الشارع تفتقر الى الإدارة والتخطيط والهدف .
شهر ابريل القادم سيشهد اضطرابات محدودة بعد قرار منتظر لرفع أسعار الكهرباء في بداية شهر مارس القادم.
اضطرابات نهاية مارس وبداية ابريل ستكون ليس ضد الحكومة بقدر ما ستكون استعراضا احتفاليا تقوم بع بعض القوى السياسية بأجواء الربيع حيث يلتقي شباب الوطن في أجواء من الفرح والمرح متزامنا مع إشاعات ستردد بقرب رحيل الحكومة والبرلمان الأمر الذي سيحاول من خلاله بعض رموز تيارات سياسة التشبث ولو بشعرة تحفظ ماء الوجه لهم في حراكاتهم وكل ذلك بسبب غياب التخطيط والهدف وآلية الوصول إليه.