خطف الأطفال ... ظاهرة خطيرة ومرعبة
شهدت مناطق مختلفة من المملكة الأردنية في الفترة الأخيرة ازديادا ملحوظا في حالات اختطاف طلاب مدارس ، أو محاولة اختطاف ، وما يثير الانتباه فعلا هو استهداف مدراس في قرى أردنيه ، فقد تكررت محاولات اختطاف طفلين في لواء بلعما في محافظة المفرق خلال الاسبوع الماضي ، ولولا تدخل الاهالي ورصدهم للغرباء في مناطقهم لكان هؤلاء الاطفال في عداد المخطوفين وربما كانت أجسادهم الطرية مسجاة على مشرحة تجار أعضاء البشر ، واليوم تطالعنا مواقع إخبارية بخبر مفاده محاولة اختطاف طفل في محافظة السلط من قبل مجهولين أثناء خروجه من المدرسة ، ونستذكر هنا جمعينا ما حدث قبل عدة سنوات من حالات اختطاف أطفال في بلدة جديتا وهي من بلدات لواء الكورة في محافظة إربد انتهت بقتل أحدهم بعد الاعتداء عليه .
تكرار محاولة اختطاف الأطفال خلال عدة أيام يثير الريبة والقلق لدى المجتمع الاردني ،لأنها قد تصل في تصنيفها الى وصف الظاهره ، ولا يمكن التكتم عليها والمرور فوقها مرور الكرام ، فالأهالي في المناطق المستهدفة ينتابهم شعور بالقلق والخوف على فلذات أكبادهم ، والبعض منهم أصبح يفكر جديا في عدم ارسال ابناءهم للمدارس ، من هنا كان لابد من تسليط الضوء على هذه الظاهرة .
نعلم علم اليقين أن أجهزتنا الأمنية تولي الاهمية القصوى لهذه الظاهرة المرعبة ، و في المقابل تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، فعليها واجب التوعية وتقديم النصح والإرشادات للأطفال والأهالي على حد سواء ، ولا ننسى تذكير وزارة التربية والتعليم للقيام بالدور المناط بها ، فلا يكفي اصدار التعليمات من الوزير بل لا بد إشراف مباشر من المعنيين في المجال التربوي ، التلفزيون الرسمي والقنوات الخاصة مقصّرة في هذا الجانب وعليها واجب كبير، الكل معني بدراسة الظاهرة وتقديم الاقتراحات والحلول ، ولا يمكن القبول بأي حال تسطيح هذه الآفة والتعذر بعدم طرحها في وسائل الاعلام بحجة عدم الرغبة بنشر الخوف والفزع بين الاهالي ، وعليه نطلب من كافة الأجهزة الأمنية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني التحرك سريعا للوقوف على من يقف ورائها .
استخدام نفس الوسائل في تنفيذ محاولات خطف الأطفال واستهداف فئة عمرية معينة ،وتحديد مدارس الاطفال كهدف ، يضع علامة استفهام كبيرة حول ماهية مرتكبيها ، فعناصر الجريمة المنظمة تستوفي أركانها وربما تتبع لاحدى الشبكات المتخصصة في الاتجار بالأعضاء البشرية مع عدم إغفالنا وضع احتمال لدوافع أخرى ربما تكون جنسية أو انتقامية .
حقيقة مجتمعنا الاردني أصبح مهددا فعليا بعدما دخلت عليه آفات اجتماعية خطيرة رافقت هجرات قصريه وبعضها طوعية من دول شقيقة وغير شقيقة، بدافع استقبال الحالات الانسانية ، نتفهم استقبال النساء والأطفال والعجائز كلاجئين ونرحب بهم ، لكننا لا نتفهم أبدا السماح لشباب ورجال هربوا من أوطانهم وبعضهم يحمل اجندة خاصة ويرتبط بعصابات دوليه ، وهاهي الاسواق والمحلات التجارية وتجمعات الحرف المهنية تعج بهؤلاء الغرباء ومن فئة الشباب ، والبعض منهم يبدو عليه الثراء الواضح ، فقدرته المالية على استئجار وشراء أفخم الشقق والسيارات تدل على ذلك ، من كان فاسدا في وطنه حتما سيعيث فسادا في غير وظنه ، لقد تحمل الاردنيون أكثر من طاقتهم ، وليس من المقبول أبدا استقبال المزيد بحجة الحالات الانسانية ، فنحن الاردنيون أصبح ينطبق علينا وصف الحالات الانسانية ، نقول كفى فلم نعد نتحمل المزيد من المتاجرة فقد وصل الخطر أطفالنا .
حمى الله وطننا الغالي وفلذات أكبادنا من شر ما فعل تجارنا ...اللهم آمين