محاضرة حول اللغة العربية بين تالف اللهجات ووحدة اللسان

المدينة نيوز- قال الاستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة فيلادلفيا الدكتور يوسف ربابعة ان اللغة العربية هي نتاج تآلف لهجات القبائل العربية تطورت عبر مئات السنين .
واضاف في محاضرة القاها مساء الاثنين في منتدى شومان حملت عنوان اللغة العربية بين تآلف اللهجات ووحدة اللسان ان اللغة العربية لم تكن في يوم من الأيام لغة واحدة بمستوى واحد كما نريدها ونحلم .
وبين خلال المحاضرة التي قدمه فيها الدكتور زياد الزعبي ان النظرة التاريخية تشير الى ان اللغة العربية المشتركة وإن قامت في بداية نشأتها على أساس غلبة لهجة قريش , إلا أنها أخذت على مر السنين خصائص لغوية من قبائل عربية مختلفة نتيجة اتصال قريش بهذه القبائل في مناسبات عديدة.
وقال ربابعة ان الصراع بين الفصحى واللهجات كان دائما محل الشكوى من تدني مستوى الأداء اللغوي على مر العصور لافتا الى ان أغلب الباحثين يعتقدون أن اللهجات العربية القديمة تختلف عن العاميات المتداولة هذه الأيام .
واضاف أن الشكوى من ضعف اللغة العربية يقوم دائما على المقارنة مع معايير الفصحى التي وضعها النحاة وقننوها وجعلوا كل من يخرج عنها خارجا عن قواعد اللغة الصحيحة.
واشار الى ان سبب الشكوى من ضعف اللغة العربية يعود إلى عدم مراعاة الألفاظ الصحيحة والفصيحة واستخدام الألفاظ العامية الموجود بعض منها في معاجم اللغة والبعض الآخر منقول من اللغات القديمة لسكان المناطق التي تعاقبت عليها أمم وحضارات ولغات.
ورأى ربابعة ان ما يجري في حياة الأمة العربية من اضطراب وقلق وفوضى في شؤون كثيرة ينعكس على اللغة ، ويُوهم أنّها منسيّة أو مهملة أو غير قادرة على تقديم الأفضل لجماعتها ووحدتها عموماً ومثل هذا الوهم لا يعود إليها بحد ذاتها بل إلى العامل الآخر في الثنائية الإيجابية : اللغة – الأمّة.
وكشف ان اللغة العربية ليست في حالة ضعف , فهي أكبر لغات المجموعة السامية من حيث عدد المتحدثين وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم يتحدثها أكثر من 450 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وارتيريا.
وهي ايضا لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأردية والالبانية واللغات الأفريقية الاخرى واللغات الأوروبية مثل الروسية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية والايطالية والألمانية كما انها تدرس بشكل رسمى او غير رسمى في الدول الاسلامية والدول الأفريقية المحاذية للوطن العربى.
( بترا)