ويبقى لنا الخيار ..

تم نشره السبت 02nd آذار / مارس 2013 11:47 مساءً
ويبقى لنا الخيار ..
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

إذا كنا نجلس أمام كوبين ممتلئين، وطلب منا أن نختار أحدهما للشرب منه، نظرنا إلى الأول فوجدناه يحتوي من الخير ما يفوق مقدار الشر، ونظرنا إلى الثاني فوجدنا فيه من الشر ما هو أكثر من الخير، ترى كيف سنختار؟

سنكون عندها أمام إما أمام خيار عدم الشرب نهائياً مادام هناك شائبة واحدة، حتى لو قتلنا العطش، فإما أن يكون الكوب خالياً نقياً من أي شائبة وإلا فلا.

أو الشرب من الكوب كما هو، خيره وشره، دون النظر إلى أي تفصيلات فيه، المهم أن نروي عطشنا سواء كان بالخير أو الشر.

أو نكون من النوع الثالث، وهو بأخذ الكوبين وتصفية كل واحد منهما، لأخذ الخير فقط من كل واحد منهما، ومن ثم الإرتواء من الخير من الأول، والخير من الثاني، ولفظ الشر من الكوبين.

وهنا سيقول البعض ولماذا لا يوجد كوب خال من الشوائب والشرور تماماً؟ والإجابة هنا بأن هذا ينطبق على حال البشر، فكما أنه لا يوجد بشر خال من العيوب، ومعصوم من الأخطاء تماماً، لا يوجد هنا كوب خال ولو من نسبة ضئيلة جداً من الشوائب الشريرة.

ولو طبقنا هذه المعادلة على تعاملنا نحن البشر مع بعضنا البعض، لوجدنا أن البشر منقسمين إلى ثلاثة أصناف في التعامل مع الآخرين، فهناك صنف يرفض التعامل مع الآخر تماماً، بل ولا حتى يستفيد من أي إيجابية فيه بمجرد إكتشاف خطأ واحد فيه، متناسياً أن جميع بني آدم خطاء، بل وربما يقضي حياته في تعداد عيوب الآخرين متناسياً البيت الشعري: لسانك لا تذكر به عورة إمرئ فكلك عيوب وللناس ألسن.

وصنف آخر يتعامل مع الآخرين متعلماً منهم كل ما فيهم، سواء كان ذلك خيراً أم شراً، تماماً كمن يشرب الكوب على علاته.

أما الصنف الثالث فهو الذي يتعامل مع جميع البشر بلا أي قيود، فيمعن النظر فيهم ليصفي منهم الإيجابيات ويستفيد منها، ويترك السلبيات غير مكترث لها، ولا سامح لها أن تأخذ من وقته وتفكيره ليضيع وقته في تعدادها، بل مستثمراً وقته في الإستفادة من أكبر قدر من الإيجابيات التي يمتلكها الآخرين، مؤمناً بمبدأ ثابت هو أنه لا يوجد بشر خال تماماً من العيوب والخطايا، كما لا يوجد بشر خال من الإيجابيات أيضاً، ولكن الأمر نسبي بين البشر.

ولو نظرنا إلى الأصناف الثلاثة لوجدنا أن هؤلاء في الصنف الثالث هم أكثر المستفيدين والناجحين في حياتهم، فأن نتعلم من عدونا ما يفيدنا في حياتنا خير لنا ألف مرة من تعلم ما يدمر حياتنا من صديقنا.

ويبقى لنا الخيار من أي صنف نكون في النهاية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات