امسية شعرية لصلاح جرار في مادبا

المدينة نيوز- حلق وزير الثقافة السابق الدكتور صلاح جرار عاليا كاشفا عن شعريته المخفية في الامسية الشعرية الاولى له، والتي حملت عنوان "صلاح جرار شاعرا" ونظمها مساء السبت ، ملتقى نيبو للثقافة والتراث.
ووفقا للشاعر الدكتور جرار فإن القصائد التي " أخفاها عن العديد من أصدقائه ومعارفه، باستثناء اهل بيته"، مكتفيا بما حققه في الكتابة الابداعية النثرية ومجالات البحث الاكاديمي إلى أن كشف هذا الامر الشاعر سعيد يعقوب خلال تواصلهما عبر شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، واصر على إقامة امسية شعرية له في مأدبا.
واشار في الامسية الى مساجلاته الشعرية مع النائب السابق محمد الشروش حين كانا يلتقيان في المناسبات التي يجمعهم فيها مجلس النواب.
وإستهل الامسية الشعرية بقرآءة قصيدة "غـايــــةُ الحُــــرِّ أن تُـــردّ الأصــــولُ" ويقول فيها : - أيُّ حــــالٍ عـلــى الـمـــدى لا يَـحُــول أيُّ عــــــزٍّ مـــــع الزمـــــان يطــــــولُ كلّنـــــا فــي دوائر الــدهــــر نعـــــدو تـــــــارةً نـــرتــقـــي وطـــــوْراً نُــــزول إنّ بـيـنــي وبـيــن أبـنـــــاءِ دهــــــري غُـصَـصـــــاً وَقْـعُـــهـــــا علـــيَّ ثـقـيــــلُ كلّهم يـنـصــبُ الـمـكائـــــد ضــــــدّي ويــعــــلّـــي بـــــنـــــاءَهـــــا ويُــطـــيــــل كلّهم يــــــدّعــــي وصـــــالاً بـلـيـلــــى أيـــــن لــيــلـــى وأيـــن منهـــا الوصـولُ.
كما قرأ عددا من القصائد الاخرى ومنها "غزة" و"هجران" ليختتم بقصيدة "هدايا الخماسين" التي يقول فيها: وتـــأتـي خـمـــاسـيـــنُ فـصـْلِ الشتــــاءِ مـبـشّــــــرةً بــربــــيـــــع الـهـــــدايــــــــا تُـفَـتَّــحُ كـــــلُّ الـشـبـــــابـيــــك فـيهـــا وتُــشْـــرِقُ فــــي الشُّــــرُفاتِ الصبايـــا تـــــدورُ عـلـى أسـطـح الــدُّورِ حينــاً وريــــحُ الخـمــــاسـيــــن تـعـــزفُ نــايـا.
وكان الشاعر سعيد يعقوب قدم في الامسية التي ادارها رئيس الملتقى عماد الرواضنة ، الدكتور جرار بوصفه مبدعا متعدد الابداعات والمواهب، فهو استاذ جامعي واكاديمي معروف وهو ناقد حصيف وكاتب مجد ومؤرخ وباحث وحجة ومرجع في الادب الاندلسي وله العديد من المؤلفات في شتى المجالات التي اثرت المنكتبة العربية، وهو قبل هذا وبعده شاعر مبدع مرهف شفيف .
وقال الشاعر يعقوب ان الدكتور جرار لم يجتهد في نشر اشعاره في الصحف والمجلات على عادة الشعراء ولم يقم امسية واحدة من قبل وعرف الناس جوانب شخصيته جميعها وبقي هذا الجانب مجهولا، مشيرا الى انه صاحب موهبة شعرية كبيرة وثقافة محيطة موسوعية ذو ذائقة رفيعة.
وأضاف انه اول ما يلفت النظر في شعر الدكتور جرار قلة هذا الشعر من حيث عدد القصائد مع التجويد ، ومعنى ذلك انه لا يكتب الشعر الا اذا احس برغبة جامحة لا ترد حين تجيش المشاعر وتتقد العاطفة ويلتهب الخيال فتتدفق منه ينابيع الكلمات رقراقة صافية، فهو لا يحمل نفسه على قول الشعر ولا يقسرها عليه ولا يجتلبه اجتلابا كما يفعل كثير من الشعراء.
ولفت الى ان موضوعات شعره تقسم الى ثلاثة اقسام ، اولها الشعر الوطني الذي يتحدث عن مأساة الاهل في فلسطين وما يتعرضون له من ظلم وعسف وعدوان وما يتصل بذلك من هم قومي ويظهر ذلك جليا في قصيدته "غزة" اما القسم الثاني فهو الشعر الذاتي والوجداني وفيه تظهر شخصية الشاعر الحقيقة حين يعرض لتجاربه الخاصة فيما جاء القسم الثالث الشعر الغزلي حيث غزله هنا من النوع المعنوي الذي يعبر عن اعجابه بالجمال واشواقه وهو ما يكشف عن احساس مرهف وشعور شفيف ورقة اللفظ وحلاوة المعنى وجمال الصورة.
وفي ختام الامسية التي حضرها عدد من الكتاب والمثقفين والمهتمين في مدينة مأدبا كرم رئيس الملتقى الشاعر الدكتور جرار.
(بترا)