الشاعر سماوي: ثقافة النخب والايديولوجيا ادت بنا الى المصائب

المدينة نيوز- قال وزير الثقافة الاسبق الشاعر جريس سماوي ان ثقافة الناس هي الثقافة الحقيقية بينما ثقافة النخب والايديولوجيا ادت بنا الى كثير من المصائب .
ولفت خلال ندوة نظمها فرع رابطة الكتاب الاردنيين مساء الثلاثاء بالزرقاء في قاعة مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي بعنوان ( التنمية الثقافية )، "اننا نواجه تحديا اساسيا يتمحور في كيفية نقل الثقافة من رفوف المكتبات الى السلوك اليومي وجعلها محرك اساسي في حياة المواطنين للوصول بالمواطن الى سلوك ثقافي ايجابي".
واضاف " انه لا يمكن وجود مدرسة نقدية في ظل عدم وجود مدرسة سياسية ، حيث ان النقد يتبع الازدهار المدني والسياسي " ، لافتا الى ان تأثيرات الثورة الفرنسية والحربين الكونيتين ادتا لظهور ثقافة قاع المدينة في الغرب .
واوضح ان الثقافة هي سلوك بالاساس وليست مجرد تكديس وتخزين للمعلومات، اذ ان المثقف هو الذي يسلك سلوكا مدنيا بامتياز ويعرف حقوقه وواجباته ويعرف كيف ينتقد ويحتج من جهة ، وكيف يقف موقفا ايجابيا ويسهم في بناء الدولة من جهة اخرى .
وبين سماوي ان هناك ازمة ثقة بين الناس والحكومات بعد الربيع العربي، وهو مبرر لعدم مشاركة الناس في الحكم وضعف الاحزاب ، الا ان الفترة الحالية وبحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني استطاع الاردن تجاوز الربيع العربي من خلال ادخال التعديلات الدستورية ومواصلة مسيرة الاصلاح.
واوضح ان الدعم الاكبر للثقافة في الاردن يكون من خلال جلالة الملك لايمانه المطلق بالثقافة ، مشيرا الى ان التنمية الثقافية ليست من اختصاص وواجبات المؤسسات الحكومية فقط بل هي من واجب الناس جميعا ، اذ ينبغي وجود شراكة حقيقية بين مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية .
واشار الى ان الاردن تأسس على اساس خطاب عروبي تنويري ،اذ ان الثورة العربية الكبرى على يد الشريف حسين بن علي هدفت الى اقامة دولة عربية كبرى بعد انتهاء حقبة الاستعمار ، فيما ان بلاط الملك عبدالله المؤسس كان ثقافيا بامتياز .
ولفت الى ان اول حكومة اردنية تأسست عام 1921 كانت على يد احد ابناء حزب الاستقلاليين وهو رشيد طليع الدرزي اللبناني ، حيث عرف عن ذلك الحزب رسالته الثقافية والتنويرية ، كما ان كثيرا من المثقفين تقلدوا العديد من المناصب امثال ، الشاعر مصطفى وهبي التل ( عرار ) وعبد المنعم الرفاعي .
واوضح انه تم رفع ميزانية وزارة الثقافة عام 2006 من 3 ملايين دينار الى 21 مليون دينار سنويا ، اضافة الى وضع خطة ثقافية طموحة تكونت من 21 مشروعا ثقافيا ، حيث بدأت محاولات نقل العمل الثقافي من مركزيته الى كافة محافظات المملكة بغية توزيع مكتسبات التنمية الثقافية .
وتضمنت الندوة التي ادارها الشاعر جميل ابو صبيح وحضرها مدير الثقافة نعيم حدادين وجمع غفير من الكتاب والشعراء والنقاد والمثقفين ، مناقشة سبل النهوض بالثقافة وتحقيق تنمية ثقافية مستدامة .
(بترا)