اعادة ذكريات هوغو تشافيز ... رحمه الله
غادر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ،هذه الدنيا عن عمر ناهز الـ 59 عاما بعد حكم دام 14 عاما , اشتهر خلال حكمه بمناداته للتكامل بين الدول الامريكية اللاتينية في المواقف السياسية و الاقتصادية ،بقدر ما عرف عنه ايضا معاداته لليبرالية الحديثة و للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية .
ما يعيد لذاكرتنا بهذه المناسبة ،هو موقف الرئيس تشافيز رحمه الله من القضية الفلسطينية ،و خاصة خلال الاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة في نهاية العام 2008 و بداية العام 2009 تحت عنوان :" الرصاص المسكوب", إذ أعلنت حكومته أن السفير الاسرائيلي في كراكاس،شخص غير مرغوب فيه على الاراضي الفنزويلية .
كما تم سحب السفير الفنزويلي من تل أبيب , و بادر تشافيز الى تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل الى أدنى مستوى تعبيرا عن تضامنه الصادق مع الشعب الفلسطيني.
وقرر أيضا، أنه لا فائدة من التعامل مع اسرائيل ،وأكد أنه سيعمل على جر الرئيس الاسرائيلي ،و معه الرئيس الأمريكي الى المحاكم الدولية ،لمقاضاتهما على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني .
و مما قاله أيضا أنه لو كان في هذا العالم ضمير حي ، لما قالوا أن الرئيس الاسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه !!! فأي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه !!؟؟.
أتذكر تلك الأيام وكم كان لهذا الرجل حضورا نغير مسبوق عندنا لمواقفه المشرفة ،التي دغدغت مشاعرنا و مشاعر كل الشرفاء في العالم العربي ، لكونها صدرت عن هذا الرجل ولم نسمعها من الكثيرين من زعماء العالمين العربي و الإسلامي .
ان مشاعرنا مرتبطة على الدوام بالقضية الفلسطينية ،ومقياس احترامنا و تقديرنا لأي سياسي، هو بما يعلنه من رأي يصدر عنه تجاه هذه القضية الانسانية العادلة ،ذلك أن الموقف الداعم و الواضح،إنما هو بمثابة إعلان صادر عن سياسي حر، و صاحب مبدأ , قلما نجد له نظيرا في هذا العالم ، الذي لا يهتم للمصالح الخاصة و للتهديدات و للقوى الضاغطة التي تأتي من هنا و هناك .
صحيح أن تشافيز رحل عن هذا العالم مثقلا بألم مرض السرطان الخبيث،لكن بصمته ستبقى حية في نفوس شعبه وقارته وأحرار العالم.
في الختام نتقدم من الشعب الفنزويلي العزيز بالعزاء , كما و نتقدم بالعزاء لكل أصحاب الرأي الحر المدافع عن الضعفاء و أصحاب الحق في العالم .