مبدعات يسردن تجارب وانجازات المرأة الاردنية ثقافيا

تم نشره الخميس 07 آذار / مارس 2013 03:15 مساءً
مبدعات يسردن تجارب وانجازات المرأة الاردنية ثقافيا
سيدة في العمل - تعبيرية

المدينة نيوز– اكدت مبدعات اردنيات ان المكانة التي تبوأتها المرأة الاردنية على اكثر من صعيد جاءت بفعل المثابرة والتصميم على القدرة في اجتياز العقبات والتحديات التي كانت عائقا امام طموحاتها وآمالها في الانجاز .

وأشرن في لقاءات بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق غدا الجمعة الى جهود المرأة الاردنية في الحقول المختلفة , ومن بينها التعليم والسياسة والثقافة والبحث العلمي .

وفي هذا اليوم تمنت المؤرخة والقاصة الدكتورة هند ابو الشعر اول عميدة لكلية آداب في المملكة أن تواكب التشريعات هذا التطور وتدعمه ، "وأن لا يكون حضور المرأة في البرلمان منحة بكوتا ، لتصل النساء بحضورهن وليس بكوتا " .

واكدت اهمية فتح ملف المرأة المثقفة في المملكة بصورة يومية ، وألا نتذكرها في يوم المرأة ،مفسرة " لأننا أمام جهود استثنائية تستحق التقدير" .

وقالت ان ما يؤرقها دائما خطاب العموميات والكلام الإنشائي في قراءة واقع المرأة الأردنية المثقفة ، دون العودة إلى الإحصاءات والخطاب الرقمي المباشر .

وبينت أننا في زمن التكنولوجيا الفائقة والإعلام المتفوق ، وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نتحدث عن المرأة الأردنية المثقفة دون الإشارة إلى الثقافة الرقمية التي باتت تمثل ظاهرة العصر ، والتي لا يمكن لإنسان هذا القرن أن يتنفس بدونها .

وتربط ابو الشعر الثقافة بالتعليم وقالت " ان نسبة الطالبات الأردنيات في الجامعات تصل إلى 80 بالمئة وهي الفئة التي تطل على التعليم من خلال نافذة التكنولوجيا والانترنت ، والمرأة الأردنية - وفي إحصائية تعود إلى عام 2011 - حققت المرتبة الأولى عربيا باستخدام الانترنت .

واضافت "ولا ننسى أننا نتحدث عن عام 2013 ، حيث تزايدت نسبة النساء الأردنيات اللواتي يتعاملن مع مواقع التواصل الاجتماعي ، وكانت نسبتهن من اللواتي يقرأن الصحف الإلكترونية هي الأولى على الصعيد العربي ، "لقد رصدت هذا التوجه ميدانيا عندما شغلت منصب مديرة مكتبة الجامعة الأردنية وتابعت اطلاع الطالبات على الكتب الإلكترونية ومواقع البيانات التي تحوي عشرات الآلاف من المجلات العلمية والمتخصصة ضمن موقع المكتبة" .

واشارت إلى دور المرأة الإعلامي ونجاحها الواعي والملفت ، وهي صحفية حاضرة بقلمها بقوة في الصحافة المحلية ، وهي المرأة الكاتبة التي تمارس فنون الكتابة في الشعر والقصة القصيرة والرواية وهي المؤرخة والفنانة التشكيلية والمسرحية .

ونوهت الى ان الأستاذ محمد المشايخ رصد في موسوعته الأولى عدد الكاتبات الأردنيات في كتابه (معجم أديبات الأردن وكاتباته ) ووجد أن في الأردن 270 كاتبة أردنية ، قائلة :دعونا نتذكر عدد سكان الوطن ، لنثمن عاليا هذه الظاهرة التي ترتبط بالإرث الثقافي الأردني ، وهذا يعني أن المرأة تشارك في المشهد الثقافي بحضور واضح من خلال الصحافة وإصدار الكتب ورئاسة تحرير الصحف والمجلات وإخراج المسرحيات وإقامة المعارض التشكيلية .

واوضحت الروائية والمترجمة سناء ابو شرار انه منذ عهود الإسلام الأولى ، كان للمرأة كيانها المستقل وتفكيرها الحر بعيداً عن التمحور حول الرجل، حيث كانت تشعر بحريتها وعبوديتها لله سبحانه وتعالى ، وبأن دور الرجل بالنسبة لها هو الحامي لها ولأسرتها ولم تكن تتجاوز حدودا معينة في علاقتها به ، فأغلب ما قرأته عن النساء في تلك الفترة ينم عن عقلية متفتحة ذكية عميقة التفكير ، مستقلة عن شخصية الرجل وواعية لدورها كزوجة وأم ، بل إن بعض مقولاتهن تنم عن احترام عميق لدور الرجل .

وقالت ابو شرار : هناك أدوار اسس لها الله تعالى في كتابه وسنة رسوله ، أدوار دقيقة لكل من الرجل والمرأة , لافتة الى ان اختلال هذه الأدوار واستيراد الأفكار والإستخفاف بقيم تأسست عليها الأسرة العربية منذ قرون لهو خطر حقيقي على بنية الأسرة والمجتمع .

وقالت التربوية الدكتورة منوه ابو حيانة ان اهم انجازات المرأة الاردنية المثقفة والأكاديمية وصولها الى قبة البرلمان , فهناك مقعدان فازت بهما بدون كوتا كل من : وفاء بني مصطفى من جرش ومريم اللوزي من عمان بالاضافة الى 14 فزن بالكوتا ما يعني ان هناك 16 نائب امراة في البرلمان ويشير الى ان المرأة قادرة على سبر الامور الرقابية لما تتصف به من حكمة وذكاء في حمل هموم الوطن والمواطن والقدرة على المكاشفة والمحاسبة.

واضافت ان المرأة اليوم غدت تعمل استاذة في الجامعات تثقف ابناءنا وبناتنا ومدرّسة في المدارس الحكومية والخاصة والنتائج في الثانوية العامة تشهد لها، وهي ايضا الوزيرة, والمديرة لمؤسسات وشركات في القطاعين الخاص والعام , فهي لو لم تكن على هذا القدر من المسؤولية لما وصلت الى هذه المراكز المتقدمة .

وهي متابعة جيدة لعملها كما قالت ابوحيانة ,ومتفانية في كل عمل تنهض به على درجة كبيرة من الاتقان، مثلما هي طبيبة وممرضة تقوم بادق العمليات الجراحية والعناية بالمرضى على قدر كبير من الحرفية والمهنية.

واعتبرت الدكتورة لارا حدادين ان المرأة بحد ذاتها بتكوينها وسيكولوجيتها، بقوتها وحنكتها مخلوق استثنائي، والمرأة الأردنية استثنائية أيضاً مشيرة الى ان الرجل السند والدافع والمعزز لكل انجازاتها.

وبينت أن نجاحات المرأة الأردنية في أي مجالٍ كان قد واجهه الكثير من التحديات والعراقيل التي استطاعت بعزمٍ وذكاء تخطيها وتحقيق ذاتها في المضمارين الثقافي والأكاديمي , والأمثلة حية أمامنا من نساء وضعن بصمة على تاريخنا وحاضرنا .

فقد أثبتت المرأة الاردنية وفقا لحدادين موجودية تحت قبة البرلمان في اكثر من دورة وايضا في المحاكم حيث باتت المرأة تترأس جلساتها نساء حكيمات قادرات على الحكم بعدل في مواقع القضاة، أو محاميات قديرات في التشريعات وسن القوانين، كما اثبتت في الوقت ذاته موجودية في مجال الأدب والثقافة .

وقالت أستاذة الأدب والنقد في جامعة البلقاء التطبيقية الأديبة مريم جبر ان العقدين الاخيرين شهدا تطوراً ملحوظاً أشبه ما يكون بثورة خلخلت السائد، وحركت الراكد فيما يتعلق بوضع المرأة ومكانتها ودورها وفاعليتها في المجتمع.

واضافت : لقد حققت المرأة تطوراً ملموسا تجلّى في منجزها الإبداعي في الفنون والإعلام والكتابة بشكل خاص ، وظهر ذلك في الكم والنوع على السواء ، مما يُلحظ في تزايد عدد الكاتبات المبدعات في مجالات الشعر والرواية والقصة، وزيادة في المنتج الإبداعي المنشور سواء عبر الصحف والمجلات والكتب تجاوزت في مضامينها الهم الأنثوي الخاص والعلاقة الخاصة للمرأة بالآخر( الرجل) لتسهم بوعي في معالجة قضايا مجتمعية وإنسانية عامة وتجوب آفاقا رحبة طالما كانت تطل عليها على استحياء كالرواية والنقد الأدبي.

واوضحت عضو هيئة التدريس في جامعة عمان الاهلية الدكتورة حفيظة احمد ان المرأة الاردنية شاركت في العديد من المجالات الثقافية والفنية والأكاديمية، وشكلت علامة بارزة في الحياة الثقافية ومعلما مهما على حركة ثقافية هادفة ..

فأسهمت كما قالت في الإبداع بأنواعه : الأدبي والفني والنقدي ، وبرزت روائيات وقاصات وشاعرات وناقدات عرفن على المستويين المحلي والعربي.

واضافت ان الناقد نزيه أبونضال احصى أزيد من ثلاثين اصدارا في النقد وثمانين رواية وتسعين ديوانا شعريا وأكثر من مئة وأربعين مجموعة قصصية لمبدعات اردنيات مشيرة الى ان العديد منهن دخلن مجال العمل الأكاديمي فجمعن بين الإبداع والبحث الأكاديمي والنقد والدراسات الفكرية والاجتماعية، وفي حقول الإعلام والفن والمسرح والتعليم والأحزاب السياسية .

واعتبرت الناقدة الاكاديمية والشاعرة خلود جراده ان للمرأة الأردنية الأكاديمية والمثقفة دورا مهما ومكمّلا لدور الرجل الأكاديمي المثقف ، ولولا هذا الدور الذي لا غنى عنه ، لما كانت صورة المشهد الثقافي الأردني مكتملة .

وقالت ان المرأة الأردنية اثبتت وجودها وكفاءتها في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، فلا نكاد نجدها تغيب عن إذاعة أو صحيفة ، فكان لوجودها أثره الفاعل في الإعلام ، من حيث طبيعة القضايا التي تثيرها وتعالجها ، أو في الموضوعات التي تنشرها ما كان له الأثر الطيب لدى أفراد المجتمع .

واضافت جراده ان المرأة امتلكت جرأة في خوض غمار جوانب الحياة الثقافية والأكاديمية والفنية، فهناك ثمة رائدات من النساء كان لهنّ أكبر الأثر في شقّ الطرق وتعبيدها أمام هذا الجيل ، فكن الأنموذج المشرق والطيب للمرأة الأردنية ، التي شقّت طريقها في عالم العلم والأدب والكتابة والتأليف ، في وقت كانت فيه المرأة لا تجرؤ على خوض غمار هذه المجالات ، فكان إنجازها هذا ، قنديل نور حملته لبنات جنسها في عتمة الخجل والرهبة والتحفظ .

وقالت رئيسة جمعية سيدات الطفيلة عضو هيئة التدريس في جامعة الطفيلة التقنية الدكتورة حنان خريسات لقد وصلت المرأة الاردنية اليوم الى مراحل متقدمة من العلم والاستقلالية ، وينظر لها الان أنها اكثر وعيا وانفتاحا ، حيث تحررت من الصورة النمطية التي تكرست في المجتمع ، ودخلت مجالات العمل على جميع المستويات فوصلت الى منصب وزيرة ، ورئيسة جامعة ، وقاضية ، ومحافظ، وعلى المستوى الاكاديمي تمتعت بقدرات تعليمية وذهنية وتدريبية وتدريسية متساوية الى حد بعيد مع قدرات الرجل .

ووجدت خريسات ان المرأة اكثر حملا للهم العام حيث طالبت بحقوق المرأة والطفل ووقفت الى جانب الحراكات وغيرها ، رغم ذلك فالمكتسبات لم تكن بمستوى الطموح .

وقالت القاصة والكاتبة رائدة زقوت انه رغم كل الإحباطات المحيطة بنا على المستوى الإقليمي وبعض المحبطات محلياً ، إلا أن المرأة سارت بخطى ثابتة على أرض الواقع واستمرت في الصعود صوب أهدافها التي رسمتها لتكوّن نفسها.

واضافت: هذه هي المرأة المبدعة والأكاديمية الأردنية، تماماً كالنخل تجاوزت بإرادتها وبما منحت من حقوق كل المعوقات لتؤتى أكلها كما يجب، وكما تؤتى الثمار بعد طول عناء وسهر.

واكدت زقوت انه حتى يتواصل انجاز المرأة الاردنية في العطاء والتميز فانه لا بد من توفر المزيد من الدعم والاسناد، كي لا تضيع الجهود المبذولة سدى، فما أنجز يستحق وقفة اعتزاز وتثمين من الجميع.

( بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات