الله أعطى ..الله أخذ (اهداء الى حزينه)

تم نشره الأحد 10 آذار / مارس 2013 11:23 مساءً
الله أعطى ..الله أخذ   (اهداء الى حزينه)
يوسف المومني

قال تعالى مؤكداً على حقيقة سنة من سنن الكون ومصيبة ستمس كل فرد من البشرية :"كل نفس ذائقة الموت".(آل عمران) مما يعني ضرورةاستعداد المؤمن ـ وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن ـ لمصيبة الموت لنفسه وللأحبة حوله, وبالتالي تكون مصيبة الموت عليه أخف وطأة وأقل صدمة لأنه يستعد لها كل يوم ولحظة ,فالله أخبره بأنه مفارق فجأة لا محالة ومن حوله إلى رب العالمين الرحمن بهم والرحيم من نكد الدنيا ونغص العيش إلى خالق البشر يستقبلهم برحمته وعفوه.

وبما أن الموت كاس سيصيب الأحبة من الناس, فمن المؤكد بحكم عاطفتنا البشرية وتعلقنا بالأحبة أن نشعر بالأسى والحزن وهذا ليس بالحرام بل كان سيد الخلق عليه الصلاة والسلام يكرر عند فقد ابراهيم :"إن العين لتدمع وإن القلب ليجزع وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون". وكان يفتقد خديجه ويبكي عمه ابا طالب وكم تذكر بحرقة الحزين ناصره في بداية الدعوة جده عبد المطلب وعمه حمزه , مما يبرر لكل من يحزن على موت العزيز حزنه وحرقة قلبه لكن محفوفاً هذا الحزن بالصبر والايمان بسنة الله في كونه ,فكما هناك خلقٌ وولادة حتماً سيقابلها موت وفراق.

ولنقف هنا مع الحزن وتوصية النبي عليه الصلاة والسلام بالصبر بل والشكر على مصيبة الموت التي تبدأ كبيرة وتنتهي صغيرة على عكس المصائب الاخرى التي تبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة فقال أفضل البشر وسيدهم في ذاك ناقلاً عن ربه في الحديث القدسي :"ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ". (البخاري)

والصفي هو صاحب المكانة الخاصة في قلبنا من أبٍ أو أمٍّ أو زوجةٍ أو زوجٍ أو أحد الأبناء ,وتستطيع أن تُلحق بهم الصديق والأخ وغيرهم من المقربين من القلب والوجدان. ,فمن ثمرات الحديث وبعثه الطمأنينة على النفس إذا تحقق الشرط في دخول الجنة وهو (الاحتساب والصبر بل والرضا والشكر والتسليم بقضاء الله) أن نسب الله العبد الصابر لنفسه حيث قال :" ما لعبدي"وهذا اعتراف من الله له بأنه عبد له أما العكس في الجزع والمغالاة في الحزن فهذا يعني أن حب الله لم يسكن في قلوبنا كما يجب أن يكون.

والمصائب تكون في حياتنا ـ ومنها الموت ـ وما يلحقه من أسىً وحزن لحكمٍ أرادها الباري ومنها, تمحيص الإيمان ,تكفير الذنوب , رفع الدرجات ,التنبيه والتحذير من التقصير في بعض الأمور فيلحقك الحزن, التذكير بنعم الله على الانسان حين يشعر بالفرح والسعادة وبقيمتها بعد أو قبل حزن , عدم الركون الى الدنيا , صقل شخصية المؤمن والتقرب لتطبيق سنن الله وشريعته أكثر؛لأن رضاه هو المطلوب وليس رضا النفس حتى لو كان رضاها بالإفراط بالحزن.

في النهاية كل انسان ـ يؤمن بالله حق الايمان ـ يستطيع تحويل كل مصيبة الى نعمة عندما يعي أن ألمه في الدنيا هو ادّخار للأجر الكبير في الآخرة وأن الله سيعوضه الخسارة الى ربح كبير في الدنيا والآخرة وهذا من قوله صلى الله عليه وسلم:"عجباً لأمر المؤمن إن أمره له كله خير ,وليس ذاك لاحدٍ إلا للمؤمن ,إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ,وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" . صحيح مسلم


فأين المؤمن ليطبق فضيلة الصبر ليرتقي عند ربه وأين من يتيقن أن الله بسط الحياة لتتبدل الأحوال من حال إلى حال ليؤكد لربه إيمانه به ؟! ....



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات