اختتام اللقاءات الحوارية ضمن مشروع المراكز الصيفية لوزارة التربية والتعليم
المدينة نيوز- أختتمت في المركز الثقافي الملكي بعمان الخميس اللقاءات الحوارية التي نفذتها وزارة التربية والتعليم ضمن مشروع المراكز الصيفية للعام2013 تحت شعار "نعمل لغد مشرق5 " بمشاركة مع6 الاف معلم ومعلمة من مختلف مديريات التربية والتعليم في المملكة على مدى ثمانية ايام.
وقال رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية الدكتور عبدالناصر أبو البصل في الجلسة الحوارية الأولى خلال فعاليات اليوم حول التسامح ومبادئ رسالة عمان، "حقيقتان لا بد من تقريرهما قبل الشروع في الحديث عن التسامح ,هما الإقرار بالكرامة الإنسانية وأن الإنسان أكرم مخلوق في هذا الكون منذ أن خلق الله آدم عليه السلام وان الناس متساوون في الكرامة الإنسانية".
وتتمثل الحقيقة الثانية بحسب الدكتور ابو البصل بان الله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين في صورهم وألوانهم وأشكالهم وخالف بين الآراء والاعتقادات ,كما خالف بين الصور والهيئات.
واضاف أنه وانطلاقا من حقيقة الاختلاف كسنة كونية فعلينا القبول بوجود المخالف في الرأي ولمعتقدات والفكر والايمان بحقيقة التعايش وفق اسس وقواعد واصول بعيدا عن الإقصاء أو الانزواء وفي اجواء من التسامح والاحترام.
وبين ان التسامح يقصد منه الوعي بحق الاخر في المغايرة والاختلاف في الرأي والمعتقد والاقرار بمشروعية التنوع واهميته في اغناء تجارب الانسان وبما يجعل الحضارة الانسانية قائمة على صفوة المعتقدات والابداعات الناتجة عن التفاعل بين الشعوب.
ويرتكز التسامح وفق الدكتور ابو البصل على حرية الاعتقاد وحقيقة الدين الواحد الذي دعا اليه الانبياء والمرسلون بالاضافة الى حق اصحاب الديانات بالبقاء على اديانهم وكفالة حقهم في العبادة في دور العبادة الخاصة بهم.
من جهته، بين أستاذ كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة في الجلسة الحوارية الثانية التي جاءت تحت عنوان "ثقافة وآداب الحوار في الإسلام" أن الحوار الهادف لا يمكن أن يكون إلا بين أطراف متكافئة، تجمعها رغبة مشتركة في التفاهم، ولا يكون نتيجة ضغط أو ترغيب، ولذلك كان الحوار أعم من الاختلاف والجدل وهو منهج حضاري بعيد عن الصراع.
وقال أن الحوار كلمة تتسع لكل معاني التخاطب وأن الإسلام اهتم بشكل كبير بالحوار لإنهاء النازعات بين الأفراد والجماعات بعيدا عن منهج الغوغائية والشقاق.
واضاف أن الله سبحانه وتعالى خص الإنسان بنعمتي العقل واللسان تكريماً وتفضيلاً له على سائر المخلوقات، مشيرا الى أسس الحوار الإسلامي الناجح والتي تقوم على الإيمان بالله تعالى والتعامل في ظل هذا الإيمان بالمثل العليا ,والتحلي بالأخلاق الحميدة التي جاء بها الإسلام, ونبذ العصبية المقيتة.
وقال الدكتور القضاه ان اعتراف الإسلام بالآخر، ومحاورته بالتي هي أحسن، وقبوله كما هو، لا يعود بالضرورة إلى تسامح المسلمين بل إلى سماحة الإسلام الدالة على جوهر الشريعة الإسلامية، مبينا أن الحوار كالصداقة لا يولد بالضغط ولا بالترغيب وأن منهج الإسلام يؤكد النهي عن اتباع أساليب السفهاء ومجاراتهم في السب والتسفيه لمعتقدات الآخر.
وشارك في لقاءات اليوم التي دار خلالها نقاش موسع600 معلم ومعلمة من مديريات التربية والتعليم لاقليمي الشمال والجنوب.
(بترا)