إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ نعومة أظفاري و منذ أن سطع النور في عيوني و رأيت في طفولتي أول شخص يرتدي اللباس العسكري و أنا أنظر إلى الجيش و كل من يرتدي لباسه بعين القدسية البشرية،و طالما راودني الحلم بارتداء هذا اللباس و الانخراط في صفوف الجيش.
و لقد شاءت الأقدار أن تتاح لي فرصة الالتحاق بالجناح العسكري لجامعة مؤتة،و تقدمت بطلب الالتحاق و بالفعل تم قبولي بعد اجتيازي لكافة الاختبارات المفروضة،و قد كنت آنذاك على مقاعد الدراسة في الجناح المدني لجامعة مؤتة و في مستوى السنة الثانية,و لكني آثرت التضحية بما درسته لتحقيق حلمي في الحياة العسكرية،و بدأت بإجراءات الالتحاق و بدأت فترة التدريب في الجناح العسكري.
و في أثناء فترة التدريب شعرت بألم في فخذ قدمي اليسرى ،فتوجهت لعيادة الكلية ليخبرني الطبيب بأنه مجرد شد عضلي من التدريب و أمر لي بمسكن للألم ، و عاودت التدريب و ألمي يزداد يوماً بعد يوم و كلما راجعت العيادة كانت نفس الإجابة (شد عضلي) ، إلى أن سقطت أثناء التدريب ليتم نقلي إلى المستشفى العسكري في الكرك ،و هناك كانت المفاجأة ، حيث ثبت أنني أعاني من كسر في عظمة الفخذ و أنني حين كنت أراجع عيادة الكلية كنت أعاني من شعر بسيط كان بالإمكان معالجته و تدارك الأمر قبل أن يتطور إلى كسر.
و خلال هذه الفترة أجريت عملية تركيب براغي لتثبيت عظمة الفخذ ، و مكثت فترة في المستشفى خرجت بعدها إلى عيادة الكلية لاستكمال العلاج،و لتبدأ هناك رحلة المعاناة النفسية ، ففي كل يوم يأتي خبر بأنه سيتم تسريحي من الخدمة العسكرية،ثم يأتي خبر بالنفي، و بقيت على هذه الحالة فترة من الوقت إلى حين أن استطعت المشي باستخدام العكازات و كنت قادراً على حضور المحاضرات الأكاديمية، لكن نائب رئيس جامعة مؤتة للشؤون العسكرية( اللواء علي جرادات ) رفض حضوري للمحاضرات و فصلني فصلاً أكاديميا من الجامعة ، و بقيت عاماً كاملاً بين أخذ و رد،تائهاً بين قرار تسريحي من الخدمة و بين استمرار،خلال هذه الفترة تم عرضي على أكثر من لجنة طبية عليا في الخدمات الطبية،حيث تم تصنيفي فئة رابعة مع استمراري في الدراسة مع الإعفاء من التدريب و قد حصل هذا الأمر من قبل مع العديد من الطلاب ممن تعرضوا لحوادث أثناء التدريب.
و فجأة صدر قرار بتسريحي من الخدمة ، لأفقد بذلك ليس حلمي فقط بل وكافة حقوقي،و قد اعترضت على التصنيف،و تم عرضي مرة أخرى على اللجنة الطبية ليتم تصنيفي فئة خامسة،و بعد أن أصابني اليأس و الإحباط بدأت بإجراءات براءة الذمة من الجيش،لأتفاجيء مرة أخرى بمؤسسة بأن برقية الحوادث لم تبعث من الجامعة إلى قيادة الجيش و تتوقف بذلك الإجراءات مرة أخرى.
فهل هذه هي الدقة التي يتسم بها الجيش،أم هل هذا هو النظام الذي يرمز للجيش به ، أم أن هذا هو سيف الحق في شعار الجيش,فهل يعقل أنه طوال عقود من عمر الجناح العسكري لم يتعرض أحد لمثل ما تعرضت له،و هل يعقل أن الآلاف ممن تخرجوا من الجناح العسكري لم يتعرض أحد منهم لأية إصابة.
إنه لضرب من الخيال أو بمصطلحات الحداثة دخول في موسوعة غينيس العالمية،أنه طوال أكثر من عقدين من عمر كلية عسكرية يتعرض فيها الطلاب لأقسى أنواع التدريبات وتخرج منها الآلاف لم يتعرض أحد منهم لحادث ما أو أية إصابة،إن هذا بالطبع لم يحد ث لكن ما حدث هو أنه لم يتم الاستغناء عمن أصيب منهم و أستمر في الدراسة تحت أي تصنيف متعارف عليه في الجيش.
أنني على يقين تام أن ما تعرضت له من إصابة (تفاقمت بسبب الإهمال في التشخيص في عيادة الكلية) قد تعرض له الكثيرين و لكن الفرق هنا أنني مواطن عادي والدي(رحمه الله) لم يكن من أصحاب النفوذ و السطوة في هذا البلد بل كان مربي فاضل وأستاذ جليل قضى زهرة شبابه في تعليم أبناء هذا البلد القيم و الأخلاق . و أن من استمروا في الدراسة رغم إصابتهم هم أبناء و أقارب (س)و(ص) المعروفين في هذا البلد.
هذه مظلمتي وشكواي أضعها بين يديكم،و سأبقى على أملي في إنصافي و استعادة حقي فإن لم يكن فأنا على إيمان بالله بأخذ حقي ممن ظلمني.
و دمتم أهلاً لإنصاف المظلوم
المستدعي:المثنى سليمان خلف العمايرة
موبايل : 0799040764