الناجون من حافلة العدسية يروون سبب الحادث
المدينة نيوز - خاص - خطف الموت فرحة معتمري جنين، شمالي الضفة الغربية، قبل العودة إلى وطنهم، ومشاركة ابتهاجهم لآداء مناسك العمرة مع أهاليهم، حيث قضى بعضهم إلى دار الآخرة، في حين يرقد آخرون على أسرة الشفاء في المستشفيات الأردنية، إثر حادث السير المؤلم الذي تعرضوا له.
ووفق ما يرويه ناجون من الموت لوكالة صفا، ان السائق " محمود الشيخ قاسم" فقد سيطرته على الحافلة التي كانت تقل المعتمرين، فانحدرت عن مسارها مما أدى إلى انقلابها.
ويروي المصاب "عوني شامي سمودي" من اليامون غرب جنين، تفاصيل الدقائق الأخيرة قبل انقلاب الحافلة، قائلاً: بدأ السائق يفقد السيطرة على الحافلة عندما وصل طريق العدسية على طريق البحر الميت، حيث طلب منا الإنتقال إلى المقاعد الخلفية، لإيجاد نوعٍ من التوازن في الحافلة وتقليل عدد الضحايا الذين قد يتأذون في حال اصطدام مقدمة الحافلة بأي مركبة أو حاجز صخري".
ويضيف: "انتاب المعتمرون الهلع، وهم يرون موتهم في طريق شديدة الإنحدار، وانتهت لحظات الرعب باصطدام مقدمة الحافلة بشاحنة كبيرة وسيارة نقل أخرى، لتختلط أجزاء الحافلة وأشلاء الضحايا بحديد المركبات المتصادمة".
ويتوقف الحاج "محمود جبر"، الذي شارك في العمرة عدة مرات وذهب للحج أكثر من مرة، عند مجموعة من الثغرات التي لا بد من إصلاحها، تفادياً لحوادث مستقبلية، موضحاً: "إن التأكد من مستوى الصيانة بالحافلات يختلف من شركة إلى أخرى، ونحن نشعر باستمرار أن مستوى الاهتمام ليس بذلك المستوى ولا يوجد من يراقب على الشركات من ناحية إجراءات السلامة والصيانة للحافلات".
ومن جهته، أشار "محمود الهيجاوي"، الذي اعتمر عدة مرات، نجاته ورفاقه من موت محقق قبل نحو عام حين أصيب سائق الحافلة بالنعاس وهو يقود الحافلة" وانحرف عن الطريق لأكثر من متر، بعد اجتياز الحدود السعودية ولكن عناية الله تدخلت. متسائلاً: " كيف يمكن لسائق البقاء مستيقظًا دون نوم طوال فترة الطريق البالغة أكثر من 48 ساعة"؟
وشدد على ضرورة وجود سائقين للحافلة، للتناوب على هذه الطريق الطويلة، وهذا لا يوجد إلا في عدد قليل من الشركات وهو ما يتطلب من وزارة الأوقاف إلزام شركات النقل به. داعياً المعتمرين عدم الانفعال الزائد لتجنب الحوادث والمخاطر.