أسئلة كثيرة وإجابات قليلة في انتظار أوباما خلال زيارته للشرق الأوسط

تم نشره الثلاثاء 19 آذار / مارس 2013 12:50 مساءً
أسئلة كثيرة وإجابات قليلة في انتظار أوباما خلال زيارته للشرق الأوسط
أوباما

المدينة نيوز- من المقرر ان يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأول زيارة رسمية لاسرائيل والأراضي الفلسطينية هذا الأسبوع وهو يتطلع لتحسين علاقات واشنطن التي تذبذبت بين حين وآخر مع كل من الجانبين إبان فترة حكمه الأولى في البيت الأبيض. ومن غير المتوقع ان يطرح أوباما أي مبادرة سلام جديدة على الفلسطينيين وسيمضي معظم وقته خلال الزيارة في اسرائيل أقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط حيث سيلقي خطابا رئيسيا أمام مئات الطلاب.

وسيجري الرئيس الأمريكي محادثات منفصلة مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي شكل أخيرا حكومة ائتلافية جديدة يوم الجمعة بعد الانتخابات العامة التي أجريت في يناير كانون الثاني وأضعفت قبضته على الحكومة.

وها هي بعض القضايا التي يرجح ان تهيمن على الزيارة بين 20 و 22 مارس اذار:

ايران والقنبلة

تتفق اسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة ألا تحصل ايران على قنبلة نووية وهما ترفضان تأكيد طهران المتكرر على ان برنامجها النووي سلمي. ورغم ذلك يختلف الحليفان بشأن توقيت الاحتياج الى التحرك عسكريا في حالة فشل الدبلوماسية.

وحدد نتنياهو العام الماضي "خطا أحمر" لبرنامج ايران النووي قائلا انه يتعين عدم السماح للجمهورية الاسلامية بحيازة 240 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة. وحذر مسؤولون اسرائيليون من انه يمكن لايران الوصول الى هذه النقطة بحلول ربيع أو صيف عام 2013 على الرغم من ان الخبراء يرون ان ايران أبطأت منذ ذلك الحين تخزين اليورانيوم المخصب الى مستوى 20 في المئة الانشطاري وذلك لتفادي خطر تعرضها لهجوم.

وقال أوباما يوم 14 مارس اذار ان ايران لا يزال أمامها أكثر من عام قبل ان تطور سلاحا نوويا وأكد لاسرائيل مجددا ان القوة العسكرية لا تزال خيارا أمريكيا.

ولم يخف المسؤولون الاسرائيليون الذين يعتبرون التقدم النووي الايراني تهديدا لوجودهم حقيقة تفضيلهم لان يتعامل الجيش الامريكي الذي يتمتع بقوة نيران أقوى مع المنشآت النووية الايرانية النائية. وتعزز طهران دفاعاتها وتخشى اسرائيل من ان الطائرات الحربية الاسرائيلية قد لا تتمكن عاجلا لا آجلا من تدمير تلك البنية التحتية. وهذا يعني ان خيارها العسكري لن يكون مطروحا مما سيجعل اسرائيل تعول تماما على واشنطن.

وقال مصدر مقرب من تفكير الادارة الامريكية ان البيت الأبيض يرى ان الاسرائيليين لم يتوصلوا بعد الى توافق آراء بشأن كيفية مواجهة ايران مضيفا ان اوباما سيؤكد على الحاجة للصبر مع العقوبات والدبلوماسية. ويأمل مسؤولون أمريكيون ايضا ان التأكيد من جديد على أعلى المستويات بأمن اسرائيل سيزيد ضغط الرأى العام على نتنياهو لتفادي تفاقم الوضع مع استمرار المفاوضات.

لا "خطة سلام كبرى"

من المرجح ان يضغط أوباما على كل من الاسرائيليين والفلسطينيين ليعودوا الى مائدة المفاوضات لكنه أبلغ زعماء للأمريكيين اليهود في أحاديث خاصة قبل بدء الرحلة أنه لا يعتزم طرح "خطة سلام كبرى" أثناء الزيارة. وقال مشاركون ان الرئيس لم يستبعد احتمال طرح مبادرة خلال ستة أشهر أو سنة.

وكان المناخ مختلفا جدا في بداية فترة رئاسة أوباما الأولى حيث قال ان السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو أولوية بالنسبة له. ورفع خطاب أوباما الذي تحدث فيه عن "بداية جديدة" في القاهرة عام 2009 سقف أحلام الفلسطينيين لاقامة دولتهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وهي أراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967.

وأحيا أوباما محادثات السلام المباشرة عام 2010 لكنها سرعان ما انهارت لاحقا حين رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب الفلسطينيين بتمديد تجميد جزئي للبناء الاستطاني.

وشعر كل من الفلسطينيين والاسرائيليين بخيبة أمل ازاء اوباما كل لأسبابه المختلفة. فالاسرائليون استكثروا على أوباما مطالبته اسرائيل علنا في بداية فترة حكمه الأولى بوقف البناء في المستوطنات اليهودية قائلين ان ذلك مثل ضغطا ظالما على نتنياهو ليقدم تنازلات من جانب واحد.

بينما استشاط الفلسطينيون غضبا حين تراجع اوباما عندئذ عن مطالبته بوقف البناء الاستيطاني قائلين ان محادثات السلام مصيرها الفشل اذا لم تضغط واشنطن على اسرائيل.

ويقول الجانبان انه بدون تدخل أمريكي جاد فان فرص تحقيق السلام هي أقرب الى الصفر. وعلى الرغم من ذلك يتوقع قلة من المحللين الأمريكيين ان ينفق اوباما الكثير من رأسماله السياسي على اتفاق سلام مراوغ قيد كثيرين من أسلافه.

وتضم حكومة نتنياهو الجديدة وزيرة خارجية اسرائيل السابقة تسيبي ليفني التي ستتولى ملف السلام مع الفلسطينيين. لكن وجود وزراء مؤيدين بشدة لعمليات الاستيطان في الحكومة الائتلافية من بينهم أعضاء في حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو يوحي بأنه من غير المرجح التوصل الى انفراجة.

التوسع الاستيطاني

التوسع الاستيطاني الاسرائيلي وراء كثير من الضغينة بين نتنياهو واوباما الذي قال ان الولايات المتحدة لا تقبل مشروعية استمرار الاستيطان.

وتنظر معظم الدول الكبرى للمستوطنات باعتبارها مخالفة للقانون بموجب القانون الدولي وحجر عثرة أمام تحقيق السلام. ويزعم الاسرائيليون ان لهم روابط تاريخية وتوراتية بالضفة الغربية والقدس الشرقية حيث يعيش 500 ألف مستوطن ويجادلون بأن البناء في تلك المناطق قانوني.

وأيد جميع زعماء اسرائيل منذ عام 1967 حركة الاستيطان لكن نتنياهو ساندها بشكل خاص. وفي نوفمبر تشرين الثاني قال يوفال شتاينتز الذي ترك منصب وزير المالية يوم الجمعة ان الحكومة ضاعفت في هدوء الحصة المخصصة لمستوطنات الضفة الغربية في الميزانية.

وفي ديسمبر كانون الأول ويناير كانون الثاني أعلنت اسرائيل خططا لبناء ما يزيد على 11 ألف منزل جديد على أراض يريدها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية. وشغل سياسيون مؤيدون للاستيطان مناصب رفيعة عدة في حكومة نتنياهو الجديدة منهم وزير الاسكان الذي تعهد بمواصلة البناء الاستيطاني.

ويتساءل كثير من الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في القدس في أحاديث خاصة بشأن ما اذا كان ما يسمى بحل الدولتين لا يزال مطروحا مع استمرار البناء الاستيطاني.

وتقول الصحافة الاسرائيلية ان اوباما تعمد الا يدعو طلابا من جامعة في مستوطنة ارييل بالضفة الغربية لحضور خطاب يعتزم القائه في القدس هذا الأسبوع.

إعادة ضبط العلاقات

شاب العلاقات بين اوباما (51 عاما) ونتنياهو (63 عاما) ارتياب متبادل وتجاهل ونفور واضح.

ويتهم أنصار نتنياهو أوباما بمحاولة الضغط على اسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين لاسيما فيما يتعلق بمسألة المستوطنات. ويقول أنصار أوباما ان نتنياهو تدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012 وأعلن تأييده الصريح للمرشح الجمهوري ميت رومني.

وفي اجتماع بالمكتب البيضاوي بالبيت الابيض عام 2011 أعطى نتنياهو أوباما محاضرة علنية في تاريخ اليهود. وبعد عام حين زار رئيس الوزراء الاسرائيلي الولايات المتحدة قال أوباما انه مشغول لدرجة لا يمكنه معها استقبال نتنياهو. وسيحاولان هذه المرة إعادة ضبط علاقاتهما هذا الأسبوع.

وعلى الرغم من حقيقة ان أوباما أشرف على العلاقات العسكرية التي أصبحت أكثر قربا بين البلدين فانه لم يكسب أبدا تعاطف الاسرائيليين العاديين الذين يستاءون من حقيقة انه لم يزر دولتهم في فترة رئاسته الأولى بينما زار مصر وتركيا.

وأظهر استطلاع نشرته صحيفة معاريف الاسرائيلية يوم 15 مارس اذار ان 68 في المئة من الاسرائيليين لديهم شعور سلبي أو عدائي تجاه أوباما بينما قال 10 في المئة فقط انهم يحبونه.

وتبلغ المساعدات العسكرية الأمريكية لاسرائيل ثلاثة مليارات دولار سنويا.

اضطرابات تسبب خلافات

أصبحت الانتفاضات الاقليمية في أنحاء الشرق الأوسط مصدرا آخر للخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة خلال العامين الماضيين.

فقد غضب مسؤولون اسرائيليون بسبب ما اعتبروه موافقة واشنطن على الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير شباط 2011. ويرى مكتب نتنياهو ان صناع السياسة الامريكية في المنطقة من السذاجة بمكان لانهم فشلوا في ان يتكهنوا بصعود الاسلاميين الى السلطة في دولة عربية تلو الأخرى.

ويجادل مسؤولون أمريكيون بأن واشنطن لم يكن بمقدورها الوقوف أمام حركة التاريخ وترى ان الحوار مع الحكومات الجديدة التي بزغت بعد انتفاضات الربيع العربي هو السبيل الوحيد لاقامة علاقات جادة.

وترغب اسرائيل حاليا في ان ترى الولايات المتحدة تلعب دورا نشطا في تأييد معارضين من غير القوى الاسلامية يقاتلون الرئيس بشار الأسد في سوريا حيث تخشى من ان يملأ متشددون من الجهاديين فراغ السلطة في جارتها الشمالية.

" رويترز"



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات