غزو العراق لم يكن سهلاً حسبما اعتقد بوش الإبن
المدينة نيوز- أظهرت نتائج الغزو الأميركي للعراق قبل 10 أعوام، أن الحرب كانت مكلفة وطويلة ، بخلاف الوعود التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن، عندما اتخذت إداراته قرار الحرب، التي أدت إلى فوضى سياسية واجتماعية في العراق. واشعال فتيل صراع مذهبي، غير مسبوق في العراق، حيث قتل مئات الآلاف من العراقيين في الصراع الطائفي.
وكان بوش قدر تكلفة الحرب بين 50-60 مليار دولار، الأمر الذي لم يك صحيحاً، إذ دام الاحتلال 9 سنوات، وبلغت تكلفته 2.2 ترليون دولار، مع احتساب مبالغ على غرار مصاريف الرعاية الصحية للعسكريين المشاركين في الغزو ورواتبهم الشهرية، ومن المتوقع أن يصل الرقم 3.9 ترليون دولار، حسب تقرير معهد واتسون بجامعة براون.
ويرى عدد من المراقبين والمختصين الأميركيين، أن واشنطن لم تك مستعدة بشكل جيد للحرب، التي مازالت شخصيات سياسية تدافع عنها في الولايات المتحدة، حيث عارض معظم الديقمراطيون الحرب، منذ بدايتها حتى اليوم، الأمر الذي لا ينطبق على الجمهوريين .
أما بالنسبة للشعب الأميركي ، فقد أظهر استطلاع للرأي، أعدته مؤسسة "بيو" أن 72 % من الأميركيين كانوا يؤيدون الحرب قبل وقوعها، بينما أظهر استطلاع جديد لصحيفة واشنطن بوست أن 58 % من الشعب الأميركي يرى، أنه ما كان ينبغي أن يقع الاحتلال، الذي أدى إلى مقتل آلاف من العسكريين الأميركيين.
إلى ذلك، شهدت السياسة الخارجية الأميركية تحولاً في فترة ما قبل الحرب على العراق وما بعدها، إذ استنتج رئيس الإدارة الأميركية الجديد باراك أوباما درساً من الأزمات التي نتجت عن احتلال العراق، وشعر بالحاجة إلى التحرك متعدد الأطراف والتعاون مع الحلفاء فيما يخص السياسة الخارجية.
ولم تقتصر الحرب على العراق بالتسبب في الإجهاد الإقتصادي والمالي والعسكري للولايات المتحدة الأميركية وحسب، إنما دحضت مزاعم الإدارة الأميركية بجلب قيم من قبيل، السلام والإستقرار والحريات والديمقراطية، إلى كل من العراق وأفغانستان.
بينما التغيير الذي أحدثت الإدارة الأميركية في هذه البلاد هو زيادة العنف، والإضطراب، وفقدان المزيد من الأرواح.
ومن جانب آخر، فقد أفسدت السياسات أحادية الجانب، العلاقات مع الدول الأوروبية والحلفاء في المنطقة.
وفي الوقت الذي وعد به الرئيس الأميركي "أوباما"، في دعايته الإنتخابات، بالإنسحاب من العراق، فقد نجح في ذلك، بيد أن تجربة الآلام في العراق، والدروس المتخذة من التكاليف غير المتوقعة على الصعيد السياسي، والإقتصادي والإجتماعي، والعسكري، جعلت الإدارة الأميركية الحالية، أكثر حذراً إزاء التدخل في الأزمات العالمية.
وفي الشأن السوري، وبالرغم من الإنتقادات التركية لإدارة أوباما، ما زالت الإدارة الأميركية تتجنب التدخل في سوريا التي فقدت إلى الآن أكثر من 70 ألف شخص، كما أنها ما زالت تقاوم تسليح المعارضة هناك، حيث هناك قلق يساور البيت الأبيض من جر الولايات المتحدة لهذا المربع.
" الاناضول "