عندما يجد الجد ... لن نسمح لأحد
لا أحد ينكر أن العشائر الأردنية المتماسكة هي صمام الأمان للدولة ، وهي بالأساس من ساهمت مساهمة فاعلة في تثبيت دعائم الحكم الهاشمي وحافظت عليه على مدار السنوات المنصرمة لوجود الهاشميين في الأردن ، وبما أن العشائر الأردنية هي وحدها صاحبة القرار في وجود هذا الحكم أو عدم وجوده ، إن أرادته بقي ، وإن لم ترغب به رحل ، فإنه من غير المتوقع والمنطقي أن تصدر التصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة على لسان جلالة الملك ، على الأقل بشكلها المعلن والمنشور ، ومن باب "يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" ، يجب علينا أن نحكم عقولنا جيدا في الحكم على هذه الأقوال ومدى صحتها ودقتها ، ثم وعلى وجه التحديد الهدف من نشرها في هذه المرحلة الحاسمة من عمر الأردن ومدى مصداقية الناشر وحرصه على أمن وسلامة الأردن وشعبها وعلاقاتها بالدول المجاورة وغير المجاورة منها .
زيارة متوقعه للرئيس الأمريكي للأردن يوم الجمعة القادم ، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة دولة عبد الله النسور ، ومجلس نيابي جديد لا زال يتلعثم في كل خطاباته وقراراته ، حالة من الثوران السياسي الداخلي تعيشها المنطقة ، وتأتي أخبار من هذا القبيل لتدس السم في الدسم ، أخبار وردت الينا من مبغض دسيس لم ولن يكون في يوم من الأيام لنا مؤنسا أنيسا ، ولذلك ...
وحتى نخرج من دائرة اذا الريح مالت ، مال حيث تميل ، وحتى لا يجد الآخرون الينا مدخلا بنشرهم لأخبار من ذا القبيل ، فإن الصبر مفتاح الفرج ، وكفانا قول من قال : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ،، ويأتيك بالأخبار من لم تزود ، فلا نستبق الأمر ، ولا نجعل من مستقبلنا ومستقبل من أتى قبلنا ومن سيأتي بعدنا لعبة بيد الآخرين ، ممن نعلم خفايا نواياهم جيدا ، وفي نهاية المطاف ، فالأمر يحتمل الخيارين ، إما صواب ما أتى به الكاتب أو خطأوه ، إن أصاب فإن لكل مقام مقال ، وإن أخطأ ، فإن هذا يقودنا إلى تساؤلات نبدأها بسؤال ، ما أهدافه ؟ ، ثم من دفعه لذلك ، وما هو المطلوب منا ؟
فالقضية تحتاج إلى بعد نظر ، وقياسها بكل أبعادها ، فلا عاقل يصدق أن ما تم نشره يأتي على لسان الملك ، على الأقل في هذه المرحلة ، فمن يقود بلاد مثل الأردن بتركيبتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة ، هو رجل أذكى من أن يتحدث بما أوردوه ، ولكن في الأمر خدعة ، دعونا نطلق العنان لتفكيرنا ، ونبتعد عن مركز الدائرة ، دعونا نضع الاحتمالات ونحللها ونناقشها بشكل موضوعي منطقي دقيق ، فربما يختفي وراء الضباب ذئاب ، ذئاب مفترسة ، تنتظر لحظة الفتنة بفارغ الصبر ، ربما تكون هذه مؤامرة علينا من الداخل ، ربما أنها مؤامرة على الأردن من داخل القصر ، يريدون الايقاع بين الملك وشعبه ، لمصالح خاصة شخصية ، ربما أنها رغبة للخارج بإثارة الفتنة ، عودوا إلى تاريخ الأردن ، الملك طلال وطريقة تنحيته ، ........،الملك حسين ومحاولات اغتياله ،!! كلام العقل للعاقل ، وليس من مصلحة في مخاطبة الجاهل ..
مضطر أنا لأن أكون غامضا على غير عادتي ، فالأمر جد خطير ، وتحليله علي ليس بالأمر اليسير ، ولكنني صاحب قناعة مطلقة ، بأن ما يجري في الكواليس أمر بالغ الدقة ، ويحتاج منا إلى أن نكون متلاحمين أكثر من أي وقت مضى ، حتى لا نفقد البوصلة ، حتى يبقى القرار قرارنا ، والخيار خيارنا . الأردنيون من شتى منابتهم وأصولهم صمام الأمان للحكم الهاشمي ، والعشائر الأردنية هي لبنة الأساس للأردن ، وبكل تأكيد فإن الملك أذكى من أن يلعب بورقة العشائر الأردنية .والله تعالى وحده أعلم !!