انطلاق اعمال منتدى تطوير سياسات المعلمين العرب
المدينة نيوز- مندوبا عن جلالة الملكة رانيا العبدالله افتتح وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس بعمان الاربعاء اعمال منتدى تطوير سياسات المعلمين العرب الذي تنظمه اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في اطار البرنامج العربي للارتقاء بالمعلمين معرفيا ومهنيا وبمشاركة خبراء وصانعي سياسات تعليمية من16 دولة عربية واجنبية.
وقال الدكتور عويس ان التعليم في الاردن حظي خلال العقود الماضية بمكانة مرموقة بين مجتمعات التعليم المحلية والعالمية, حيث سعت المؤسسة التربوية الاردنية باستمرار لتطوير استراتيجيات التعليم والمعلمين بالبناء على الانجازات والتجارب المتراكمة والموائمة بين مخرجات التعليم الثانوي ومدخلات التعليم الجامعي والانتقال بالتعليم من اجل التعلم فحسب الى التعلم من اجل تحقيق اهداف التربية بمفهومها الشامل من خلال توظيف القدرات العقلية وتنمية تفكيرهم الابداعي وتطوير مهاراتهم بدلا من اسلوب النقل والتلقين في التعليم.
واضاف ان المنتدى يمثل فرصة ثمينة للاستفادة من خبرات وتجارب كفاءات تربوية متميزة ,حيث تعول وزارة التربية والتعليم على النتائج العملية للمنتدى وبما يسهم في تحقيق جودة التعلم والتعليم وتعزيز قدرات المعلمين وتطوير برامج قادرة على تلبية حاجاتهم، مشيرا الى دور اكاديمية الملكة رانيا في تطوير البرامج وتعزيز الانشطة التي تحقق اهدافها.
وبين ان نتائج دراسة الحالة الاردنية في تقرير (المعرفة العربي الاخير) اسهمت في تأكيد قناعتنا بضرورة مراجعة سياسات التعليم والارتقاء بمستوى التعليم استجابة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يقود عملية الاصلاح والتطوير ويدعو باستمرار لاعداد تصور شمولي لاصلاح التعليم وتطويره.
واشار وزير التربية والتعليم الى جهود الوزارة في وضع واقرار الاطار العام لخطة اصلاح التعليم في الاردن مستفيدين من دعم الارادة السياسية لجهود الاصلاح التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني, مشيدا بدور اكاديمية الملكة رانيا لتدريب العلمين ومركز جامعة كولومبيا الشرق اوسطي للابحاث في تنظيم وعقد هذا المنتدى.
ويهدف المنتدى الى التأسيس لمنتدى يوفر أرضية موضوعية لمناقشة السياسات المتعلقة بالمعلم العربي وفق منهجية تربط المعرفة بالتطبيق في تطوير السياسات والبرامج.
ويسعى المنتدى كذلك إلى تشخيص وضع سياسات المعلمين وتطويرهم المهني في المنطقة العربية، من خلال استعراض نتائج الدراسة التي أعدها البرنامج ووضع خطة عمل لبلورة الأدوات والموارد المعرفية اللازمة لتطوير وبناء السياسات وفق قاعدة معرفية.
من جهته، اكد رئيس اكاديمية الملكة رانيا العبدالله لتدريب المعلمين الدكتور تيسير النعيمي على دور الاكاديمية في دعم وتطوير سياسات التعليم والتعلم ومهنة التعلم في الاردن، مشددا على ما اعتبره القاسم المشترك وهوالمعلم في نجاح تجارب وخطط تطوير التعليم والتعلم.
ودعا الدكتور النعيمي الى اهمية جعل مهنة التعليم خيارا جاذبا للمعلم، مبينا انه لا يمكن ان ننجح في تطوير سياسات التعليم الا اذا تبنينا سياسات تضمن اختيار المعلم الكفؤ والمسار المهني المحدد للمعلم وكذلك توفير البيئة الداعمة للمعلم التي تمكنه من القيام بدوره في اطار من الدعم على المستوى الوطني والاجتماعي.
واشار الى ضرورة زيادة حرية المعلم التدريسية في اختيار المواد التدريسية واستراتيجيات التدريس والتطوير المتوافقة مع المعايير الوطنية، معتبرا ان سياسة الارتقاء بالمعلم لا تعني فقط زيادة الرواتب والحوافز.
وقال الدكتور النعيمي "يجب ان نجذب الأكفياء للتعليم وليس ان نجعل التعليم خيارا لمن لا خيار له"، مبينا ان للتعليم شروطا ولا بد من اختيار المعلمين وفق المعيار المهني المحدد وبما يدعم برامج التنمية المهنية.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لاكاديمية الملكة رانيا هيف بنيان ان الاكاديمية اولت منذ انطلاقها في حزيران عام2009 اهتماما كبيرا للتعليم وبخاصة في سياسات تطوير المعلمين.
وقال ان الاكاديمية تبحث في عدد من الشراكات مع كبريات الجامعات العالمية لتطوير برامج تدريبية "قبل الخدمة" و "اثناء الخدمة" بحيث تتاح هذه البرامج لمعلمي القطاع العام والخاص من داخل الاردن وخارجه، مبينا ان الاكاديمية وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم لتعزيز التعاون بينهما.
وتعمل الاكاديمية بحسب بنيان على تطوير برامجها الحالية والمختصة بتطوير المعلمين في تخصصاتهم كبرنامج شبكات العلوم والرياضيات والانجليزي بالتعاون مع جامعة كولومبيا وكذلك برامج تطوير اساليب التعليم كبرنامج "علم بثقة" مع الكاتب دوغ ليموف.
من جهتها، قالت ممثل المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حياة الوادي ان المنتدى ياتي في اطار تنفيذ خطة تطوير التعليم في الوطن العربي تنفيذ لقرار القمة العربية التي عقدت بدمشق عام2008 .
وقالت ان الخطة تشكل برنامجا طموحا يدفع باتجاه نشر ثقافة الجودة في التعليم في الوطن العربي لضمان تعليم جيد من خلال نشر ثقافة التعليم راقي النوعية وتزويد اطراف العملية التعليمية باطر العمل اللازمة ووضع مناهج جديدة للتخطيط لقطاع التعليم وتطوير المعايير اللازمة لتحديث اداء مكونات العملية التدريسية.
وقالت الوادي ان موضوع اعداد المعلم وتأهيله يحظى باهتمام لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لتحقيق جودة التعليم ,حيث تجسد هذا الاهتمام من خلال تنفيذ العديد من البرامج والمشروعات التي تركز على اعداد المعلم وتقويم ادائه وتدريبه على وسائل التعليم الحديثة.
وقالت "انه لم يعد دور المعلم محصورا في التلقين ونقل المعلومات وتوصيل المعرفة بل تعدى دوره الى المسؤولية عن تنمية الافراد وبناء شخصياتهم وتوجييهم والتفاعل معهم واكسابهم الخبرات وتسهيل تعلمهم".
واشار اخصائي التعليم لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في البنك الدولي كمال ابراهيم الى نتائج الدراسة التي اجراها البنك قبل خمس سنوات حول واقع التعليم في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية والتي اظهرت تسخير دول المنطقة موارد مهمة لقطاع التعليم وتحسين مؤشرات التربية والتعليم فيها وكذلك تعميم الالتحاق بالتعليم الابتدائي وتقليص الفجوة في التعليم بين الجنسين وتقليص نسبة الامية.
وسيتم خلال المنتدى استعراض بعض التجارب الدولية الناجحة في استقطاب الخريجين المتميزين للإنخراط في مهنة التدريس، ومناقشة حصيلة الدراسات التقييمية الثلاث للنظم التربوية في كل من الاردن ومصر وتونس التي أعدها فريق من البنك الدولي، بالاضافة الى الدعوة لإعداد دراسات مشابهة للتأكيد على أهمية ارتكاز السياسات التربوية على استنتاجات بحثية.
(بترا)