عندما ينقلب السحر على الساحر
إشتهر الفراعنة في عصر سيدنا موسى عليه السلام بممارسة اعمال السحر و لهذا جاءت معجزة سيدنا موسى عليه السلام لهم بالسحر, فعندما ألقى عصاه و تلقفت ما رمى به سحرة فرعون , أيقن هؤلاء السحرة أن ذلك ليس بفعل ساحر، وإنما فعل نبي مرسل, فخروا له ساجدين .وإنقلب سحرهم عليهم، وفي ذلك قال المولى عز و جل في كتابه المبين: } وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا، إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ، وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى , فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى { الآيتين 69-70 من سورة طه .
بعدها برع اليهود بأعمال السحر، و بما إعتبر و لو مجازاً في هذا العصر و هو سحر الإعلام ،حيث هيمنوا على عقول بعض زعمائنا العرب، و بهروهم بقوتهم و قدرتهم و أقنعوهم بأنهم قادرون على عمل أي شيء , و لهذا إنقاد خلف رغباتهم العديد من زعمائنا إلا من رحم ربي .
و بذلك أصبحوا يشعرون أن كل ما يقوم به هؤلاء الصهيانة المجرمين هو عين الصواب مع الأسف .
ظن الصهاينة أن الايرانيين و حزب الله هم من نفس العجينة، و من نفس التفكير الذي يحمله بعض الزعماء العرب , فتعاملوا معهم بنفس الاسلوب الذي استخدموه مع العرب، و توقعوا ان تكون النتيجة واحدة , أي أنهم سيسيطرون على عقولهم .
بدأوا بالإعلام المدمر ضد حزب الله , و لكن النتيجة كانت عكسية في حرب لبنان صيف عام 2006 ،وبعدها بدأ العمل على ايران بكل قوة ،و بتنا نسمع كل يوم ،أنهم سيقومون بضرب ايران و تدميرها ،و استمر هذا الوضع منذ العام 2006 .
كان أخر تهديد صدر من قبل الكيان الصهيوني قبل يوم واحد من زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الأخيرة الى فلسطين المحتلة , حيث قال رئيس الكيان الاسرائيلي الغاصب بنيامين نتنياهو ،أن اسرائيل ستفعل ما هو بمصلحتها لتدمير قدرة ايران النووية , لأنهم تعودوا على العرب ،فاصبحوا يشعرون ان اسلوب سحرهم الاعلامي و تهديدهم و تكبُرهم و استعلائهم سيخيف الايرانيين ،و لكن الرد وللمرة الأولى ، لم يأت على لسان الرئيس الايراني احمدي نجاد ،او من السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله كما تعودنا ،بل جاء من أعلى جهة ايرانية و صاحبة القرار الاول في ايران ،و المتمثلة بالمرشد العام للثورة الايرانية السيد على خامنئي الرجل المطاع لدى الايرانيين، و كلمته منزله لديهم و بالتالي يأخذها الايرانيون و الاسرائيليون معاً عل محمل الجد و التصديق .
و قال المرشد العام للثورة الايرانيية أنه إذا اعتدى الاسرائيليون علينا فسنمحي تل ابيب و حيفا من الوجود .
هذا الكلام يفهمه و يصدقه و يعي معانيه و دلالاته الاسرائيليون جيداً ،و هم الوحيدون في العالم الذين يجيدون قراءة مثل هذا الكلام , كونهم يعلمون جيداً أن إرادة الايرانيين حرة،و قدرتهم الاقتصادية تكفي احتياجاتهم ،ولهذا تطورت صناعاتهم و قدراتهم العسكرية للدرجة التي تمكنهم من استهداف كامل مدن فلسطين المحتلة، بصواريخهم بالاضافة إلى عدم خضوع ايران لسيطرة و توجيهات البنك الدولي و مؤسسات الاقراض الدولية مما يجلها صاحبة قرار ذاتي .
بمعنى انه اذا اقدم الكيان الاسرائيلي المحتل بالاعتداء على ايران فإنه سيدفع ثمنا لم يتعودعليه منذ نشأته عام 1948 ، و ما يقلق هذا الكيان في الواقع هو ... الثمن الباهظ الذي سيضطر لدفعه ؟!
بهذا لم تكتمل فرحة الصهيانة بزيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى كيانهم الغاصب ،و لم يفرحوا كثيرا بتلك التطمينات التي أدلى بها اوباما حول حماية اسرائيل،بعد ان صرح المرشد الايراني للثورة الاسلامية بما صرح به .
الواضح انهم يعلمون ان هؤلاء الايرانيين لم يلعبوا معهم ، و قد عرفوا و كشفوا و هم هذا العدو الصهيوني و حجمه و قوته و قدرته , و لهذا اعتقد ان السحر الاعلامي الذي مارسوه بإطلاق التهديدات ضد ايران انقلب عليهم , فهم الأن كبالع الموس ،لا يستطيع ان يكمل إبتلاعه، و لا يستطيع إخراجه من فمه ، فالموقف حرج كثيراً و متخبط بالنسبة للكيان الاسرائيلي الغاصب
هؤلاء الصهيانة في ورطة الآن و لا يستطيعون ضرب ايران،كما أنهم لا يستطيعون سحب تهديداتهم في نفس الوقت ،و لهذا اتمنى مزيداً من الخوف و الرعب و الإنحدار و الهبوط لهذا الكيان الغاصب المزروع عنوة داخل جسدنا العربي و الاسلامي، و الذي نتمنى زواله بأقرب وقت إن شاء الله .