الموت يغيب الاقتصادي رجائي سلفيتي
المدينة نيوز - : ثمة رجال مهما طال بهم العمر، يبقى قصيرا، أمام إنجازات تمثل صروحا في الأعمال والتجارة، والأفكار الخلاقة.
لكنْ هو الموت، لا يُمهل من ينتظره كثيرا، ولا يمكن الركون إلى وعوده وعهوده، حيث نال بالأمس من رجل الأعمال رجائي سلفيتي، الذي ترجّل عن حصانه ملوّحا بيد الوداع.
كان رجائي حليم جريس سلفيتي من تلك الخامة النادرة من الرجال الذين ترتكز عليهم الكثير من المهام، وتناط بهم العديد من الأدوار وتستند إلى ظلهم العديد من الصروح، فبيدهم مفاتيح الكثير من الأقفال، بل كانوا يمتلكون الحلول السحرية والإبداعية في اللحظات الحرجة.
ولد الراحل في 27 أيار (مايو) من العام 1949، وهو متزوج من سامية فرح فريح، وله 4 أبناء؛ هم، طارق، وزيد، وفيصل، ودينا زوجة إبراهيم نبيل المعشر. وللمرحوم رجائي ثلاثة إخوة هم، عصام رئيس مجلس إدارة بنك الاتحاد، والمرحوم أسامة، واختهم سامية زوجة جورج أبو خضر.
وكان الراحل رجائي تخرج في الجامعة الأميركية في بيروت العام 1970، بتخصص بكالوريوس إدارة الأعمال والتمويل.
والراحل هو أحد مؤسسي بنك الاتحاد، وحتى هذا الوقت هو أكبر مساهم فرد في البنك؛ حيث سبق له أن شغل منصب نائب مدير عام البنك من العام 1992- 1994، ومنصب نائب مدير عام المؤسسة المالية قبلها من 1987-1992.
وللراحل استثمارات وشركات كان يديرها قبل أن يبدأ معاناته مع المرض، حيث أنه شغل منصب رئيس مجلس الإدارة المتكاملة للاستثمارات السياحية وهي شركة استثمار سياحي في مجال الفنادق خلال الفترة (2005-2011).
كما أن السلفيتي هو مؤسس مجموعة شركات الاتحاد، وهي من أكبر وأنجح الشركات الأردنية، وقد ترأس مجالس إدارتها، لشركة مصانع الاتحاد لصناعة التبغ والسجائر، بالإضافة إلى منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التتفيذي عام (1998 –2011)، وشركة الاتحاد لتطوير الأراضي، وشركة الاتحاد للاستثمارات المالية حيث شغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التتفيذي عام (1984–2011)، بالإضافة إلى شركة الاتحاد للصناعات المتطورة لصناعة التعبئة و التغليف في ذات الفترة.
وفي السبعينيات من القرن الماضي، كان من رواد الصرافة مع عائلته عبر شركة حليم سلفيتي وأولاده للصرافة كشريك ومدير في الفترة (1970-1987)، إلى جانب كونه مساهما رئيسيا ومؤسسا في شركة المتجر للمجوهرات 1985.
كما كان للراحل إسهامات في الأعمال التطوعية، حيث عرف عنه اهتمامه بأعمال الخير، حيث كان متبرعا لعدد من المشاريع الخيرية، إذ شغل منصب عضو مجلس أمناء جامعة اليرموك في الفترة (1998– 2009)، إلى جانب عضويته في مجلس إدارة الكنيسة الأنجليكية في الفترة (1994-1996)، وعضويته في مجلس إدارة مدرسة شنلر في الفترة (1995-1998)، وعضو مجلس إدارة المدرسة المعمدانية (1993-1995).
وكان الراحل كذلك عضوا في جمعية رجال الأعمال الأردنية منذ العام 1993، وعضو جمعية الشراكة الأردنية الفرنسية (1998–2013)، وعضو جمعية الشراكة الأردنية اللبنانية (1996–2013).
يشار الى أن الراحل من مؤسسي شركة "فاست لينك" سابقا، عبر امتلاكه حصة فيها حينها، بالاضافة الى أنه لكبار الداعمين لمدرسة كينجز أكاديمي، وقد سميت احدى القاعات بأسمه. ربما يكون السرطان قد نال من الراحل أخيرا إثر صراع طويل ومرير، وجعله يخسر في معركة مع الجسد، لكن الأكيد أن "رجل الأعمال" ربح معركة الخلود في الذاكرة والوجدان كرجل عصامي، بنى ذاته بسواعده، وأسس صروحا من الأعمال ستبقى مستمرة لسنوات وسنوات مقبلة.