النائب الظهراوي يكتب : قمة المقعد السوري
المدينة نيوز - كتب : النائب محمد الظهراوي : - هل تنجح القمة العربية في الدوحة في دعم الثورة السورية عن طريق تحقيق نجاح إستراتيجي لها يتمثل في منح تمثيل سوريا في المؤتمر لإئتلاف المعارضة السورية والجلوس على المقعد السوري بعد النجاح الأولي للقائمين على المؤتمر والمتمثل في قطر عن طريق رأب الصدع الذي حدث قبيل إنعقاد القمة وهدد بسحب الدسم من القمة العربية وفرط عقد الإئتلاف السوري المعارض والمدعوم من الغرب والعرب أصدقاء سوريا وهذا الصدع هو استقالة معاذ الخطيب.
خطيب الجامع الأموي السابق معاذ الخطيب ورئيس الإئتلاف السوري المعارض أعلن منذ أيام إستقالته من الإئتلاف السوري ليعلنها مدوية بعد إختلاف في وجهات النظر على حد تعبيره, وتلقف النظام السوري هذه الرسالة بقوة وحاول البناء عليها وان اقتران هذه الحادثة بعدة حوادث في نفس التوقيت زاد من سخونة ملف الإستقالة أولها إغتيال الشيخ البوطي خطيب الجامع الأموي وعلامة دمشق والمدافع الأول عن النظام السوري واتهام المعارضة بعملية الإغتيال مع العلم بأن إغتيال الشيخ كان مداناً بطريقته وأسلوبه لأنه استهدف حلقة علم وفي بيت الله , كذلك محاولة اغتيال قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد وإطلاق الحوار الوطني السوري بمن حضر ومن سيحضر من المعارضة الخارجية وجميعها بنيت في سياق واحد وتوقيت واحد.
في الجانب الأخر أحداث ساخنة حدثت وبإتساق ممنهج ,مصالحة إسرائيلية تركية بعد إعتذار إسرائيلي لم تتعودها الغطرسة الإسرائيلية ,إستقالة الحكومة اللبنانية ,إنتهاء الحرب بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والدولة التركية وبمباركة الزعيم التاريخي الأسير في تركيا عبدالله أوجلان,التبشير التركي برفع الحصار عن قطاع غزه والذي أكده أردوغان يأتي في هذا السياق , زيارة الرئيس الأمريكي وحقنة أمريكية لإحياء عملية السلام الميته مع الكيان الصهيوني,جميعها إحداثيات تلتقي عند نقطة واحده بأن أمراً جلل سيحدث على مستوى الملف السوري أبعد مايكون من إلتقاء الإئتلاف المعارض مع النظام على طاولة المفاوضات.
النظام السوري لم يعد بتلك القوة التي نعهدها ,فالمعطيات على الأرض تضعف من خطابه السياسي,حلب المليونية والمدينة الصناعية بلا صناعة و مدمره ودخلت يومها الخامس بدون كهرباء, محافظات أخرى متشرذمة وبلا سياده, العاصمة أقرب لبيروت إبان الحرب الأهلية فالأحياء مشتعلة, في كل بيت سوري عزاء ولا عزاء للمهجرين ,الاقتصاد السوري والعملة السورية فقدت قوتها الإقتصادية فالصناعات رحلت إلى تركيا.
الحسم العسكري للجيش السوري تأخر ومفاتيح النظام السوري يبررون التأخر في الحسم العسكري بأن المجازفة في العمل العسكري تهدد حياة المدنيين,السلاح الكيميائي دخل على خط المواجهة وبغض النظر عن الطرف المستخدم لهذا السلاح ولكنه استخدم وهذا يعني انهيار منظومة الدفاع عن الاسلحة الكيميائية وفتح قفل التدخل الدولي من هذا الباب.
الأيام القادمة مظلمة في ظل دوري روسي خافت سياسياً ولكنه على الأرض وعسكرياً موجود وبقواعد مؤسسة منذ عقود وبدعم ايراني وصيني وهذا التحالفات ليست وليدة اللحظة وهي على مبدأ استراتيجي وتمثل محور اقليمي.
على المستوى السياسي وأصدقاء سوريا وأعدائها هناك معضلة سياسية وبخيارين والأول إن نجح الإئتلاف السوري في تمثيل سورياً عربياً وبرعاية أمريكية سعودية قطرية ستكون هذه الخطوة الأولى وقوة ضغط عربية كبيره لكامل الملف السوري وتفتح الطريق للسيطرة على كافة السفارات السورية والدبلوماسية السورية وحتى الوصول لمقعد سوريا في مجلس الامن والحصول على قرار دولي بتسليح المعارضة شرعياً وهنا يدخل العرب وأصدقاء سوريا في خصومة مع النظام السوري وحلفائه ونبتعد كثيراً عن قواعد الحوار بين النظام والمعارضة ويأتي خيار التدخل العسكري والمناطق الأمنة وحظر الطيران لتحل الحرب الشاملة داخل سوريا وبشكل أكثر عنفاً لأنها معركة وجود للطرفين.
الخيار الثاني فشل الإئتلاف في تمثيل سوريا في جامعة الدول العربية وعدم المقدره على الحصول على دعم قوي امريكياً وعربياً تنبئ بقرب إنتهاء الأزمة السورية وهنا سوف تستمر سياسة مؤتمرات اصدقاء سوريا ولجان المراقبة وتقصي الحقائق ويستمر جدل القوى السورية المعارضة وتفعل إستقالة الخطيب المجمده حالياً ومؤقتاً لتتفسخ الخيارات ويستمر الجيش الحر والقوى الاسلامية الاخرى في معركتهم ضد النظام السوري مقابل تعنت القوى في الجانب الأخر حتى يحسم أحدهما الخيار عسكريا وعلى الأرض ويستمر بشكل أكبر نزيف اللاجئين السوريين