مسرحيون يطالبون بانشاء فرقة مسرح وطني في اليوم العالمي للمسرح

المدينة نيوز- تكمن أهمية انشاء مسرح وطني في المملكة بكونه يمثل مظلة حقيقية للمسرحيين ترعى حقوقهم وتعمل على تنظيم الحراك المسرحي من خلال ايجاد استراتيجية ثقافية جديدة وشاملة خاصة بالمسرح والفنون في المملكة , وفقا لمسرحيين .
وطالبوا بمناسبة الاحتفال بيوم المسرح العالمي الذي يوافق الاربعاء بالعمل على ايجاد الية جديدة للانتاج والدعم المسرحي المقدم من وزارة الثقافة من خلال التركيز على ايجاد حراك مسرحي فاعل على مدار العام والوصول بالمسرح الى جميع المحافظات والمناطق الأقل حظاً.
وطالبوا كذلك بانتاج أعمال مسرحية متنوعة في شكلها ومضمونها تستند إلى التراث المحلي والعربي والعالمي , على قاعدة أن المسرح فن إنساني شامل وبما يضمن عدم الإنسلاخ عن خصوصيتنا المحلية والعربية وبذات الوقت يحقق حالة الإنفتاح على التراث الإنساني والثقافة العالمية .
واشار المخرج صلاح أبو هنّود الى الانجازات الكبيرة التي حققها المسرح في الاردن في مختلف اشكاله خلال القرن المنصرم , ولعل أحد أسباب ذلك دعم الدولة المبكر للمسرح في عقد الستينيات .
وقال ان انعكاسات هذا الفعل الإبداعي على المجتمع كانت في غاية الإيجابية خاصة إنشاء البنى التحتية للعديد من المؤسسات الفنية كمرافق انتاجية او معاهد في القطاعين العام والخاص وغيرهما لرفد الحركة الفنية بالمواهب والمهن المساعدة، إضافة إلى توفير فرص العمل.
وبين المخرج ابو هنود أنه لا وجود لفعل مؤثر دون الجماعة، والإبداع هو الناظم الجوهري لكل عمل فني يتأسس على المخيلة الإبداعية والخبرات المكتسبة (كاتبا أو مخرجا أو ممثلا أو شاعرا أو مغنيا أو راقصا أو سينوغرافيا أو مؤلفا موسيقيا ).
وقال إن تجربة إنشاء أسرة المسرح الأردني في ستينيات القرن الماضي والمسرح الجامعي شكل قاعدة للنهوض الفني والمسرحي في المملكة , وان انشاء البنى التحتية مثل المركز الثقافي الملكي بمسارحه وقاعاته المتعددة، وأكاديميات الفنون في الجامعتين اليرموك والأردنية ، ثم مركز الحسين الثقافي وسلسلة المراكز التي عمت معظم محافظات المملكة فاختلطت الاوابد بالحاضر في مشهد عز نظيره , يقتضي منا التفكير بفرقة وطنية متخصصة تضم أفضل الكفاءات وتقدم عروضها على مستوى المملكة والوطن العربي وحتى العالم.
واعرب بهذه المناسبة عن امله في أن يتم إنشاء ( فرقة مسرح الأردن ) مثلما انشأت الدولة (أسرة المسرح الأردني ) التي ولدت حركة فنية متقدمة يشهد لها القاصي والداني .
واكد المخرج حكيم حرب على عدم الإكتفاء بمسرح المهرجانات والمواسم والمناسبات لانها لا توجد مسرحاً جماهيرياً يومياً ولا ثقافة تنويرية تفاعلية على مدار العام مطالبا بتكاتف جميع الجهات المعنية ( عامة وخاصة ) لجعل المسرح حاجة أساسية داخل مجتمعنا من خلال زيادة عدد الأعمال المسرحية كل عام ورقعتها الجغرافية والعروض الواجب تقديمها .
واكد كذلك ضرورة وضع خطة لتقديم وعرض مسرحيتين جديدتين كل شهر بحيث تكون الأولى للكبار والثانية للأطفال وتعميمها على جميع المحافظات مع تغطية اعلامية كبيرة.
وحسب حرب مدير مديرية المسرح والفنون سابقا , فان المسرح الوطني أو القومي يسهم في التخلص من فكرة مسرح النخبة وحصر المسرح في مكان واحد مطالبا بابتكار وسائل اتصال حديثة لجذب الجمهور الى المسرح من خلال المسؤولية التي تقع على عاتق وسائل الاعلام المختلفة التي يجب عليها تخصيص مساحة جيدة للاعلان عن العروض المسرحية وتسليط الضوء على الحراك المسرحي اليومي من خلال بث الأعمال المسرحية واستضافة فناني المسرح بشكل دوري.
ويعمل المسرح الوطني وفقا له على زيادة نسبة الدعم المالي المرصود سنويا لقطاع المسرح وعدم الاكتفاء بمبلغ 300 ألف دينار التي ترصد كل عام ومنذ سنوات طويلة بشكل مكرر ودون مواكبة لتطور فن المسرح وازدياد عدد الخريجين والعاملين فيه وغلاء المعيشة مبينا ضرورة التعامل مع المسرح بخصوصية تميزه عن باقي مشروعات الوزارة خاصة أنه (أبو الفنون).
واوضح ان المسرح الوطني أو القومي لن يكون على حساب الفرق المسرحية المستقلة بل على العكس يعمل على زيادة الدعم السنوي المخصص للفرق المسرحية المسجلة لدى وزارة الثقافة وجعله دعما سنويا ثابتا.
وبين حرب ان وجود مسرح وطني يسهم في الارتقاء بالمستوى الأكاديمي والعلمي لكليات الفنون التابعة للجامعات الأردنية من حيث طبيعة المنهاج واختيار المدرسين المبدعين والمتميزين وآلية قبول الطلبة.
واوضح اهمية إنشاء مسارح في المحافظات وتزويدها بالتقنيات والفنيين المتخصصين وترميم دور السينما القديمة في العاصمة والمحافظات وتحويلها إلى مسارح شعبية يرتادها الجمهور يوميا عن طريق أمانة عمان الكبرى كجهة معنية في ذلك بالدرجة الاولى ومنح المسرحيين حجوزات مجانية في المسارح الرسمية لتقديم عروضهم وعدم اقتصار الحجوزات على يوم أو يومين فقط للمسرحية الواحدة.
ونوه بان وجود المسرح الوطني يسهم في تفعيل حركة النقد والتأليف المسرحي من خلال عقد ورش خاصة بإشراف خبراء من خارج المملكة ومن خلال تنظيم مسابقة للتأليف المسرحي بعيداً عن مهرجان المسرح الذي يجب أن يبقى مفتوحاً على جميع أشكال التأليف المحلي والعربي والعالمي.
وحسب المخرج عبد الكريم الجراح فان مقومات وجود فرقة وطنية للمسرح موجودة اذ ان الأردن شهد عبر أربعة عقود حراكا مسرحيا جيدا أصبح يستحق إنشاء فرقة مسرح دائمة بامكانها تقديم مسرح بعروض دائمة في ظل غياب برنامج عروض مسرحية مستمر طوال العام ، وغياب الفرق المسرحية الثابتة ذات القدرات الانتاجية بحيث تقدم الفرقة رسالتنا الثقافية محليا وعربيا ودوليا .
وقال إن مشروع إنشاء الفرقة ذو بعد ثقافي مهم ، ولا يخلو من جدوى اقتصادية على المدى البعيد مبينا ان اهداف الفرقة تنطلق من الدور التنموي الذي يمكن أن يلعبه هذا القطاع في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وبالتالي الثقافي في المجتمع مستمدة من رسالة الدولة الأردنية الثقافية ومن مسؤولية وزارة الثقافة تجاه قطاع المسرح ، بحيث يعكس المشروع الثقافة الأردنية بكل أبعادها.
واضاف الجراح مدير مديرية المسرح والفنون سابقا اننا نستطيع تحويل العروض المسرحية إلى حالة دائمة من خلال برنامج على مدار العام لهذه الأعمال في المركز الثقافي الملكي ومسرح أسامة المشيني والمسارح الأخرى في المملكة لتعزيز الحياة الثقافية .
وقال الجراح : وهذا يوفر بيئة مناسبة للإبداع المسرحي من خلال توفير فرص عمل للعاملين في قطاع المسرح والمساهمة في حماية المبدعين والعاملين في حقل المسرح انطلاقا من أبعاد إبداعية وتثقيفية وتنموية بعيدا عن الاتجاه التشغيلي والتنفيعي.
واضاف اننا بحاجة الى فرقة مسرحية تضم جميع المسرحيين وتقوم بإنتاج عدد من الأعمال المسرحية كل عام من خلال عقود قانونية مع الفريق المسرحي ووفق آلية يتم الاتفاق عليها , على ان لا تكون الأعمال المنتجة للفرقة بديلا عن الأعمال التي تنتج للمهرجانات ، مع الإبقاء على فكرة المهرجانات .
وقال انه يمكن انشاء صندوق خاص بالفرقة ليأخذ القطاع الخاص دوره في دعم مثل هكذا مشروع وطني لأننا اذا اردنا لهذا الموضوع الاستمرار , يجب ان تتضافر فيه جهود جميع المؤسسات الرسمية والاهلية المعنية بالشأن الثقافي والتنموي .
واكدت الكاتبة المسرحية وفاء بكر ضرورة إنشاء الفرقة (المسرحية القومية )، ولا تعتقد أن هناك من يعارض الفكرة ، وإن كان هناك تأخير بتنفيذها بسبب البيرقراطية التي يجب أن نتجاوزها بالسرعة الممكنة .
يشار الى ان اليوم العالمي للمسرح الذي يوافق للسابع والعشرين من اذار من كل عام انطلق من فيينا العام 1961 , خلال اجتماع الهيئة العالمية للمسرح من اجل ترسيخ مفهوم الحرية الانسانية .
(بترا)