الدكتور العابد يفنّد مزاعم قصور وتبعية العمارة العربية الاسلامية
المدينة نيوز - فنّد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم الدكتور بديع العابد، مزاعم أن العمارة العربية الإسلامية وظواهرها تابعة وقاصرة؛ وان إنتاجها المعرفي كان نقلاً وليس إبداعاً أو ابتكاراً، وانها وليدة الترجمات عن الحضارات اليونانية والفارسية والهندية.
وأكد في بحث مطول بعنوان "التأليف وأصالة العمارة العربية والاسلامية"، قدمه في الندوة التي أقيمت مساء الأربعاء في منتدى الفكر العربي، أن الحضارتين اليونانية والفارسية كانتا وسيطاً بين الحضارات السامية والمصرية القديمة من ناحية، والحضارة العربية الإسلامية من ناحية ثانية، وليستا إبداعاً وابتكاراً كما روج لهما.
وبيّن العايد أن أصالة العمارة العربية الإسلامية، تعود إلى حضورها المميز في الوجدان الشعبي الجمعي؛ وإلى غزارة وتنوع إنتاجها الفكري المعاصر بكل المعايير، والذي فاق إنتاج جميع الحضارات السابقة والمعاصرة للحضارة العربية الإسلامية.
وقال ان الحضارتين اليونانية والفارسية لم تستطِيعا إنتاج أي مؤلف معماري، وأن الحضارة الرومانية أنتجت مؤلفاً واحداً لم يتم العثور عليه إلا في بداية القرن الخامس عشر؛ وهذا ما ينفي تأثر العمارة الاسلامية المزعوم بها.
وأضاف انه خلال البحث استطاع احصاء 129 كتابا تراثياً، غطت جميع جوانب الفكر المعماري العربي والاسلامي، منها ما هو معماري صرف، ومنها ما تضمن مباحث معمارية، مؤكدا أن وثائق الوقف الخيري الخاص بالمباني، وهي بالألاف، في حال تدوينها سيفوق إنتاج العمارة العربية الإسلامية من المؤلفات، ما تم تأليفه في العمارة الحديثة والمعاصرة عشرات المرات.
ونوه إلى أن أصالة أي ظاهرة حضارية مشروط بمدى حضورها وتداولها بين أفراد المجتمع، خاصة إذا كانت هذه الظاهرة على تماس بحياتهم اليومية، مبينا أن العمارة من أكثر الظواهر تماسا مع حياة المجتمعات، ولذلك كانت حاضرة بقوة في أمثال وأشعار العرب في الجاهلية، ثم ظهرت مع بزوغ فجر الاسلام، في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، واستمرت بالظهور في الأمثال الشعبية.
--(بترا)