معلم شاورما ...!!!

تم نشره الخميس 28 آذار / مارس 2013 11:50 مساءً
معلم شاورما ...!!!
منال العبادي

يأتي الى عمله في كل صباح ، نشيطا ومتفائلا ، متجهزا ليوم قد يطول من كثرة الزبائن ، لا ينسى قبعته التي تميزه عن باقي العمال ، فقد وعده " المعلم " بأن سمعة المحل بيديه ، فالزبائن قد إشتكوا من سرعة تغيير "معلم الشاورما" بمدة قياسية ، حيث أنهم لا يلبثوا أن يعتادون على معلم السيخ ...حتى يتغير !! ، وكثير منهم كان لا " يفش الحرة ولا يبحبح الكمية " فما سيتذوقه الزبائن من طعم وكمية ! سيكون هو المسؤول عنه ، ومع أنه "حديث صنعة" مع السكين ، ومع ذلك فقد كان له أن ينتقي طاقم العمل الذي سيعمل معه في تقديم الوجبات الشهية.

إن للطاقم الذي يعمل معه أهمية كبيرة ، فمثلا من يحضر المخللات يجب أن يكون قد "ورث المهنة" ومن يصنع الطحينة يجب أن "يستخدم الخلطات الغربية" ، أما من يأخذ الساندويشة ليكبسها على الصاج فيجب أن تكون يداه قويتان وتتحمل "اللسع احينا" ومنهم من يجب أن يكون "أطرشاً" أو"أعمى" لضمان سلاسة سير العمل ..!!! .

أما الأهم فهو ما يقوم به معلم الشاورما نفسه ، " فلشحذ " السكين وإمضائها أهمية كبيرة من أجل ضمان إنسيابها بسهولة أثناء عملية التقطيع ، ثم لمعرفة الوقت الملائم " للف " السيخ عن اللهب وأعادته لكي يضمن الإستواء المناسب فهي عملية دقيقة وحساسة لا يعرف أسرارها إلا "معلم شاورما" محترف .

أن تلك المهنة ليست بالسهولة التي تظهر عليها ، فمع أن اللحم المتكدس على السيخ لا روح فيه ولا يستطيع الصراخ ولا حتى الشكوى !!!! والسكين التي "تجرم" وتقطع اللحم هي الأساس في التعامل ما بين المعلم القصيص وسيخ اللحم ، وهي بيد معلم الشاورما ، الا أن عملية القص تحتاج الى مهارة وعناية فائقة وذلك للمحافظة على مخروطية تكديس ذلك اللحم على السيخ ، وإلا سيفقد تماسكه ويبدأ بالتساقط قطعاً قطعا بلا أستواء ، مما يجبر موظفين آخرين ( الأجهزة المعنية ) للتدخل ومعالجة تلك القطع "الفالتة" والتخلص منها وتنظيفها .

دولة الدكتور عبدالله النسور لا ولن ينفي بأنه لا يهتم إلا بجيب المواطن الأردني وكيفية زيادة دخول الخزينة من أموال الطبقتين المتوسطة والفقيرة ، حيث أنه صب عصارة إمكانياته المتاحه لجمع المال المباح من جيوب الشعب!!! بغض النظر عن الكيفية أو المدة الزمنية!!! فكما قال وصرح .... فله الولاية العامة في ذلك ولكن ذلك فقط !. فحين يتعلق الأمر بدخل الخزينة وزيادته فلا شأن لا للمخابرات ولا للديوان بذلك ، وفعلا فهو صاحب الولاية العامة "بقص" جيب المواطن ...!!!

صرح دولة عبدالله النسور بأنه لو إلتزم الرؤساء السابقين بطريقته الإقتصادية الحالية ( الرفع ) لما وصل الإقتصاد الى ما وصل اليه الآن .

متجاهلا ومتناسياً دولته مسؤولية الفساد والخصخصة والتنفيع ؟؟!!! والسرقة والرشوة والكموسيون والشللية بإيصالنا الى ما نحن عليه الآن ، وأنه لولا ذلك لما كنا هنا .

فهل لدولة الرئيس الولايه العامة بالكشف عن الفاسدين أو محاكمتهم أو حتى عمل تسوية معهم ؟؟؟ من المؤكد أن الجواب هو لا .... ولماذا؟؟ دام أنه يملك الصلاحية لسد ذلك العجز من جيوب الناس وهو صاحب الولاية العامة عليها !! .

وعليه فهو لا يهتم بنظافة أو رتابة المحل فهي ليست وظيفته ولا مسؤوليته ، ثم أنه يعلم بأن الزبائن لن تغادر ولن تغضب فهي موجودة دائما لإلتهام الوجبات اللذيذة والسهلة والسلسة !! .

وهو الذي يلبس ( أو أُلبس ) قبعة الشيف ، وهو الوحيد الذي يمسك السكين ، وهو الذي يختار وقت التقطيع بناء على رغبة الزبون ، وهو من يلف "السيخ" متى شاء بإتجاه اللهب أو بعيداً عنه ، ونحن لسنا سوى تلك " اللحوم" أو "الدجاج" البلدي المكدس أمامه على السيخ ، لا نملك سوى التماسك بإنتظار الدور للتقطيع بعد الإستواء لنقدم وجبة سهلة ولذيذة لأحد الزبائن الكثر والذين يصطفون على الدور لملئ بطونهم والشبع من "لحم" ذلك الشعب الغلبان ... سواءا بالمجان أو بثمن بخس !!! .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات