يا ليتكم كنتم كرجال قطر!
ليس دفاعا عن قطر ، ولست محسوبا على قطر ، ولكن نشر الحقيقة والمهنية في كتابة المقال يحتم علينا أن نكتب بموضوعية وحياد ، ونرد على بعض الاصوات التي خرجت من مجلسنا (مجلس النواب السابع عشر) ، فأوغلت شتما وذمّا واتهاما باطلا طال دولا شقيقة وقياداتها ، لم يكن بأي حال من الأحوال يعبّرعن رأي الشعب الاردني على الاطلاق ، فكان لابد أن نسطّر رأينا بصراحة ودون مواربة حتى لانكون شركاء في جرم نحن لانتبناه .
إنجازات قطركافية بحد ذاتها لترد بقوة على الذين أطلقوا العنان للسان بالشتم والاتهام ، فقطر استطاعت أن تحقق نهضة في سنوات قليله عجزت عنها دولا كبيرة بمساحتها وعدد سكانها وثرواتها ، وحجزت لنفسها مقعد متقدما بين الكبار ، ولا أبالغ ان قلت أنها اصبحت في مصاف الدول المتقدمة ، وصارت مثار إعجاب البعيد قبل القريب .
ما أنجزته قطر يدفعنا للفخر بها كعرب ، وأن نرفع القبعة احتراما لشعبها ولقيادتها ، فهذه الدولة الصغيرة بمساحتها والقليلة بعدد سكانها والكبيرة بأفعالها ، استطاعت أن توظّف عائدات ثروتها الكبيرة وتنمّيها خدمة لشعبها ورفعة لوطنها فحققت تنمية مستدامة تخدم الأجيال القطرية القادمة لسنين طويله، هذه التنمية الفعّاله لم تكن لتكون لولا وجود قيادة حكيمة ورجال وطنيون حول قيادتها امتلكوا رؤية بعيدة ، فاستثمارات قطر تتجاوز (60) مليار دولار،وتنتشر في جميع أنحاء العالم وتتوزع بين بريطانيا وفرنسا والبرتغال وموناكو ، وألمانيا واليونان وغيرها، تركّزت في المجال العقاري والمنتجعات السياحية وفي أراضٍ صالحة للزراعة ، وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال تملك قطر حصصاً في صناديق استثمارات وشركات إنتاج سيارات كـ"جنرل موتورز" وشركة إنتاج سنيمائية واستثمارات أخرى.
أما في الوطن العربي فتملك قطر مجمعات سكنية، سياحية وتجارية في مصر ، وتونس والمغرب وفلسطين وسوريا ولبنان وتملك في الأردن صندوق استثمارات ، وأخيرا وليس آخرا يكفي قطر فخرا أنها إحتلت -وفقاً لتصنيف التنافسية العالمية 2012 - المرتبة الأولى بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط والترتيب الحادي عشر عالميا .
هذه بعض انجازات رجالات قطر ، فأين انجازاتكم يا رجالات الأردن ؟ يا من هاجمتم قطر وقيادتها زورا وبهتانا وقولكم عليكم منكر ، فوجهتم سيل من الشتائم وتهم جوفاء فارغه ، ماذا فعلتم يا رجالات الاردن لوطنكم ؟ والأردن لديه ثروات وكفاءات بشريه كنا نصدرها للخليج والسعودية وقطر تذكر ، كنا نمتلك مؤسسات وطنية وبها نفخر فتم ببعها بثمن بخس فسكتم ولم نسمع لكم صوتا يذكر ، لم نرى مجالسكم تتحرك وتنتفض غيرة على الوطن وثرواته تسرق ، لم نرى لكم فحيحا يهدد ويتوعد عندما تكاثر الفاسدون وعظم فسادهم فاستحوذوا على مليارات استقرت في بنوك أجنية وبحسابات سرية والمديونية تكبر، منح خليجيه ومساعدات أجنبيه ذهبت أدراج الرياح والتاريخ لن يرحم تخاذلكم ، أين صوتكم صراخكم عندما كان الوطن يذبح ؟ لسانكم الآن ينطلق ويقذف سمّا ويتهم السعوديه وقطر وقيادتها بأنها هي التي تقف خلف الثورات العربية وهي من تسبب في مآسي سوريه ، حقا ان ما صرحتم به مضحك مبكي وإنكم لمفترون .
نوابنا واهمون وعن الحقيقة غائبون ..الحقيقة أن الشعوب العربية عانت كثيرا من الظلم واستبداد الأنظمة العربية التي سلبت ارادة الشعوب وثرواتها ، الحقيقة يا ساده ..ان الشعوب العربية خرجت من الرماد وقررت أن تطيح بجلاديها ، وأن ترسم مستقبلها بأيدي رجالها ونسائها ، قطر وقيادتها وقناة الجزيرة لم تحرك جموع البشر ، بل أخذت قرارا بأن تنحاز لخيار الشعوب العربية عندما قررت أن تنتفض ، فساندتها عندما بدأت ادوات القمع تهدر دم شبابها وتغتصب نسائها وتقتل أطفالها ، وهذا ليس بغريب عن قطر فتاريخها يشهد بوقوفها الى جانب الشعوب العربية والإسلامية فغزة وكوسوفو ومصر والسودان تشهد، وسوريا بعدما سالت أنهار من الدماء بدأت تستنجد .
حقيقة من العيب أن نلوم قطر والسعوديه على المآسي التي تعاني منها أمتنا ، فالمشكله في سياسات ومنهج حكوماتنا وفي ضعف أداء نوابنا ، الحقيقة الواضحة أن البعض من نوابنا يريد إشغال الراي العام بخلق خلاف وهمي مع قطر والسعوديه وقادتها ، للتغطية على فشل سياستهم وتكشّف اوراقهم وتصفية حسابات مع قناة جزيرة قطر ، وأخيرا نقول ليس من صالح الاردن والشعب خلق مشاكل مع اشقائنا في الخليج العربي فهذا ليس وقته على الاطلاق ، فجميعنا مستهدف ونحن جميعا بحاجة الى الاصطفاف والتضامن ، فالخطر يهدد أمتنا الاسلامية والعربية دولا وشعوبا على حد سواء .
اللهم احفظ شعوبنا العربية وجنب أوطننا الفتن ما ظهر منها وما بطن ...اللهم آمين
كاتب وقانوني