في وداع الشيخ ابراهيم زيد الكيلاني

تم نشره الخميس 04 نيسان / أبريل 2013 10:53 مساءً
في وداع الشيخ ابراهيم زيد الكيلاني
الدكتور حسن علي المبيضين

حظيتُ وانا في مقتبل العمر ان اتعرف إلى سماحة الدكتور ابراهيم زيد الكيلاني رحمه الله ، لأجمع ما حفظته ذاكرته الجميلة عن علاقته الطيبة التي ربطته بالشاعر الاردني المعروف المرحوم ابراهيم المبيضين (ابو فيصل) إذ عملا معاً في دار الاذاعة الاردنية ، كل منهما في مجال اختصاصه ، يقدم أو يعد ، ما فاض من غزير العلم والمعرفة والأدب لديه على جمهور المستمعين ، الذين يترقبون تلك البرامج من مصدرها الاعلامي الأول في المملكة .

وإذ يسرني الله لجمع شعر ابي فيصل رحمه الله كان لزاماً أن التقي بأصدقائه الكثر الذين عايشهم في هذه الدائرة او تلك المنطقة ، حتى استجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات ، وما أن ذكرت المهمة على مسامع الشيخ رحمه الله ، حتى علا السرور وجنتيه الطاهرتين ، ومستبشراً بما أنا قادم لأجله ، فأشار إلى ضرورة انجاز عمل ادبي يوثق سيرة ابي فيصل منذ زمن ، فهو في عرفه شاعر يستحق أن ينشر شعره على اكثر من صعيد ، وكان سعيداً إذ كانت مجالستي إياه تذكره بما كان يدور بينهما من حوارات وطرائف ونوادر أدبية ، تتعلق بمن شملهم أبو فيصل بهجائه او مدحه او مناكفاته ، التي اتسعت دائرتها فشملت أشخاصاً ورموزاً كان يصعب ذكرهم في مواطن الهجاء إلا في شعر ابراهيم المبيضين ، الذي عاين بعضاً من حياتهم السياسية والاجتماعية فأزال الغموض عن كثير من حقيقتهم ، وهذا ما كان يلمح إليه سماحته - رحمه الله - في حديثه تلميحاً ، إذ يتحاشى ذكرهم بالطريقة التي اوردها ابو فيصل رحمه الله .

إن تكرار اللقاءات به رحمه الله جعلتني أرى فيه صورة العالم الورع ، والخطيب المفوه ، والسياسي البارع ، والداعية الوادع بلفظه وصوته الحاني ، وجرأته المسؤولة ، ووعيه المتقدم ، وعلو كعبه في الأدب والشعر خصوصا ، وجعلهما معاً في مركب الدعوة والمنهج الرباني ، الذي آمن به في سبيل الحكمة المانعة الجامعة المستوجبة لاستحضار المعاني والالفاظ ، وفق ما تقتضيه مقتضيات الحال والمقام ، فهو وقافُُ عند كل مكرمة ، لنشر فضائلها ، مثلما هو وقافُُ لمنع كل رذيلة في مجتمعه في جوانب الحياة بأجمعها ، إن كانت في السياسة أو الاقتصاد أو الاخلاق أو غيرها .

لقد كانت حياته رحمه الله سجلاً انسانياً متميزاً ومتفرداً في اسلوبه الدعوي ، الذي تنزه عن الرياء في ظاهره او باطنه بإذن الله .
ولعل ما يجمل المعنى في مقصدنا ، ما كان كتبه فيه صديقه الشاعر ابراهيم المبيضين ذات زمان ، إذ يقول فيه :

يا وعاء العلم يا مالكه يا غزالياً تخطيت الرقاب

من عرفناه هماماً باسلاً وأريباً نابهاً دون ارتياب

قد رأى الناس به معجزة حيةً في شرح آيات الكتاب

ويقول :

شهباً يرسلها صاعقة في نداءات لها فعل الشهاب

دأبه التنديد دوما بالذي جرأوا الناس على هتك الحجاب

ويقول :

يأسر الالباب في توجيهه ويرى في قوله فصل الخطاب

وحديث الهدى عذبُُ شيق واضح الصحة سلس مستطاب

خلق عال عظيم مرتضى يشهد الاخوان فيه والصحاب

يرقب الله ويخشى بطشه ويخاف الحشر في يوم الحساب

ويقول :

ليس بدعاً إنه من معشر لهمو في عترة الزهرا انتساب

اذهب الرحمن رب الناس عن آل طه الرجس في نص الكتاب

نعم ، إنه - رحمه الله - من معشر سادة نجب ، كان لهم وسيبقى بإذن الله ، كل أثر طيب في الدعوة والتربية والحكمة وعمل الخير ، الذي توارثه كل جيل منهم عن سابقه ، واعتمدوه إرثاً وتراثاً وعبقاً معطراً بالطهر والفضيلة ، من لدن جدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حتى قيام الساعة بإذن الله - فهم من آل بيت النبوة المنذورين لخدمة دينه وخلقه .

ولا نقول في مقام استذكار سيرة ومسيرة الراحل الطيب (ابو الطيب) إلا الدعاء بأن يجعل له من فكره وعلمه ونسله شجرة طيبة تؤتي اكلها الطيب للبشرية جمعاء ، حتى يوم الدين ، انه ولي ذلك والقادر عليه ، مع أخلص الدعاء له بالرحمة والمغفرة ، ولذويه ومحبيه بجميل الصبر مع حسن العزاء ، إنه سميع مجيب.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات