تحت التحت وفوق الفوق

تم نشره الإثنين 08 نيسان / أبريل 2013 12:10 صباحاً
تحت التحت وفوق الفوق
هادي جلو مرعي

مللنا من إكذوبة الشراكة حيث تمضي السفينة وفيها العشرات ممن يحملون صفة الربان ،ويمكن لسياسي واحد أن يكون دولة بمفرده يسمع له الناس ويطيعوه ،ويمكن ذلك لوزير ولنائب ولوكيل وزير ولمدير عام ولعضو في حزب وتكتل ،أو جماعة سياسية، أو دينية، أو عشائرية والجميع لهم الحصانة والهيبة والوقار ،ولهم الحق في أن يقولوا مايريدون ....وتبهت الوجوه والألسن ،وتصغي الأسماع له،وتبتهج النفوس ،وتفرح ،وتستقر الضمائر لوعوده وكلماته الربانية ولإلهامه الموعود بالظفر فلايأتيه الباطل من بين يديه ،ولامن خلفه لأنه جاء لينتشل العباد من وهدة التردي والخوف والحرمان، وينتقل بهم الى عوالم فسيحة من التطور والرقي والنهوض ،ولديه مشاريع لاحدود لها يمكن أن يصنعها للشعب الثائر على التاريخ المكتنز بالحرمان والإنتظار لغد أفضل وأجمل وأنمى.

حين ذاك يكون الجميع في معرض إصدار الأوامر، ولاأحد له الحق في رفض تنفيذها ،بينما لايقبلون هم أن تلقى عليهم الأوامر ولايستسيغون سماعها إن كانت قولا، ولايقرأونها إن كانت مكتوبة ومعنونة ،فهم فوق القانون وفوق الدستور وفوق الفوق ،ولايفقهون من كلمة تحت شيئا ،ولاوجود لها في قواميسهم ،وقد كانوا من فترة ليست بالبعيدة لايفهمون الفوق وتعودوا على التحت ،وربما كانوا تحت التحت، لكنهم اليوم، وكما هو واضح فوق الفوق، ولهم السبق في القول والفعل والمقام والمنصب والرفعة ،ولاهم لهم إلا تامين أنفسهم ومكاسبهم ،وليس لهم شأن بالناس العاديين الذين لم يعودوا من مقامهم ،ولامن مستواهم، ولامن صنفهم بعد أن رقتهم السماء الى منزلة عليا لاسبيل لدنوها ،ولاالى خفضها لأي سبب كان.

العملية السياسية في العراق وبالشكل الذي هي عليه طينت عيشة الناس وسببت لهم المتاعب بأشكال وأصناف لاحصر لها ،بل وزادت من عذاباتهم ولونت حياتهم بالسواد بفعل الموت والإرهاب الأعمى الذي طال كل شئ ،ولم يستثن شئ من عمران وإنسان وحيوان وأسواق ومدارس ومستشفيات ،وليس للسياسيين سوى التصريح بالقول الفصيح والكلام المعسول الذي لاقيمة له ولا أهمية سوى إنه كلام في النهاية يمكن أن يخدع فئة بسيطة لكنه لايصمد وينكشف بعد مدة ،والكتل السياسية تخوض في مشاكل لانهاية لها بسبب الطريقة التي تشكلت بموبها العملية السياسية وأرغم حتى السياسيون أن يتداولوا السلطة بموبها بشكل غير منظم جعل من المحاصصة والتوافق والشراكة عناوين عريضة في مساحة ضيقة لاتحتمل إلا أن يكون فيها شكل واحد يرعى الجميع وفق نظام سياسي واضح المعالم يكون للحكومة فيه دور فاعل ،ويأخذ المعارضون دورهم بدلا من الطريقة الحالية التي يتنازع فيها الناس المناصب والمواقف والحصص ،وهذا النظام هو الحكم بالأغلبية السياسية التي أصبحت الحل الأخير في ظل هذا التناطح والتنابز الذي لاسابق له في هذه البلاد التي تحولت بفعله الى قائمة الدول المنتظرة لشئ قد يحدث ،لكنه لايبدو قريب التحقق وعلينا أن نسرع الخطى في هذا السبيل.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات