فسيفساء تشكيلية عالمية بـ الأردن

المدينة نيوز - شكل ثلاثون فنانا من عدة دول جمعهم ملتقى الأردن الدولي للفن التشكيلي فسيفساء عالمية باختلاف ثقافاتهم ومدارسهم وتباين خطوطهم وألوانهم ومنطلقاتهم الفكرية.
ووصف الناقد التشكيلي رسمي الجراح الملتقى الذي يقام بعمان ويستمر حتى الجمعة المقبل بأنه "حضور عالمي" في مجال الفنون التشكيلية، ودعا إلى التجوال به في مدن أردنية أخرى.
وعقب جولة لوزير الثقافة صبري ربيحات قال إن الفنانين يمثلون لوحة عالمية، فهناك فنانون من البرازيل وأفريقيا وقبرص وإسكندنافيا وأوروبا والدول العربية.
وعن ضعف مشاركة الفنانين الأردنيين، قال ربيحات إن رمزية المشاركة هي الأهم فقد كان الباب مفتوحا للجميع وما يهمنا الصفة العالمية الفسيفسائية التي تجمع الفنانين على اختلاف مدارسهم.
التشكيلي الأردني محمد العامري قال إن الملتقى يشكل مساحة مهمة للحوار والتعرف على التجارب العربية والأجنبية لكنني لا أرى أن الفنان الأردني غير معني بهذا التجمع، فبعضهم سجلوا أسماءهم لكنهم تغيبوا، ومن هذا المنبر أدعوهم لاستغلال الفرصة وطرح الأسئلة الجمالية والفنية والاتفاقية والخلافية معا، عازيا غياب بعضهم لوصولهم لحالة من السلبية.
وأوضح أن لوحته جزء من تجربته الخاصة وهي الانتصار لجماليات التجريد في الطبيعة ضمن مشروعه "ملاحة بصرية" بألوان لها علاقة بالتجريد داخل الأرض.
ولمست التشكيلية روان العدوان تهميش فنانين عرب وأردنيين، وقالت "لا يجوز أن يخضع الملتقى لأية أهواء شخصية في اختيار المشاركين لكنه يبقى فرصة للقاء فنانين كنا نسمع أسماءهم فقط والآن نراهم للمرة الأولى".
وقال القطري علي حسن إنه يعشق الخط العربي إذ "أصبح وسيلة لأعبر عن ذاتي ومشاعري نحو الأشياء، ومشاركتي ستكون عبارة عن مشاهد عربية وإسلامية كالبيئة والحصان والصقر والنخيل بأسلوبي الخاص"، مبينا أنه يبحث عن البساطة لتسهيل وصول الفكرة إلى المشاهد.
وأعربت البحرينية بلقيس فخرو عن سعادتها للمشاركة إلى جانب فنانين كبار، وقالت إنها شاهدت تجاربهم ومعاناتهم وتقنياتهم بانفتاح مما ساعدها على الخروج من العزلة وما أسمته القوقعة في بلادها.
وقالت "معظم لوحاتي ذات عناوين ثابتة تعتمد ذاكرة المكان مثل "انتماء" و"مدينة"، والانتماء الذي أبحث عنه فكريٌّ معتمدة اللونين الرمادي والأصفر، وهو لون الأمل والشمس والإشراقة التي يتمناها كل إنسان"، مبينة أننا نرى الألوان بإحساسنا وليس بالمفردات الأدبية.
ويرى التشكيلي الأردني سعيد حدادين أن للفن موقفا وهدفا واللوحة ليست لتزيين البيوت ومن هنا أشارك بلوحة لامرأة حزينة تمثل عذابات المرأة الشرقية وانكسار الأمة وهزيمتها، ووصف مشاركات بالإبداعية وبعضها الآخر بدون المستوى المطلوب تحت يافطة الحداثة.
ويرى حدادين الذي طرد الملحق الثقافي الإسرائيلي من معرضه عام 1997 أن الفنان يكتب شعرا ورواية ويعبر عن وجدانياته تجاه الحياة.
أما الفرنسي برنارد أليجو فيقول إنه يرسم الفن للفن ولا يعالج أية قضية مهما كانت ويشتغل على الضوء داخل وخارج اللوحة وهو مهتم بإحضار مواد من مناطق مختلفة ويجسدها في الفن الحديث، وقد أتاح له الملتقى التعرف على تقنيات أخرى والاطلاع على تجارب دول العالم الثالث.
وقال التشيكلي الأردني سهيل بقاعين إن لوحته "مراحل" تبين حياة الإنسان حتى مماته، مستخدما ألوانا "حارة" كالأصفر والأحمر وجرأة بالحجم والتكنيك.
ووصف جلال عريقات -الذي ينتمي لثقافتين عربية وأوروبية- الأعمال بأنها لوحة فسيفسائية متجانسة التكوين والشكل مما يعكس ثقافة بصرية متباينة الأعراق منسجمة في اللغة والمعنى الروحي الإبداعي، مبينا أنه يرسم الفن للفن، ومن وجهة نظره هذا هو الفن الحقيقي.