الكل منا يعرف النسر
الكل منا يعرف النسر المشهور بقوته وحدة بصره ورهبته، هذا الطائروبعد أن يبلغ من العمر ما يقرب من الثلاثين عاماً، تبدأ قوة مخالبه تضعف، وأجنحته تبدأ تلتصق بصدره فيصعب عليه الطيران لارتفاعات عالية والتحليق طويلاً، ومنقاره المدبب القوي يضعف كذلك، وإن استمرعلى هذا الحال يعني هلاكه لا محالة،,,,
.. ومن هنا يكون النسر أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام لواقعه الذي يعيش وعندها سيموت لا محاله أو يعيد تقوية بدنه ونشاطه ليعيش من جديد ، إلا أن الخيار الثاني ضريبته عالية وليس خياراً سهلاً..
يبدأ النسر من بعد أن اختار الطريقة الثانية في دخول مرحلة صعبة في حياته، وعليه كما قلنا، أن يتحمل كل شئ من أجل البقاء حياً...ومن أجل ذلك يذهب النسر إلى قمة الجبل حيث عشه، ويعيش هناك فترة لا تقل عن خمسة أشهر، يقوم بداية بكسر مخالبه بالضرب على الصخور حتى تنمو مخالب جديدة، حتى إذا ظهرت ونمت قام بكسرها مرة أخرى، وينتظر بعدها نمو المخالب من جديد التي ستكون أقوى مما كانت قبل عملية الكسر الأولى. وبالمثل يكون الحال مع منقاره.
المرحلة الأخيرة، يقوم النسر بنتف ريشه حتى ينمو له ريش جديد. وينتظر أياماً وليالي ليتم ذلك. هذا الريش الجديد يعمل على تقوية جناحه الذي لن يلتصق بصدره بعد الآن، ليبدأ النسر حياة جديدة ويعيش بإذن الله بقوة وتالق ونشاط وشباب من جديد لما يزيد عن 30 عام اخرى ، ويعود صياداً ماهراً ينقض على فرائسه من جديد....
ما احوج رجال الاقتصاد واصحاب القرار في بلدنا وخصوصا الوزراء منهم والمتنفذين وتجار القطاع العام والتخاصية الى أخذ العبرة من حياة النسر لعلها تكون لهم مرشدا وسراجا منيرا
...ان التدهور الذي يشهده الاقتصاد الاردني منذ 20 عام ما كان الا بفضلهم وبسبب اخفاقاتهم وهم دون سواهم من اوصلنا الى هذا الحال الذي ينذر بالموت البطئ للاقتصاد والوطن والمواطن على السواء....
كل أقتصاديات العالم تمر بمراحل عديدة من الهبوط والارتفاع ..النجاح والاخفاق التصحيح والاستمرار...وهذا ليس بعيب ...وبناء على النجاحات او الاخفاقات فقط تشكل الحكومات.. فيجب ان يكون للمجتهد نصيب من الاستمراروالتشجيع.. والمقصر او ال(غشيم) نصيب من التبديل والزوال والمحاسبة امام الجميع هذا حال كل العالم حتى في القرون الوسطى......
الا في بلدنا الحبيب تتشبث الحكومات المتعاقبة بالمقصر والهاوي ويكون الى (عرابي التخاصية والبيع ولمن ساعدفي هدم الاقتصاد وتطفير البلاد والعباد مقعد دائم في كل حكومة تشكل رغم أنف الجميع ) وكان حالهم كحال طابع البريد لا تعرف الدولة الا بهم ...هل هذا هو التغيير الذي ينشدة الجميع ... لا واكثر من ذلك نقصي المجتهم والمخلص والعالم والامين ،,,, نعم ما احوجنا ان اردنا الاستمرار ومنع انهيار الاقتصاد والدينار ان نتعلم من حياة النسر ولو قليل...
على كل واحد منا أن يتذكر النسر وكيف أنه يمر بمرحلة تجديد القوة البدنية والعقلية لينجح في الاستمرار للحياة الاقتصادية . علينا أن نجدد حياتنا أولاً بأول. لا نركن للماضي نتجرع آلامه ومشاكله، بل نتعظ منها ونعد العدة في حاضرنا لأجل مستقبل أكثر حيوية وأكثر نشاطاً وقوة وإنتاجا.
علينا أن نعيد التفكير بين الحين والآخر في حياتنا المادية والمعنوية. ماذا عملنا وماذا نعمل الآن وماذا نريد أن نعمل في القريب العاجل. إن وجدنا الأخطاء فلنصححها، وإن وجدنا الإيجابيات فلنقم بتعزيزها وتطويرها,,,,
ان قمنا بذلك فسيكون لنا كيان والا فعلينا وعلى الاردن السلام وحماك الله يا بلدي من كل فاسد جبار....