باحث روسي يكشف دوافع إصرار بوتين على دعم الأسد
المدينة نيوز - كشف الباحث الروسي ومدير برنامج الأمن والمجتمع والدين بمركز كارنيجي في موسكو أن أزمة سوريا والإصرار الروسي على دعم بشار الأسد دافعه الحقيقي تنامي أعداد مسلمي روسيا.
وتابع الباحث الروسي: "آخر التقديرات تُشير إلى أن عدد المسلمين في روسيا يقارب العشرين مليونًا، يقيم مليون ونصف المليون منهم في موسكو وحدها، من دون أن تسمح السلطة لهم ببناء أكثر من خمسة مساجد"، مضيفًا: "لم يكن مسلمو روسيا يتعاطفون عند بدء الأزمة مع السوريين، لكنهم اليوم بدأوا في التحرك والتعبير عن امتعاضهم من سياسة بوتين".
وأوضح د. ألكسي ملاشينكو أن "التقديرات الأخيرة أكدت مشاركة قرابة 30 ألفًا من مسلمي روسيا - من القوقاز وتترستان وسواهما من المناطق - إلى جانب المعارضة في القتال الدائر في سوريا".
ولفت ملاشينكو إلى "أن المئات يخرجون في تظاهرات في تترستان والقوقاز وسواها من المناطق دعمًا لإخوانهم في سوريا، لا بل إنهم يوجهون انتقادات قاسية إلى بوتين لناحية "ازدواجية" سياسته في التعاطي مع التيارات الإسلامية، وهم يسألون علانية اليوم عن استقبال موسكو لوفود من حركة حماس والرئيس المصري محمد مرسي، من جهة، فيما تنظر إلى مسلمي القوقاز كأنهم "إرهابيون"".
وأشار ملاشينكو إلى أن موسكو "مسكونة بهاجس الحفاظ على هذا نظام الأسد؛ لأنها تعتبر بقاءه انتصارًا لسياساتها وإرثها السوفياتي وحفاظًا على موقعها كقوة عظمى فيه".
وبحسب ملاشينكو فإن بوتين "يستمر في دعم بشار، بعد أن فقدت موسكو صدام حسين ومعمر القذافي؛ فالأسد هو الحليف الأخير في الشرق الأوسط".
وقال ملاشينكو في تصريحاته لصحيفة "الشرق الأوسط" على هامش مشاركته في ندوة نظمها مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت تناولت مسألة "تأثير الربيع العربي على مسلمي روسيا" :"لا يمكن تخيل بوتين، انطلاقًا من شخصيته وموقعه السياسي، قادرًا اليوم على تغيير موقفه الداعم للنظام السوري منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة"، مضيفًا: "بمجرد أن يتخذ قرارًا فإنه يسير فيه حتى النهاية؛ إذ من المستحيل وفق عقلية بوتين، أقله من الناحية النفسية، أن يعدل في خياراته أو مواقفه".
وأوضح الباحث الروسي أن "غالبية الروس يدعمون مواقف رئيسهم، الذي يكرر على مسامعهم بشكل دائم أنه يتوجب على روسيا الحفاظ على موقعها كـ"قوة عظمى"، مقابل "أقلية تعتبر أن سياسة بوتين تنهل من الماضي عوض التفكير في المستقبل المقبل، في العراق وليبيا سوريا".
وأكد الباحث الروسي تصريحاته أن سوريا هي «المحطة الأخيرة» لروسيا في الشرق الأوسط "ولا أدري مع من ستبني روسيا علاقتها بعد بشار"، وأضاف: "يجب على موسكو ألا تنسى أن في روسيا مسلمين، وإذا فقدت سوريا فهناك أزمة عميقة مع السلطة اللاحقة، أزمة تطال علاقات التجارة والتعاون التقني والعسكري وقاعدة طرطوس، ثم مشاكل النفط والغاز". ( وكالات )