الامير الحسن يفتتح فعاليات المؤتمر الاقليمي لتاريخ العمل الانساني الحديث
المدينة نيوز- رعى سمو الامير الحسن رئيس منتدى الفكر العربي في عمان الاثنين فعاليات المؤتمر الاقليمي لتاريخ العمل الانساني الحديث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يعقد بالتعاون بين مجموعة العمل الإنساني/معهد التنمية الخارجية ومنتدى الفكر العربي ويستمر يومين.
ويبحث المؤتمر في تطور الاستجابة للأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتأثيرها على أشكال وممارسات العمل الإنساني حاليا بمشاركة عدد من الخبراء والأكاديميين والعاملين في المجال الإنساني لمناقشة وسائل الاستجابة للنزاعات والحروب والكوارث الطبيعية، وتعرًّف الاتجاهات والتحديات والمفاهيم والأدوات التي يمكن تطبيقها حاضرا ومستقبلا.
وعرض سموه في كلمه له أبرز المحطات التي مر بها العمل الانساني التطوعي بدءا بمعركة سولفرينو عام1862 وانشاء الصليب الاحمر بعدها بعام على يد السويسري هنري دونانت الذي دعا الى ايجاد منظمات اغاثة تطوعية وتطوير المعاهدات الدولية من اجل ضمان توفير الحماية لطواقم الاسعاف المحايدة والمستشفيات الميدانية مرورا باتفاقيتي جنيف الاولى والرابعة لحماية المدنيين في اوقات الحروب واتفاقيات لاهاي وليس انتهاء بتأسيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمرِ والهلال الأحمرِ عام1919 .
واشار سموه الى ان السلوك الانساني لا يقتصر فقط على اوقات الحروب وانما يعد عملية مستمرة، لافتا سموه الى ان الفصلين السادس والثامن من ميثاق الام المتحدة ينصان على حماية السكان من اعمال الابادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الانسانية، داعيا سموه الى تبني نهجا كليا للأمن الانساني ولحقوق الانسان والتحديات التي تواجه الامن العالمي وبناء السلام عند الحديث عن مسؤولية الحماية.
وبين سموه ان العلاقة بين الكرامة الانسانية والاستدامة والامن الانساني لا يمكن لها ان تتحقق دون العمل والحوار المشترك، مشيرا الى ان البنك الدولي في عام1996 بين الرابط بين انتشار الفقر واندلاع النزاعات، مؤكدا سموه ضرورة سد العجز الحاصل للكرامة الانسانية.
واشار سموه الى انه وبالرغم من التقدم الملحوظ الذي تم انجازه لجهة تطوير القوانين والتشريعات الانسانية الدولية الا انه ما زال هناك تجاهل صارخ للمعايير والاعراف الإنسانية، مبينا سموه ان الازمات الانسانية الحالية تؤكد الحاجة الى بلورة اراء وطرق لترجمة جهود الاغاثة قصيرة المدى نحو استراتيجيات بعيدة الاجل لتامين الحماية والرعاية للأجيال القادمة.
وفي ذات السياق اعاد سموه التذكير بما تضمنه كتاب (هل تكسب الإنسانية معركتها) والذي اعدته الهيئة المستقلة الخاص بالقضايا الانسانية في الثمانينيات والذي اشار الى ان معظم الحكومات الوطنية خاصة تلك التي تتعرض اكثر من غيرها الى الكوارث ما زالت استجابتها محدودة لمنع الكوارث او التخفيف من اثارها.
واضاف سموه الى ان غالبية الحكومات تفتقر الى استراتيجيات وطنية ومؤسسات قائمة لإدارة الكوارث تضمن الاستفادة القصوى من الموارد المحلية والتواصل السهل للإغاثة الدولية عند حدوث الكوارث.
وكانت الباحثة في معهد التنمية الخارجية ايفا سفوبودا قدمت الشكر لسمو الامير على رعايته لهذا المؤتمر،مشيرة الى ان هذا المؤتمر يهدف لعرض أهم الأحداث التي استدعت الحاجة إلى التدخل الإنساني في الإقليم، والمفاهيم المختلفة لقطاع العمل الإنساني والتحديات التي تواجهه، والدروس التي يمكن تطبيقها في الإقليم.
وتطرق الباحث توم وورنر باول في المحاضرة الافتتاحية التي القاها الى سيرة القائد عبدالقادر الجزائري والى الطريقة التي كان ينتهجها في معاملة الاسرى والمدنيين اثناء خوضه الحرب مع فرنسا،مشيرا الى ان البعض ينظر الى ذلك القائد اليوم على انه شخص متعصب دينيا وعلى انه شخص مهووس بالجهاد،على ان اتباعه ينظرون الى الحروب التي خاضها كمشروع لاستعادة السلام والعدل لبلد مزقته النزاعات والفوضى والعنف.
يذكر أن مجموعة العمل الأنساني هي جزء من معهد التنمية الخارجية الذي يعد أحد أهم المراكز الفكرية في العالم،التي تعنى بالعمل الإنساني.
(بترا)