ظاهرة الربيع العربي إلى أين
إن ظاهرة الربيع العربي تهدف إلى إسقاط حكومات استبدادية وسلطوية لذا لا يمكن اختزالها فعملية إسقاط الدكتاتوريات هي البداية لسلسلة طويلة من التغيرات تهدف إلى إيجاد نظام سياسي اجتماعي اقتصادي بديل وجديد بعد ان كثر الفساد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ونخر هياكل الدولة وعصبها فلم يعد مواطن هذه الدول منكفئ على نفسه صامتا , بل تململ وتذمر بعد ان رأى رؤوس الفساد شامخة تنعم في النعيم وتركب السيارات الفارهة وكل ما شاهدناه في دول الربيع العربي خاصة في تونس ومصر وليبيا واليمن كانت وراءها أيدي خفية شجعت على انتشارها ,فوسائل الإعلام العالمية والفضائيات وأجهزة الاستخبارات الأمريكية الإسرائيلية والإيرانية وشبكات التجسس النائمة الفائقة استغلت ذلك وبحركات مهرج السيرك شحنت الشعوب وحركت النفوس ولوجود بؤرة الفساد المالي والإداري الخصبة ,وانتشار الفضائيات وتداول الفضائح السياسية والاقتصادية المرتكبة وتسريب المعلومات عن بعض الفاسدين والمفسدين والتنافس الدائر بين الفاسدين على أشده لتحقيق مكاسب وتقديم ضحايا و لصرف النظر عن أنفسهم فالفساد انتشر في مفاصل وهياكل الحكومات وكل ذلك مثل مخاضا صعب لولادة نظام جديد هذا المخاض ولد حالة خطيرة من عدم الاستقرار وقد يطول أو يقصر ولكن المؤشرات تشير إلى احتمال استمرار حالة عدم الاستقرار في هذه الدول وهناك دول مرشحة وما زالت فيها الفوضى كسوريا ... العراق والتدخل الإيراني في سوريا والعراق واليمن دعم الحوثين الشيعة والعلويين في سوريا وافتعال الفوضى وعدم وجود حالة عدم الاستقرار في البحرين والكويت والسعودية والإمارات .... ودول الخليج العربية , كل ذلك خلفه تنسيق أمريكي إيراني فأنني لا أثق في الولايات المتحدة الأمريكية وان الإعلام الأمريكي الظاهر من العداء إلى إيران ما هو إلا كذبه وتضليل على الشعوب العربية والإسلامية السنية ,هناك تنسيق في المصالح بينهم وهناك حوار ونقاشات ومؤتمرات سرية ومحطات التقارب الأمريكي الإسرائيلي الإيراني على حساب العرب وأهل ألسنه لقد قدمت إيران الأرض إلى أمريكا لاحتلال أفغانستان وقدمت الأرض والعملاء والجواسيس والتقرير لاحتلال العراق وساندها الشيعة وان إطلاق يد إيران في العراق والبرنامج المفاعل النووي الإيراني وتهديدات الإعلامية ما هي إلا كذب وزيف فهي صفقة مقابل صفقة لبقاء المنطقة في حالة عدم الاستقرار وعدم تفرغ الدول العربية للنهوض والتطور والإنتاج والتحول الى التنمية المستدامة للنهوض في شعوبها وان إيجاد حالة عدم الاستقرار في المنطقة يحل مشكلة كساد المنتجات السلاح والصناعات الثقيلة ويحل مشكلة الإفلاس والبطالة للدول الصناعية لدى الشركات منتجة السلاح شركات متعددة الجنسية .
دول مجلس التعاون الخليج العربية على سبيل المثال افرز الربيع العربي حكومات تنتمي الى جماعة الإخوان المسلمين هذه الحكومات لا تشكل بالوقت الحالي تهديدا لكونها تخضع لضغوطات داخلية ومنشغلة في تثبيت مراكزها في السلطة داخل بلدانها بالإضافة الى أن أنظمة الحكم فيها معتدلة جدا توفر للمواطن متطلبات الحياة الكريمة ولا تعاني من مشاكل البطالة والفقر وفرص العمل متوفرة والإمكانيات متاحة والحكام يتصفوا بالحكمة وبعد النظر وقريبين من شعوبهم إذا ما بقيت على هذه المسافة من التقارب وحققت العدالة والرفاهية لشعوبها ليس كما هو الحال في باقي الدول العربية التي نجحت فيها ثورات ودول المرشحة للتغير أصبحت على مسافة قريبة تحتاج بعض الوقت ..
ويمكننا القول بأن هذه الحكومات لا تشكل تهديدات أمنية آنية بل تهديدات محتملة وكامنة ربما ستظهر في حال هيمنتها على السلطة وثبتت مواقعها والخطر يكمن في حال توفير الدعم والإسناد من جماعة الإخوان المسلمين من الخارج حيث ان فكر الإخوان وتنظيمهم ألأممي العابر للحدود والجغرافية , فتنظيم عالمي إلى جانب التنظيمات القطرية وهناك نظام ولوائح للتنظيم تحدد أسلوب إدارة التنظيم الدولي وعضوية الأفراد والأقطار في التنظيم حيث تعقد اجتماعات الشورى العالمي للإخوان المسلمين, مما يعطي هذا عمقا لطبيعة الحركة الأممية فالمرشد الأعلى للجماعة هو القائد الفعلي للتنظيم الدولي , فهو يتمتع ببيعة جميع أعضاء الجماعة وعقدهم على إتباع توجيهاته فمصدر القلق الحقيقي لدول مجلس التعاون الخليجي يتمثل في لقاء مرشد الإخوان المسلمين مع مرشد الثورة الإيرانية ومناقشة وتفاهم مع بعضهم وهم بذلك ينافسا زعيم القاعدة في تهديد الأمن والاستقرار الداخلي لدول المنطقة من خارج حدودها الجغرافية على اعتبار ان فلسفة كل من المرشدين الإيراني ومرشد الإخوان لا تعترف بالحدود الجغرافية لكونهما تنظيمان ودعوتهم أممية ودعوتهم إلى حكم الإسلام عبر ارتداء عباءة الدين كغطاء للسياسة وهنا يكمن الخطر المستقبلي المحتمل لذا تنشط الأنظمة الحاكمة في إعادة النظر في مؤسسات الدولة وإغلاق ملفات الفساد ومحاسبة المفسدين و العمل على الإصلاحات السياسية والاهم منها هو الإصلاحات الاقتصادية التي تهم الشعوب والقضاء على بؤرة الفقر والبطالة والسعي إلى التنمية المستدامة ومحاربة الفساد والمفسدين والمساواة بين المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتضمن الأنظمة الحاكمة بقاءها في سدة الحكم .