نتانياهو يهدد بالتدخل لمنع حصول المعارضة السورية على أسلحة نوعية
المدينة نيوز - هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس بالتدخل لمنع مقاتلي المعارضة السورية من الحصول على أسلحة نوعية قال إنها قد تستخدم ضد إسرائيل، في حين حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من أن استمرار الأزمة في سورية قد يؤدي إلى تفكك هذا البلد.
في غضون ذلك، سيطر «الجيش الحر» على مطار الضبعة العسكري في القصير قرب الحدود مع لبنان، في حين سيطر الجيش النظامي بدعم من مقاتلي «حزب الله» و «اللجان الشعبية» على بلدة آبل بعد أيام من الاشتباكات بين الطرفين. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» في لندن، أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قام قبل أسابيع بـ «زيارة سرية» إلى الأردن لنقل رسالة تحذيرية مفادها بأن خطر تنظيم «القاعدة» والمنظمات المتطرفة لن يقتصر على سورية، بل قد يشمل دولاً مجاورة لها. وأشارت المصادر إلى أن محادثات المقداد اقتصرت على لقاء مسؤول امني اردني كبير بحضور وزير الخارجية ناصر الجودة. وكان الرئيس السوري بشار الأسد انتقد الدور الأردني في مقابلة تلفزيونية أول من امس ووجه إلى عمان التحذير نفسه.
وانتقد نتانياهو في حديث إلى «بي بي سي» في لندن الدعوات إلى تسليح المعارضة السورية، وقال: «نحن قلقون من الأسلحة النوعية التي يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط ويمكن أن تقع في ايدي الإرهابيين، ونحتفظ بحق التصرف لمنع حدوث ذلك». وأضاف أن قلق إسرائيل يرتبط بمعرفة «أي متمردين وأي أسلحة؟». وأكد «أننا مستعدون للدفاع عن انفسنا إذا اقتضت الحاجة وأعتقد أن الجميع يعلم بأن ما أقوله موزون وجدي». وأضاف أن «الأسلحة الرئيسية التي تقلقنا هي الأسلحة الموجودة بالفعل في سورية، أي الأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة الكيماوية وأسلحة أخرى خطيرة جداً قد تغير اللعبة».
واعتبر نتانياهو أن تلك الأسلحة «ستغير شروط توازن القوى في الشرق الأوسط وقد تشكل خطراً إرهابياً على مستوى عالمي. مصلحتنا بالتأكيد هي الدفاع عن انفسنا لكننا نعتقد أن ذلك في مصلحة دول أخرى أيضاً».
وقال فابيوس أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ امس: «إذا تركنا الوضع يستمر، فإن سورية ستواجه خطر التفكك بما سيترتب عن انقسامها من تداعيات على الصعيد الإقليمي، حيث لن تعود الأزمة مشكلة محلية، هذا إذا افترضنا أن تقسيم سورية لم يبدأ بعد. وفي ظل مثل هذا الظرف، فإن المتشددين سيكونون الفائزين».
إلى ذلك، أقر الأردن للمرة الأولى أمس بتوجهه إلى استقبال جنود أميركيين، لكنه شدد في الوقت نفسه على ثبات موقفه الرافض أي تدخل عسكري في سورية والداعي إلى حل سياسي شامل يوقف دوامة العنف هناك، وسط تقارير تفيد بأن عمّان تدرس خيار إنشاء منطقة آمنة في درعا داخل سورية لوقف تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلين من «اللجان الشعبية» المسلحة الموالية للنظام السوري و»حزب الله» وجنوداً من القوات النظامية سيطروا على بلدة آبل الواقعة على بعد أربعة كيلومترات من الطريق الدولي بين دمشق وحمص وحلب والذي يربط جنوب سورية بشمالها. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن القوات النظامية «بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد ملاحقتها فلول الإرهابيين وتكبيدهم خسائر كبيرة».
وفي المقابل، سيطر «الجيش الحر» على أجزاء واسعة من مطار الضبعة العسكري في ريف مدينة القصير. وأكد المرصد أن «الجيش الحر» سيطر على المطار «بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياماً عدة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة وعناصر حراسة المطار»، علماً انه يخضع لإدارة الدفاع الجوي منذ العام 2009 وتحول إلى نقطة أساسية لتجمع القوات الموالية.
وأرسل النظام امس تعزيزات إلى بلدة بابولين على الطرف الشرقي للطريق الدولي بين دمشق وحلب، والمؤدي إلى معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين فك عنهما الحصار قبل أيام، في محافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس رداً على سؤال حول احتمال استقالة المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، أن روسيا تعتبر هذا الأمر مبرراً.
وتساءل لافروف، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية ،»كيف سيمكنه التصرف على نحو آخر بصفته رجلاً نزيهاً، بعدما عدلت إحدى المنظمتين (جامعة الدول العربية) اللتين منحتاه المهمة للقيام بمفاوضات بين السلطة والمعارضة، عن دعم أي مفاوضات وأعلنت أن سلطات دمشق غير شرعية واعترفت بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري؟».
وفي نيويورك، يبحث مجلس الأمن اليوم الوضع في سورية في أول جلسة لمناقشة الأزمة ببعدها السياسي منذ نحو شهرين، حيث يستمع الى إحاطة من الإبراهيمي. وقال ديبلوماسيون إن الإبراهيمي الذي التقى عدداً من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية «عبر عن حال إحباط وإحراج» في شأن مهمته، وأن مسألة «استقالته ستتضح الإثنين بعد لقاء ثلاثي من المقرر أن يجمعه بكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي» في نيويورك.
وحذرت الأمم المتحدة من زعزعة الاستقرار السياسي في لبنان والأردن نتيجة الأزمة الإنسانية في سورية وتدفق اللاجئين بمعدل 8 آلاف شخص يومياً الى الدول المجاورة. ونقلت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية فاليري آموس الى مجلس الأمن صورة شديدة القتامة عن الوضع الإنساني في سورية. وقالت إن «الأطراف المقاتلين يتجاهلون تماماً حياة السكان المدنيين» حيث تحولت «مدن رئيسية كدير الزور وحماه وإدلب وحمص الى ركام، فضلاً عن دمار وحشي في حلب».
وقالت إن عدد اللاجئين في الدول المجاورة وصل الى 1.3 مليون الى 4.25 مليون نازح داخل سورية. وأطلقت تحذيراً من انتشار أمراض وبائية «بينها الكوليرا، إذا لم تتم معالجة الخدمات الرئيسية بشكل طارىء».
وشكت آموس من بطء الإجراءات الإدارية من جانب الحكومة السورية «مما يعرقل وتيرة العمل الإغاثي» مشيرة في الوقت نفسه الى أن العجز في ميزانية تمويل برامج الإغاثة لا يزال قائماً بنسبة 50 في المئة.
وقال مفوض شؤون اللاجئين أنطونيو غوتيراس إن ثمانية آلاف سوري يعبرون الحدود يومياً منذ نهاية شباط (فبراير) مما يشكل 400 ألف لاجىء خلال الأسابيع السبعة الأخيرة.
ودعا السفير اللبناني نواف سلام مجلس الأمن الى «النظر في إقامة مخيمات داخل الاراضي السورية بعيدة عن مناطق الاشتباكات وقريبة من حدود دول الجوار تحت حماية الامم المتحدة». لكنه اكد التزام «مساعدة كل اللاجئين وأنه لن يغلق حدوده ف يوجه أي فرد».
وتحدث السفير السوري بشار الجعفري خلال الجلسة مهدداً بمقاضاة «كل الدول التي تشتري النفط السوري من المجموعات الإرهابية بتهم تمويل الإرهاب». ( الحياة )