2001 و 2013 م ...!
تجبرنا الأحداث السياسية المتلاحقة في بلادنا والعالم على تقديم الكتابة هذه الأيام في الشأن السياسي على أي شأن آخر، لنتذكر معاً كيف صعق العالم في 11 أيلول سبتمبر 2001م بطائرات تخترق جسم مبنى التجارة العالمي، محدثة واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لتختلف بعدها ردود الفعل حول العالم، بين الغضب الشديد في الولايات المتحدة وحلفائها، وبين اللامبالاة من بعض الشعوب العربية، و"الشماتة" من البعض الآخر بالولايات المتحدة التي إستحقت هذا الفعل "من وجهة نظرهم" بسبب تسلطها وظلمها وتحكمها في كثير من شعوب الأرض ومقدراتهم، ودعمها المستمر لممارسات الكيان الصهيوني الغاصب الإجرامية في حق أبناء شعبنا الفلسطيني الشقيق، ثم كان الترقب إلى من يتحمل مسؤولية هذه العملية، أو من سيتم "تحميله" هذه المسؤولية ...
ثم بعد ذلك تحميل مسؤولية العملية إلى تنظيم القاعدة، وإلصاق الأمر بكل ما هو منتمي للإسلام من البعض، وتتسارع الأحداث بعد ذلك لنرى القوات الأمريكية وبعض الدول الأخرى، تضرب بلا هوادة معاقل تنظيم القاعدة في أفغانستان بعد أقل من شهر من عملية الحادي عشر من سبتمبر ..
ولم يتوقف الأمر عند إحتلال أفغانستان فقط، ولكن تبعه تدمير وإحتلال العراق بذات الحجة بعد عامين من ذلك، وهي "الحرب على الإرهاب" ...
ما دعانا إلى سرد هذه الحقائق التاريخية، والتي مضى عليها أكثر من عشرة أعوام، هو الشعور بتقارب الأحداث السياسية في العالم مع ما يحدث اليوم.
فتفجير قبل أيام كاد أن يكون بحجم الحادي عشر من سبتمبر في نهاية ماراثون بوسطن، يأتي في خضم أحداث ملتهبة في منطقة الشرق الأوسط، بين سوريا التي تحترق منذ أكثر من عامين بنيران العنف والحرب الأهلية، وجميع الدول المحيطة بها التي تكتوي بنيران هروب اللاجئين، وخيارات أخرى أكثر إيلاماً..
وفي الوقت الذي تتجه فيه العيون لمعرفة الجهة المسؤولة عن تفجيرات بوسطن، تعلن الحكومة الأردنية عن قبولها تواجد 200 جندي أمريكي تؤكد بعض الصحف الأجنبية أنهم مقدمة لعدد آخر أكبر يفوقهم عدداً وعدة، ويسارع دولة رئيس الوزراء للتأكيد بأن الأردن لن يسمح بعمليات عسكرية ضد سوريا تنطلق من أراضيه.
كنا قد كتبنا مقالتنا "دق الطبول" قبل ما يقارب الشهر، ونبهنا فيها من إقحام بلادنا في حرب ليست حربنا، فلا نرغب ولا حتى بتخيل منظر سقوط الصواريخ السورية والإيرانية وصواريخ حزب الله فوق رؤوس أهلنا وأبناء بلدنا.
ويبقى إحتمال أن يكون هذا التصريح الحكومي الأول من نوعه إشارة لقرب إنهيار نظام الأسد وسقوطه بشكل كامل، وإستباقاً من الحكومة الأردنية لحالة الفوضى التي ربما تتبع ذلك، أو إمتداد وتسلل حركات متشددة للأردن، خصوصاً مع وجود ما يزيد عن نصف مليون لاجئ سوري فوق أراضيها.
ملخص القول هو أننا نتمنى أن لا يكون عام 2013م هو نسخة أخرى مما جرى في العام 2001م، من ذريعة لشن حرب جديدة على بلد عربية، حتى وإن كان نظامها ظالماً، فنحن كنا ومازلنا نقول بأن إنتصار الثورة السورية لا يمكن أن يكون إلا بأياد سورية وطنية، وبدون دخول جندي أجنبي واحد في الأرض السورية.
كل هذا يدخل في سياق التحليلات السياسية، ولا ينفي بأن الأيام القادمة ستكون حبلى بأحداث جلل، لن تقل شدتها عن تأثيرات كلمات بعض النواب في ردودهم على خطاب ثقة حكومة دولة النسور الثانية، أو ربما بشدة زلزال الحدود الإيرانية الباكستانية قبل أيام، أو حتى ربما أشد، فلننتظر ونرى وندعو الله جميعاً أن يسلم وطننا والبلاد العربية من كل شر، ويفرج عنها كل كرب