قراءة نقدية في رواية حالة روح لامرأة ما بعد الخمسين بالمكتبة الوطنية

المدينة نيوز– نظمت دائرة المكتبة الوطنية ضمن نشاط كتاب الاسبوع الاحد قراءة نقدية في رواية (حالة روح لامرأة ما بعد الخمسين) للأديبة سناء ابو شرار.
ورأى الناقد الدكتور حسين جمعه في الامسية التي ادارها الشاعر اسلام سمحان ان ابو شرار لم تطرح في الرواية مسألة حرية المرأة وحسب بل انها تناول اشكالية الشخصية الانسانية في الشرق العربي عامة والحالة المأساوية التي تحياتها في ظل سلسلة القيود والمحرمات والتي تنتقص وتعيق تطورها الفكري والاجتماعي وتضعها في حيرة كبرى امام المستجدات والمتغيرات في عالم القيم والاخلاقيات.
وبين ان اهمية الرواية كونها تعمل على التأمل في حيثيات تمرد المرأة وضرورة كشف الحجاب عما يجري داخل مؤسسة الزواج من قهر ومصائب يتساوى فيها الرجل والمرأة التي استبد بها الرجل وهو في عز قوته وجبروته وتتأثر منه بالإهانات والعنف.
واوضح جمعه ان ابو شرار تدعو الى قيام مؤسسة الزواج على اسس ترتكز على الحب الصادق المنزه عن الاغراض والحسابات المادية والمالية وما شابهها والتشارك في امور العيش وتصريف شؤون الاسرة وتبادل الآراء والافكار حول افضل السبل في تربية الاطفال والحفاظ على اسرة موحدة.
واشار الى ان الاديبة شيدت روايتها على الحوار وتداول الافكار فتعددت الاصوات والآراء وسعت في مداخلاتها المتشعبة الى ولوج نفوس شخوصها والتعرف على دواخلها بلغة ميسورة والفاظ حسنه سهله فنسجت عملاً جمالياً بإشكالية وسيكولوجية.
وقرأ سمحان ورقة الدكتور يوسف نوفل الذي بين أن الرواية تنهض قوم على استنباط الذات في سبيل البحث عن كينونتها واثبات وجودها والغوص في دواخل النفس وسبر اغوارها من خلال الاعلاء من شأن الروح كما يصرح النص الموازي الذي سارع الى التصدير او قصدت الساردة الى اعطائه جانباً من الصدارة السردية.
واشارت الورقة ايضا الى ان الرواية هنا على عكس السرد الانثوي السائد المنغلق على ذاته وهمومه تأثراً متمرداً شاكياً شارحا آليات السرد التي تناولتها الكاتبة في روايتها حيث تناسبت آليات السرد الفكرة المطروحة الدائرة في الصراح بين المادة والروح والعقل والقلب في طرفين متضادين لذلك تنوعت آليات السرد بين السرد التتابعي وايثار السرد بضمير المتكلم والمونولوج الداخلي او نجوى النفس وتوظيف الحلم وتوظيف فن الرسالة.
وقالت الكاتبة سناء ابو شرار بأن معظم الروايات والافلام العربية تتناول قضية المرأة في مرحلة الشباب ومن النادر ان يتم تخصيص عمل ادبي متكامل حول المرأة بعد سن الخمسين رغم انها في هذا السن تكون صاحبة القرار بالنسبة لمن يعيش معها من اولادها وتتضح امامها الرؤيا حول حياتها كمرأة وزوجة وام وجدة.
واضافت أن حياة المرأة ليست فقط مرحلة الشباب بل هي حياة متكاملة بكل مراحل العمر ولا بد للمرأة ان يكون لديها من الوعي والثقافة بأن تستمع بكل مرحلة من مراحل اعتنائها بالأخرين.
وقال سمحان ان الكاتبة ابو شرار في روايتها لا تكتب عبثاً عن حال او برستيج كما يفعل معظم كتابنا انما تكتب لتكتشف الحقيقة وتقول للعالم كلمتها بأن هاجسها العدل والحرية، وان المشاعر التي يشعر بها القارئ تحفزه لتحريض الاخرين فالكاتبة تكتب الواقع المرير حرفاً والماً وفرحا.
(بترا)