رم .. عبق الموسيقى والمكان

المدينة نيوز ـ من وحي رمال بلون الورد، ومن نبض عراقة وحضارة ضاربة في القدم استوحى المؤلف الموسيقي الأردني وعازف البيانو طارق الناصر عبق موسيقاه، فرسم بابتسامته وموهبته وثقافته لوحة موسيقية تعد من أميز ما أنجبت الساحة الموسيقية الأردنية.
ومن رحم الإبداع ولدت الفكرة، فلم يكن بإمكان طارق الناصر أن يكون مجرد وتر آخر في سيمفونية الموسيقى، بل اختار أن يتميز، فأسس في العام 1998 مجموعته الموسيقية رم ، والتي أصبحت علامة مميزة، وصفة ملتصقة بالناصر، فما عدنا نسمع إلا عن رم - طارق الناصر .
وقدم الناصر لأكثر من عقد من الزمان مقطوعات موسيقية مستوحاة من وجدان المكان، فنسج قصصا بنكهة موسيقية مميزة، وعبر عن حالة عشق تدور في الخلد بأجمل الأنغام، وصار رمزا ثقافيا يعد فخرا للأردن.
وأجمل ما في موسيقى الناصر أنها حكاية متواصلة، ومدرسة مهمة خرجت جيلا من الموسيقيين المبدعين، فكان للناصر فضل على كثيرين من الموسيقيين الذين تخرجوا من مدرسة رم .
ومثّل الناصر الأردن في محافل دولية عدة، سواء من خلال عزفه منفردا أم من خلال مجموعته، وعزف روح الأردن على أهم المسارح العالمية، فنشر الأضواء وسلطها على مستوى راقٍ من الموسيقى التي تميز بها الأردن.
كما أبدع الناصر في التأليف الموسيقي لأعمال درامية عربية ومحلية، وادخل التنويع والتجديد في أعماله، فكانت هذه الأعمال أولى خطواته نحو الشهرة الحقيقية، خصوصا بعد أن أبدع في تأليف الموسيقى التصويرية للمسلسل السوري الشهير نهاية رجل شجاع ، كما قدم أصواتا غنائية مميزة، زادت ألقا حين أطلقت العنان لصوتها من خلال موسيقاه.
طارق الناصر مبدع حقيقي، وسر إبداعه تفرده، وسر تفرده عشقه للموسيقى دون مقابل، وحبه الغامر الذي ترجمه بكلمات موسيقية، فاستعاض عن الكلام بلحن وابتسامة، وما أجملهما من كلمات..