منقبات يبدين أسفهن لاستغلال النقاب في أعمال غير قانونية
المدينة نيوز ـ تثير أكثر من حادثة جرمية نفذها لصوص بلباس المنقبات أسف الملتزمات دينيا واللاتي آثرن النقاب زيادة في التدين، مبديات اعتراضهن على خرق اللصوص لحيز كان يخصهن وحدهن ويخشين أن يكن محل تساؤل وريبة.
يأتي ذلك في وقت أكد الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب أن هناك ازديادا في القضايا التي ارتكبها أشخاص مستخدمين النقاب، منذ العام 2007.
وعبرت سيدات منقبات عن أسفهن لتنكر المجرمين واللصوص وراء النقاب لتنفيذ أعمالهم، بحجة أنه يمكنهم من التواري عن أنظار الشرطة، ويوفر لهم سهولة في التنقل والحركة من دون إبراز الهوية أو إجبارهم على كشف وجوههم.
وبحسب الخطيب، فإن النقاب يستغل أحيانا كستار يتخفى وراءه ضعاف النفوس من أجل القيام بممارسات غير أخلاقية كالسرقة والاحتيال وانتحال الشخصية، حيث أكد أن هناك شكاوى من أن الكثير من الأشخاص يرتدون هذا الزي ويدخلون الأعراس والحفلات غير المختلطة (قسم النساء)، وأحيانا يقومون بالتصوير ونشل الحقائب والأجهزة الخلوية والمصاغ الذهبي، مشيرا إلى أن هناك العديد من القضايا التي تعامل معها البحث الجنائي بهذا الخصوص.
وبين الخطيب أن هناك أيضا "شكاوى من سيدات غير منقبات يمارسن أعمال سحر وشعوذة، عبر استخدام أشخاص من ذوي أسبقيات يتخفون بالنقاب، ويتمكنون من خلاله من الدخول إلى المنازل وكشف عورات السيدات".
وأوضح الخطيب "كشرطة لدينا خبرة في تمييز من يرتدي النقاب، فيما إذا كانت امرأة محتشمة، أم رجلا من ذوي الأسبقيات، لكن المشكلة أن المواطن لا يستطيع أن يميز بينهما".
ولا يمكن النظر إلى تصريحات شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بخصوص النقاب إلا في إطار المصلحة العليا لحياة المسلمين وحركيتهم.
طنطاوي يرى أن النقاب ليس فريضة إسلامية وإنما يمكن أن ترتديه المرأة أو تخلعه حسب ما تريد.
وفي سياق آخر، يعتقد سائقون أن النقاب لا يوفر للمرأة حرية أثناء قيادتها المركبة. بيد أن يسرى زعاترة، وهي منقبة منذ ما يزيد على عشر سنوات وتعمل مديرة لإحدى مدارس البنات في عمان تؤكد أن النقاب لا يسبب لها أي مضايقات، فهي تحوز على رخصة قيادة منذ العام 1984. كما أنها تقتني سيارة منذ عام 2000 حيث كانت حينها ترتدي النقاب وما تزال.
وأشارت إلى أن ارتداء النقاب لا يضايقها أثناء قيادة السيارة، كما أنه لا يسبب لها أي إشكالات فيما لو راجعت المؤسسات الحكومية أو البنوك، مشيرة إلى أن وجود سيدة في المكان يحل المشكلة.
وأضافت "لا يلزمني شرطي المرور عند توقيفي وطلب رخصتي ووثائق مركبتي، بإزالة النقاب عن وجهي".
وعلى النقيض تماما، بينت زعاترة إن "كان هناك خطر حقيقي على المواطنين من السيدات المنقبات اللواتي يقدن مركباتهن، فهذا يتطلب إعادة النظر في التشريعات التي تمنح رخص القيادة لمن يضعن النقاب على وجوههن".
من جهته أكد اختصاصي العيون الدكتور محمد أبو سمك أن "النقاب أو حتى الخمار ليس له أي تأثيرات على إبعاد البصر سواء في المسير أو القيادة أو التنقل بشكل عام".
وبين أن من يضع النظارة الشمسية أو يظلل مركبته لا يتأثر نظره أو يضعف تركيزه بدلالة أن قيادته تكون طبيعية سواء أكان بنظارة أو سيدة ترتدي نقابا.
المنقبة تغريد محمد أفادت أنها ترتدي النقاب ولم تجد أي مضايقات من أحد، فيما تعتبر سيرين عاهد تدخل الآخرين وتحديدا الرجال بما ترتدي المرأة سواء أكان حجابا أو نقابا أو خمارا، هو تدخل في حريتها الشخصية.
وبينت "كما أنه لا يسمح لأحد بالتدخل في النساء اللواتي يرتدين ملابس سافرة، رغم أن لباسهن في كثير من الأحيان يتسبب بإشكاليات في المجتمع نحن في غنى عنها، خصوصا وأن لبساهن يلفت أنظار السائقين إليهن وبالتالي يضعف تركيزهم على القيادة وربما يتسبب بحوادث أحيانا، مقارنة بالخطر الذي تسببه أن صح التعبير المنقبات".
وتقول سيرين وهي منقبة، "إذا أثيرت مشكلة النقاب بسبب قيام بعض ذوي الأسبقيات باستغلال هذا اللباس لتنفيذ جرائم الاحتيال والنشل وغيرها، فهذا ليس مسؤولية المنقبات، وإنما مسؤولية رجال الشرطة في البحث عن هؤلاء الأشخاص والقبض عليهم".
من جانبها، اعتبرت وداد عطا الله التي تعمل مدرسة في إحدى جمعيات تحفيظ القرآن، استغلال عدد من اللصوص النقاب "إساءة للفتيات المنقبات"، مشيرة إلى أنها لن تنزع النقاب.
إلا أن الكاتبة زليخة أبو ريشة ترى أن النقاب "بدعة غير حميدة، ولم يعرفها المسلمون الأوائل، فإن حجاب المرأة في البيت وفرض سواد الأقمشة حتى تختفي، لم يحصل إلا بعد أن استشرت تجارة الرقيق في العصر العباسي، وأودعت المرأة في البيوت حتى لا يلتبس وجودها خارج البيت بظاهرة الإماء والجواري، اللواتي احتللن في ذلك العصر موقعا متقدما في الثقافة والفنون ومجالس رجالات الدولة والحكم".
وتضيف "لقد شاع النقاب شيوعا مطلقا في العصر العثماني، حيث كانت المرأة لا تخرج إلا وهي مسدلة بأقمشة سميكة على وجهها كان يطلق عليها في بلاد الشام (المنديل)".
وتعتقد أبو ريشة أن "مسألة النقاب كلها تدور حول سوء الظن بالمرأة الحرة وقدرتها على خوض الحياة بلا حاجز أو حاجب".
وقدمت أبو ريشة نصيحة للمنقبات المتمسكات بقناعتهن الشخصية تجاه النقاب، أن "يقررن البقاء في بيوتهن، ولا يربكن المجتمع المتحرك المنهمك في تطوير ذاته وفي الإصلاح، ليكن خيارهن، واغلب الظن أنه خيار (أولياء الأمور) من الذكور".
وأنهت حديثها إن "المسألة برمتها ضد المرأة وضد الإنسانية ومحض استعراض لدرجة التدين لدى هؤلاء".
وقال اختصاصي علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور سري ناصر، إن هناك ثلاثة أنواع لارتداء النقاب، منهن من يرتدينه من باب الاحتشام كونه زيا إسلاميا، ومنهن من يرتدينه كونه أصبح شبه موضة، خصوصا بعد ان أثيرت حملات ضده في دول عديدة كالنقاب او الحجاب وتحديدا في فرنسا، اضافة الى من يرتدينه لغايات إخفاء الهوية.