الاميرة منى تدعو لاستدامة جودة مخرجات التعليم التمريضي وتدعيمها

المدينة نيوز- قالت سمو الاميرة منى الحسين الرئيس التنفيذي للمجلس التمريضي الاردني ان التعليم التمريضي ما يزال يواجه تحديات كبيرة في إعداد الممرض المتمتع بالكفاءة والمعرفة والقادر على مواكبة احتياجات الخدمات الصحية المتغيرة.

واضافت سموها خلال افتتاحها الثلاثاء فعاليات المؤتمر العالمي الرابع للتمريض الذي التأم في عمان "إن التعليم التمريضي يجب أن يكون قادرا على استدامة جودة مخرجاته وتدعيمها بما يحقق محورة الرعاية حول متلقيها"، مشيرة الى انه ولضمان ذلك لا بد للمؤسسات الاكاديمية من تبني شراكات تقوم على التوأمة مع مؤسسات الرعاية بما ينعكس على جودة المخرجات.

واكدت سموها في المؤتمر الذي حمل عنوان "نقطة التحول: حلول خلاقة للتحديات الصحية والتمريضية "اهمية ان يحاكي التعليم التمريضي الدور الذي سوف يؤديه الممرض ضمن منظومة الفريق الصحي بما يعمق فهمه وإدراكه لمدخلات وإجراءات ومخرجات تلك النظم.

وقالت ان من ابرز التحديات التي تواجهنا الان هو الخروج بحلول نيرة من شأنها اعادة بناء نظم التعليم الصحي وبالتزامن مع تحسين بيئة الرعاية الصحية؛ بحلول تعزز تقديم الرعاية من خلال منظومة الفريق الصحي المتناغم المكمل لبعضه البعض.

واوضحت سموها ان التغيرات التي شهدتها المجتمعات وتغير الانماط الحياتية غير الصحية والتي ادت الى انتشار الامراض المزمنة تتطلب اعادة هيكلة النظم الصحية لتتماشى مع تلك المتغيرات والاحتياجات الصحية للمجتمعات تشكل تحديا حقيقيا للأنظمة الصحية الحالية.

وشددت سموها على ان تقدم تلك النظم يحتم الحاجة الى التغيير الجذري في الرؤى وانماط التفكير لدى صناع القرار، والتخلي عن الاساليب التقليدية في التخطيط الصحي، وتحقيق شراكة مقدمي الرعاية ومتلقيها في صنع القرار.

ولفتت الى ان الخدمات التمريضية تشكل الحلقة الرئيسة في منظومة الرعاية ؛لذا فإن مساهمة الممرضين والممرضات ودورهم القيادي في التخطيط وتشكيل الانظمة الصحية يعد من مقومات النجاح وتحقيق التغيير المنشود ويحتم تعميق فهمهم وتوسيع آفاقهم فيما يتعلق بمضامين ومفاهيم وبيئة وانظمة الرعاية الصحية.

وقال وزير الصحة الدكتور مجلي محيلان ان من التحديات التي تواجه القطاع الصحي في مجال التمريض النقص في الممرضات الإناث، مشيرا الى ان الأردن اتخذ العديد من الإجراءات لمواجهة هذا التحدي، ومنها إنشاء صندوق الأميرة منى لتوفير بعثات دراسية لطالبات التمريض في الجامعات الرسمية، وإطلاق حملة "التمريض قلادة شرف" وغيرها من الحملات الوطنية لاستقطاب الإناث للالتحاق بمهنة التمريض ورفع نسبة الإناث للالتحاق بكليات التمريض لتصبح 70 بالمئة.

وتتضمن الاجراءات إنشاء الحضانات لأبناء الممرضات وتوفير وسائط النقل لهن من مواقع العمل واليها وشمول الكوادر التمريضية بشكل عام بنظام الحوافز وعلاوة المهنة والعمل الإضافي والتوسع في برامج التعليم المستمر.

ولفت وزير الصحة الدكتور مجلي محيلان الى التعاون القائم بين المجلس التمريضي ونقابة الممرضين والممرضات لوضع المعايير المهنية والإدارية والأوصاف الوظيفية للعاملين في القطاع التمريضي .

ويسعى المجلس بحسب امينته العام دعد شوكه الى النهوض بالرعاية التمريضية وتطوير وتمكين مقدمي الرعاية الصحية والتمريضية للبدء بسلسلة من التغييرات التي تؤدي إلى نقطة التحول الايجابي للنهوض بالمهنة ومنتسبيها ونوعية الخدمة وجودتها.

وبينت ان اهم ما يميز هذا المؤتمر هو التركيز على نقطة التحول وذلك باعتماد الحلول الخلاقة للنهوض بمهنة التمريض في الممارسة والتعليم والقيادة والبحث والتشريع والاخلاقيات.

واكدت شوكة انه في ظل عدم كفاية التمويل للنظام الصحي، والنقص في الموارد البشرية، وانخفاض الروح المعنوية والإنتاجية، يمكن تبسيط النظام الصحي وتقويته، وتحسين نوعية الخدمات الصحية وسلامة المرضى عبر الوصول إلى منظومة عامة تبنى على نظام شمولي متكامل.

وقالت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتورة اروى عويس إن مواجهة التحديات التي تؤثر على نوعية الخدمات التمريضية والصحية تحتم تجنيد كل الامكانات والطاقات والكفاءات وتبادل الخبرات وتقديم توصيات علمية تحدث التطور والتغيير المناسب للوصول الى تعليم ممارسة صحية وتمريضية بطريقة اكثر مواءمة للسياسات الصحية والاجتماعية والتعليمية.

واشارت الى ان المؤتمر يتضمن اربع جلسات عمل تركز على اخلاقيات الرعاية الصحية والتمريضية ومواجهة التحديات الصحية من خلال الأدلة العلمية والإبداعية وإعادة ابتكار بيئة الرعاية الصحية والتمريضية والتعليمية وصولاً إلى التحول المطلوب والمرغوب.

ويهدف المؤتمر الذي نظمه المجلس بالشراكة مع الخدمات الطبية الملكية، ونقابة الممرضين والممرضات، وجمعية المستشفيات الخاصة الى تسليط الضوء على الحلول الخلاقة لتحديات الرعاية الصحية والتمريضية وبناء توافق بشأن التوجهات المستقبلية في هذا المجال محليا واقليميا وعالميا وتعزيز ثقافة البحث العلمي لدى الكوادر الصحية والتمريضية والشراكة في مجال الممارسة والتعليم والبحث العلمي.

ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من المحاور الرئيسية التي تركز على الرعاية الصحية نحو الاشخاص وإعادة استنباط بيئة الرعاية الصحية والتمريضية والتعلم باتجاه التطوير والتغيير ودعم ومؤازرة الحلول الخلاقة ومواجهة التحديات من خلال استخدام الأدلة العلمية ودعم وتعزيز الاخلاقيات المهنية في الرعاية.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن 24 دولة عربية وأجنبية هي: ايران واستراليا والفلبين واميركا وجنوب افريقيا وبريطانيا وكندا واندونيسيا والهند وماليزيا وسويسرا واليابان والعراق والسعودية وتايلند والباكستان وليبيا والبحرين ومصر وفلسطين والسودان والامارات وتونس الى جانب الاردن.

وعرض خلال المؤتمر فيلم وثائقي تناول مراحل تطور مهنة التمريض في الاردن ودور المجلس التمريضي الاردني والخدمات الطبية الملكية ونقابة الممرضين والممرضات والقابلات القانونيات في رفع مستوى التعليم والتدريب للمهنة والارتقاء بجودتها.

(بترا)