عندما يصفِّق الصفيق
إن مناقشة النواب لبيان الفريق الوزاري قبل إعطاءه الثقة المؤكدة هو أشبه ما يكون بمناقشة رسالة دكتوراه لطالب متنفذ فاشل ، فمنذ البدء بمناقشة أطروحة الدكتوراه وحتى نهاية المناقشة يتلقى مقدم الأطروحة الفاشل كم هائل من "البهادل" " وقلة القيمة" والملاحظات ويكثر استعراض العضلات من قبل لجنة المناقشة حتى يبين كل واحد منهم للآخر أنه أفهم منه ، كما أن كل منهم يتسابق لنيل إعجاب الحاضرين ببهدلة الطالب، بينما الطالب يقضي وقته متوتر ويمسح عرقه "اللي بزرب زرب" ولكنه بمكنون نفسه يكون مطمأن، كما أن أهل الطالب يفقدوا الأمل من نجاح أبنهم لأنهم يروا ويسمعوا ما يدل على أن أبنهم لن ينجح باجتياز تلك المناقشة وأنه سيفشل لا محالة، إلا أنك تتفاجئ بعد انتهاء المناقشة أن الطالب ينجح وبتقدير جيد على الأقل رغم كل الملاحظات ورغم كل "البهادل وقلة القيمة والتعزير" على مقدم الأطروحة، فتسأل نفسك كيف حصل هذا؟ هل يا ترى تم تنجيح الطالب "عشان" لجنة المناقشة "يتحلّوا" مما لذ وطاب من حلوان "محرز" احضره مقدم الأطروحة الفاشل قبل البدء بالمناقشة؟ أم تم تنجيح الطالب لأن اللجنة خائفين من أن يقوم أهل الطالب وأصدقاءه بالاعتداء عليهم؟ أم لأن مشرف الطالب له ثقل ومركز يطمح كل واحد من اللجنة أن يحصل على رضاه ولا يتم ترسيب الطالب لأن ترسيب الطالب فيه إساءه لمشرفه ومن أجل ذلك يتم تنجيح الطالب ويمر من عنق الزجاجه ويحصل على درجة الدكتوراه رغم أن أطروحته لا ترتقي أن تصل لبحث علمي لطالب في الثانوية ؟ أم لأن مقدم الأطروحة نفسه ذو نفوذ مالي وسياسي أجبر اللجنة على أن تقبل أطروحته؟ أم أن هناك من يقف وراءه يعطي توصيات وتوجيهات أن ينجح هذا الطالب؟ أنا بصراحة لا أعلم أي هذه الأسباب هو الأقوى كل ما أعرفه أن مناقشة البيان الوزاري مثل مناقشة أطروحة الدكتوراه لطالب فاشل فلقد طل النواب واستعرضوا عضلاتهم أمام الشعب وكروا وفروا وتجاوز بعضهم حدود الأدب بهدف الحصول على رضا بعض "الهمل والسرسرية"، وانتقدوا طالب الثقة واسمعوه من ما لذ وطالب سماعه من "بهادل"، وبعد أن نالوا منه كل هذا المنال، جزم عامة الشعب أن المجلس سيسقط هذه الحكومة ولن تنال الثقة بناء على الخطب النفاثة للنواب، إلا أن الشعب المسكين سيتفاجئ بأن دولة الرئيس سيحصل على ثقة النواب وبأقل تقدير سيحصل من 90 ـ 100 صوت رغم بعض القلق الناجم عن مهاترات النواب إلا أنه هناك ابتسامة ماكرة وصفراء ترتسم على محيى الرئيس كلما سمع من النواب ما يكره سماعه، إن الرئيس سينال الثقه لا محالة لأربعة أسباب هي:
أولاً: إن التاريخ النيابي الأردني لم يشهد أن تم حجب الثقة عن الحكومة إلا مره واحده فقط سنة 1963 حيث حجب 31 نائب من أصل 60 نائب الثقة عن سمير الرفاعي وكان ذلك بتاريخ 20/4/1963 حيث قدم الرفاعي استقالته وعهد للشريف حسين بن ناصر تشكيل وزارة جديدة.
ثانياً: إن من سيعطون الثقة سيكون معظمهم من أشباه الرجال الذين يكتظ بهم مجلس النواب والذين لا يعدوا أن يكونوا كراسي بتقد على كراسي يودعون كل ظالم بتصفيق ويرقصون لكل قاسٍ أتي.
ثالثاً: إن هناك حلوان سيتم توزيعه بعد الحصول على الثقة وهناك الكثير مما ينتظرون هذا الحلوان وينتظرون بفارغ الصبر التصويت حتى يصوت أشباه الرجال بالثقة وكل الثقة.
رابعاً: لم يأتي عبد الله نسور لمناقشة بيانه الوزاري إلا لينجح في الحصول على الثقة ولا شيء غير ذلك "واللي مش عاجبه ينتف حواجبه".
ويبقى السؤال ..... أما آن لهذا الأردني أن يترجل؟