الاستثمار في مستقبل هزيمة الملاريا شعار اليوم العالمي لمكافحة الملاريا لهذا العام
المدينة نيوز- يشارك الاردن دول العالم الخميس الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الملاريا تحت شعار ( الاستثمار في مستقبل هزيمة الملاريا).
واختارت منظمة الصحة العالمية ومنذ العام 2007 يوم الخامس والعشرين من نيسان للاحتفال بهذه المناسبة للاعتراف بالجهود التي تبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحة مرض الملاريا بفعالية.
رئيس قسم الأمراض الطفيلية والمشتركة في وزارة الصحة الدكتور خليل كناني قال ان الملاريا عبارة عن مرض طفيلي ينتقل عن طريق أنثى بعوض (الانوفيل) ويصيب كريات الدم الحمراء .
واضاف ان هذا المرض ينتقل من شخص الى اخر بواسطة البعوض , وليس بطريقة مباشرة من شخص الى آخر مبينا ان الاعراض التي ترافق الاصابة تتمثل بالحمى والقشعريرة والتعرق وصداع والام عامة في الجسم والمفاصل وفقدان الشهية واحيانا قيء واسهال .
وقال ان وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية اسست خلال العام 1959 برنامج مكافحة الملاريا الهادف إلى القضاء على طفيل الملاريا وخفض كثافة البعوض الناقل للمرض مشيرا الى ان الاردن استطاع منذ العام 1970 استئصال المرض نهائيا , اذ كان من الدول الموبوءة به وانتشر في مناطق الأغوار والشفا وبعض المناطق المرتفعة .
واضاف انه يتم وبشكل دوري متابعة ورصد المناطق التي يمكن ان يتكاثر فيها الناقل (البعوض ) كالمناطق الزراعية والمناطق التي تتوافر فيها مياه سطحية عذبة والبرك والسدود والينابيع.
وقال كناني انه يتم ايضا القيام برصد نشط للحالات لاكتشاف الاصابات وهي خطوة اولى لمكافحة الطفيل العامل المسبب للمرض , يليها برنامج مكافحة الناقل ( البعوض ) .
وبين ان هناك موظفين يقومون بمتابعة ورصد الناقل ومناطق تكاثره ومكافحة اطواره بطرق بيئية وهندسية تعتمد على استخدام قليل من المبيدات والكيماويات وتجفيف وردم المناطق التي تساعد على منع البعوض الناقل .
واوضح ان الحالات التي يتعامل معها الاردن حاليا جميعها وافدة , وان عدد الاصابات الناجمة عن هذا المرض بلغت العام الماضي 117 حالة في حين بلغت خلال الربع الاول من العام الحالي ثماني اصابات مشيرا الى انه يتم التعامل مع هذه الحالات واعطاؤها العلاج اللازم ومتابعتها لمدة عام للتأكد من الشفاء التام اضافة الى برامج التثقيف والارشاد الصحي .
وجاء في بيان اصدره المكتب الاقليمي لشرق المتوسط في القاهرة التابع لمنظمة الصحة العالمية تلقت وكالة الانباء الاردنية (بترا ) نسخة منه ان الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الملاريا هذا العام لدول شرق المتوسط ياتي تحت شعار ( الاستثمار في مستقبل هزيمة الملاريا ).
واوضح ان الملاريا لا تزال تمثِّل تحدّياً كبيراً في إقليم شرق المتوسط، اذ ان أكثر من 50 بالمئة من سكان الإقليم يعيشون في مناطق معرَّضة لخطر الإصابة بهذا المرض , وبناءً على تقديرات عام 2010، تأثر حوالي 4 ر10 مليون شخص بالملاريا ، ويُتوفى سنوياً 15 ألف شخص في الإقليم جَرَّاء الإصابة بها .
وحثَّ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان على تحسين وتعزيز الجهود في مجال مكافحة الملاريا قائلاً "نحن بحاجة إلى تركيز جهودنا في المناطق التي تشتَد فيها الحاجَة، وأن نحمي كل شخص يعيش في المناطق المعرَّضة لخطر الملاريا باستخدام أدوات الوقاية الفعَّالة".
واضاف ان جهود مكافحة الملاريا لا تزال مقيَّدة نتيجة لضعف الالتزام السياسي وضعف البنية الأساسية ونقص القدرات الوطنية , ولا تقتصر مشكلة الملاريا على إقليم شرق المتوسط وحده ، فالمرض لا يزال يقتل ما يُقَدَّر بنحو 660 ألف شخص في العالم ، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة من العمر في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى, وكل عام، يقع أكثر من 200 مليون حالة، ومعظم الحالات لا يجرى لها الاختبار التشخيصي ولا يتم تسجيلها.
وبين ان نهج منظمة الصحة العالمية المعروف بـ (تي 3) وهي - الاختبار والعلاج والمتابعة - أساسي في توجيه الدوَل لضمان أن يتم اختبار كل حالات الملاريا المشتَبَه بها والتعامل مع كل حالة مؤكَّدة والتتبُّع الفعَّال لها من خلال المراقبة لوقف انتقال العدوى.
واشار الى ان الاقليم حقَّق العديد من النجاحات في مكافحة الملاريا في العقد الأخير ومنذ انطلاق مبادرة دحر الملاريا ,, ففي عام 2000، كان عدد البلدان الخالية من الإقليم عشرة ، وارتفع ليصل الى 14 بلداً في عام 2010، وهناك بَلَدَان آخران يسعَيان لبلوغ هدف القضاء على المرض.
ويُحتفَى هذا العام بيوم الملاريا الإقليمي في إسلام أباد بالباكستان، لتسليط الضوء على مشكلة الملاريا فيه , حيث ان الباكستان هو أحد أعلى ثلاثة بلدان تتوطَّن فيها الملاريا في الإقليم .
ويشتمل الاحتفال على عرَض شريط فيديو للتوعية بهذا المرض وتقديم لمحة عامة عن الجهود الإقليمية في مكافحة الملاريا والتقدُّم المحرَز والتحديات التي واجهتها والخطوط العريضة بكيفية المضيّ قُدُماً.
ووفقا للبيان فقد حدَّد الإقليم أولوية مكافحة الملاريا والقضاء عليها بهدف توفير الحصول الشامل على تشخيص الملاريا والعلاج الفعَّال ، بما في ذلك العلاج بالتوليفة القائمة على الأرتبميزين لأنواع الملاريا المنجلية، جنباً إلى جنب مع الوقاية من خلال المكافحة الفعّالة للنواقل.
وبين انه على الرغم من المكاسب التي تحقَّقت على الصعيد العالمي في مجال الوقاية من الملاريا ومكافحتها، شهد التمويل العالمي لمكافحتها انخفاضاً، وظهرت مقاومة طفيل الملاريا للأدوية والمبيدات الحشرية ما يهدِّد بدحر التقدُّم الذي أُحرز مؤخّراً.
واوضح ان الجهود العالمية في مجال مكافحة الملاريا تمر في منعطف حاسم مع بقاء سنتين فقط لبلوغ المرامي الإنمائية للألفية, والملاريا تتعلق بجميع المرامي الإنمائية للألفية ذات الصلة بالصحة أي المرامي 4 و5 و6، ما يجعل إحراز التقدُّم في السيطرة على الملاريا أكثر أهمية وإلحاحاً.
ووفقا للبيان فقد انخفضت منذ العام 2000، معدلات وفيات الملاريا بنسبة تزيد على 25 بالمئة ، و50 بالمئة في 99 بلداً مازال انتقال العدوى موجوداً فيها وهي الآن على المسار الصحيح لتحقيق هدف عام 2015 للحدّ من معدلات الإصابة بأكثر من 75 بالمئة .
وبين انه كان للارتفاع الكبير في مستوى مكافحة النواقل، إلى جانب زيادة فرص الحصول على الاختبارات التشخيصية والعلاج المضمون الجودة ، الدور الأساسي في هذا التقدُّم .
(بترا)