نقاط التفتيش الامنية .. مشهد "مطمئن" لكنه لا يخلو من "الارباك"
المدينة نيوز - ليندا معايعة - طرق العاصمة عمان الداخلية والخارجية في عهدة نقاط التفتيش ودوريات رجال الامن الثابتة والراجلة, باللباس المدني والعسكري.. هو مشهد يعطي الانطباع بالطمأنينة للبعض مثلما يثير عند آخرين حالة من التساؤل.
مؤخرا, ازدادت اعداد نقاط التفتيش الامنية ودوريات الشرطة, على الطرقات تلك التي توقف السيارات للتدقيق على هوية المواطنين.
ماذا يحدث في عمان ليلا?
عادة ما تتلقى "العرب اليوم" اتصالات من مواطنين للاستفسار عن سبب هذا الكم "المبالغ فيه" من الوجود الامني في شوارعنا, كان اخرها من زميل صحافي.
ووفق مصادر مطلعة, فإن الامر لا يتعدى كونه عملية مسح أمني تجريه مديرية الامن العام حاليا.
ورغم الاجراءات المطبقة ووعي المواطنين بواجباته وكذلك رجل الامن عندما يتم توقيف المواطن من قبله لأي سبب, إلا أن البعض يتعرض لمضايقات وجملة من الملاحظات تتطلب من مسؤولي الأمن الاخذ بها والتعامل معها بجدية.
أحد الزملاء كان قد تعرض لتجربة مع دورية للامن "باللباس المدني" تلك التي طلبت منه التوقف عبر استخدام اضواء السيارة, إلا انه تجاهل الامر ليتفاجأ بملاحقة السيارة له ودخولها الى كراج العمارة التي يقطن بها .. وبعد أخذ وشد يكتشف الزميل أنه هرب من دورية "أمنية".. وخلال هذه التجربة احتجز هو وحارس عمارته لأكثر من ساعة.
يقول مدير مكتب وكالة الانباء الامريكية الزميل جمال الحلبي انه تعرض أكثرمن مرة لمضايقات واستجوابات غير مبررة من قبل بعض رجال الامن, وبعضهم باللباس المدني, ولم يكن ذلك في ساعة متأخرة من الليل.
وحسب قوله, "في إحدى المرات استوقفني أحد رجال الامن العام عند مدخل ضاحية الرشيد وتحدث إليّ رجل السير بطريقة غير لائقة: "هات الرخص تبعتك".
"أجبت طلبه, ثم عرفته بنفسي ولكن تم توقيفي ساعة ونصفاً, وبعد الانتهاء من تدقيق هويتي, قلت له "دع الهوية عندك".. وفي هذه الاثناء تم توقيف حوالي 23 سيارة بلوحات مختلفة مما تسبب بحدوث أزمة مرورية.
تجربة الزميل مع مثل هذه الدوريات قصص لا تنتهي بعضها احتجز فيها لاكثر من ساعة.
وكان اخر تجارب الزميل مع دوريات الشرطة اول امس وخلالها اوقفه شرطي ثم بدأ بالصراخ عليّ, "انتم ما عندكم ذوق ولا اخلاق ..".
يقول الحلبي انه بقي ساكنا, من دون ان يرد, وبعد أن أنهى الشرطي النظر في الرخصة رماها في وجهه وهو يقول: "سوق منيح ولا بخالفك".
اما المواطن محمد ابراهيم فقال"كنت عائدا لمنزلي ومعي عائلتي عندما اوقفني شرطي نجدة, وطلب مني الرخصة. فقلت له انني مع عائلتي واطفالي ولا توجد اية شبهة, فقال لي" هذا واجبي" وغاب عني حوالي الدقيقة ثم عاد قائلا لي"تاكدنا من اسمك".
أما محمد الحديد فيقول انه كثيرا ما تعرض للتوقيف من قبل رجال البحث الجنائي.
المفاجأة أن رد فعل رجال الأمن لدى طلب المواطن منهم أية وثيقة تثبت انهم حقيقيون يكون باظهار جهاز اللاسلكي.
يقول أحد المواطنين عندما أظهر له رجل الامن جهازه اللاسلكي فرد عليه المواطن بان ذلك لا يكفي: "لقد قام بالفعل باطلاعي على هوياتهم ولكن من بعيد من دون ان يسمح لي بقراءة بياناتها للتأكد من هوياتهم الامنية, مشيرا ان مثل هذا الاجراء يجب ان يكرسه رجال الامن انفسهم لانه حماية للمجتمع نفسه.
ويقول سائقون ان وجود اكثر من دورية على الطريق نفسه وبمسافات متقاربة امر مبالغ فيه كثيرا.
ولكن الناطق الاعلامي في مديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب يقول ان هذه الاجراءات هي روتينية تقوم بها المديرية من خلال تسيير دوريات راجلة والية على مداخل المدن والشوارع الرئيسية والطرق الخارجية لفرض الامن والنظام.
ويضيف, ان توقيف اية مركبة هو فقط للتدقيق على الاشخاص المطلوبين, كما ان الوجود الامني يستهدف ايضا اشعار المواطن بالامن والطمأنينة.
ويشير انه جرى بعد هذا الاسلوب من التدقيق الامني القبض على المطلوبين وتحويلهم الى الجهة التي اصدرت التعميم.
يقول الخطيب: "وجود هذه الدوريات يمنع الكثير من الجرائم التي يمكن ان تقع", مشيرا ان نقاط الغلق تكون عادة على مداخل المدن الرئيسية وتكون في الحالات الطارئة فقط.
ويضيف هذا النوع من الاجراءات لا يشمله مفهوم الحملات الأمنية, إنما هي تعليمات ينفذها مديرو الشرطة ويمكن استقبال اي ملاحظة من قبل المواطنين والتعامل معها بجدية.