الشركات وأهمية الرضا الوظيفي للعاملين لديها
من البديهي بمكان أن كل مؤسسة أو شركة أو منظمة ناجحة بمجال عملها يعود تقدمها ونجاحها هذا على كيفية الأسلوب الجيد والطريقة المثلى التي تتعامل بها مع موظفيها ومستخدميها ونظرتها الثاقبة في تطبيق مبادئ الإدارة الجيدة والاعتماد الكلي على مبدأ المساواة والعدالة في توزيع المهام والمسؤوليات والتزامها الغير متحيز في تطبيق مبدأ المكافأة والعقاب بالإضافة إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مما يعود بالتالي على المؤسسة من تقدمو إزدهار بمعدلات إنتاجها وإنخفاض ملحوظ بمعدل النسب للمشاكل والأزمات التي تتعرض لها سواء الداخلية منها مع العاملين فيها وتسيير العملية الإنتاجية أو الخارجية مع زبائنها والمستهلكين لمنتوجاتها وسلعها وعدم القدرة على تلبية إحتياجاتهم منها .
كما وأن تضاعف الرضا الوظيفي للعاملين نتيجة إحساسهم بالأمن الوظيفي على مستقبلهم بالمؤسسة وما تقدمه لهم إدارتها من حوافز ومساعدات ورعاية وإهتمام بمختلف نواحي حياتهم الوظيفية بالوقت الذي يرتفع لديهم أيضاً الإحساس بالإنتماء القوي لها مما يزيد الدافع المشجع لزيادة الإنتاج وجودته . وحيث أن إدارة المؤسسة الغير رشيدة في التعامل مع مستخدميها والتي تنتقص من حقوقهم والغير مهتمة بتقديم الحوافز المشجعة لما يقدموه من أعمال وخدمات لها والتي هي دائماً غير مبالية في تنمة قنوات الأتصال معهم لتقوية العلاقات ما بين العامل والمسؤول نراها دائماً في توعكاً مستمر وتقصير دائم في مستوى الإنتاج وعدم قدرتها على تلبية طلبات زبائنها من السلع والمنتوجات .
لهذا يتعين على المدراء والمسؤولين الإداريين أو الفنيين في المؤسسات والشركات والمنظمات الخدمية منها أو الإنتاجية أن يراعوا متطلبات مستخدميهم المشروعة وحقوقهم التي ضمنها لهم قانون العمل والدستور وأنيجتهدوا بتحسين طرق زيادة الرضا الوظيفي لمستخدميهم من العمال والموظفين والعمل على تحسين أوضاعهم الوظيفة عن طريق تشجيعهم لتقديم أفضل ما لديهم لاستمرار الإنتاج كتقديم حافز معنوي أو مالي معين لمن يقوم بالأعمال المنوطة لهم على أكمل وجه وبالتالي تزيد قوة الجانب الإيجابي لديهم تجاه العمل ليقوموا بالإعمال الموكولة إليهم على أتم وأكمل .
فمعظم المؤسسات والشركات المتعثرة والتي وصل الحال لبعض منها إلى حد الإفلاس كان السبب المباشر في تعثرها وإفلاسها هم الأشخاص الذين يقومون على إدارتها إذ كانوا تنقصهم الحكمة والرشادة في إدارتها وعدم خبرتهم الكافية في التعامل مع موظفيها ومستخدميها والقدرة على تنمية وتطوير إحساس الإنتماء لدىهم لها مما ساعد ذلك في سرعة إنزلاقها إلى التعثر والإفلاس وسقوطها إلى قاع الهاوية .
حكمة في السلوك التنظيمي
الرضا الوظيفي كالزئبق في الترمومتر... يرتفع منسوبه كلما بادرنا بالاعتراف بإنسانية الموظف وأدمنا على رشوته بالكلمة الحلال والاعتراف بإنجازاته وعطاءاته؛ لنفرّق من ثم بين الذين يعملون والذين لا يعملون!