النظرة للأردن من الخارج مقارنة مع النظرة اليه من الداخل
كم كنت سعيدا في رحلتي للمملكة العربية السعودية مؤخرا و ذلك لأداء مناسك العمرة اولا و لاعادة ذكرياتي الجميلة لمدينة جدة التي احب حيث عشت فيها لاكثر من ثلاثين عاما مليئة بالغبطة و السرور و حسن تربية اولادنا و للعشرة الجميلة مع اهلنا و اقاربنا و جاليتنا الاردنية المحترمة , و كان الاجمل في هذه الرحلة بعد العمرة هو التواصل مع احبتنا و اصدقائنا من الاردنيين و السعوديين و بعض افراد من الجاليات الاخرى .
و كان مضيفنا الاول في هذه الرحلة الاخ محمد الحباشنة ابو ايهاب و الذي امضى اكثر من 25 عاما حيث يدير شركات فيها المئات من حملة درجتي الدكتوراه و الماجستير من مختلف الجنسيات و هو النموذج المحب لوطنه و تراب ارضه و شعبه و امته و هو الخادم المخلص لافراد الجالية الاردنية هناك و لمن يحتاج منهم لاي عون او مساعدة و في رأي انه العميد الشعبي لجاليتنا هناك .
و كان الحديث مع بعض افراد الجالية عن جمالية الوطن ( الاردن ) و الاعتزاز و الفخر و الانتماء اليه و كان الحديث عن كل شيء جميل و عن الأمن و حرية التعبير و حفظ كرامة المواطنين و استقرار راس النظام و جمال الفصول الاربعة ان كان ربيعا او شتاء او صيفا او خريفا . و الحديث عن العادات و التقاليد و الماكولات الشعبية ..... الخ .
و بعدها كان مضيفنا الثاني و الذي جمع العديد من الاقارب و الاصحاب و افراد من الجالية الاردنية على عقيقة لولده هو الاخ حسين ابو عريضة , و كان الحديث مطابقا لللحديث الاول عن جمالية هذا الوطن و اشتياق الجميع للعودة اليه لقضاء اجازاتهم في ربوعه .
و الضيافة الاخيرة كانت من قبل مضيفنا اخي حسن يوسف امين ابو العباس سعودي الجنسية و شريكي في الاردن حيث اقام حفل عشاء ضم عشرات الاحبة و الاصدقاء من الاردنيين و السعوديين و كان محور الحديث ايضا عن جمال الاردن من حيث طقسه و انه دولة قانون و دولة حرية و تعبير و دولة احترام و تقدير للضيف و ما يربط الشعبين من عادات و تقاليد و احترام متبادل و الحديث كان متنوعا و شاملا و لكن كله كان ايجابي و حديث فخر و اعتزاز .
و اغلب الحديث في كل الاحتفالات السابقة و المجمع عليه حول الاردن هو ما يتحمله من اعباء من وجود الاخوة السوريين و بحيث ان موقف الاردن هو موقف العربي الاصيل لرعاية و حماية و استقبال إخوانه من السوريين كما حدث سابقا من استقبال الاخوة الفلسطينين و العراقيين و اللبنانيين .. الخ في ايام محنهم و مآسيهم
و خلصت من كل ذلك الى كم ان هذا الوطن جميل و رائع عندما ننظر اليه من الخارج و كما حدث معي عند زيارتي لغزة العام الماضي حيث كتبت عن ذلك > كل ذاك بعكس ما نقوم به من وضع كل نقاط الضعف و القصور و الانتقاد عندما نكون في الداخل و ما اجتمع اثنان هنا الا الثالث هو مآسي و مشاكل الوطن .
لهذا اقترح ان تعمل حكومتنا على مساعدة كل الناس للسفر للخارج حتى يعرفوا جمال هذا الوطن و قيمته الحقيقية عندما ينظر اليه بالكلية و ينظر اليه من اعلى و من بعد ليتضح لنا كم هو جميل و لهذ اتمنى ان تصبح النظرة من الداخل تتطابق مع النظرة من الخارج و هو المنظور الايجابي لان المقومات التي لدينا هائلة و رائعة اذا احسنا استغلال ذلك , و حتى تصبح النظرة للوطن من الداخل كما هي النظرة من الخارج لابد من ان يكون هناك نيات حسنة و تنمية سياسية و اقتصادية و اجتماعية شاملة و صادقة عند حكوماتنا و قائمة على مبدا الحرية و العدل و المساواة و ان القانون فوق الجميع .
عاش هذا الوطن و عاشت امتنا العربية كوحدة واحدة و عاشت امتنا الاسلامية و الانسانية جمعاء .