في الشأن السوري
أمر طبيعي وصحي للغاية ان تختلف الرؤى والأراء وكذلك مواقف الاردنيين نخبا ومواطنين بشان ما تشهده الشقيقة سوريا وما يعانيه الاشقاء من قتل ودمار يأتي بالمحصلة على قدراتها العسكرية والاقتصادية وبنيتها الاجتماعية الذي وبدون ادنى شك يشكل خطورة كبيرة على دول الجوار وخاصة الاردن الذي تربطه الكثير من المصالح مع الاشقاء السوريين .
والأهم بالنسبة للاردن الوعي الشعبي لما يجري في سوريا لكي لا تتكرر مأساة العراق الذي قتلته ماكينة الاعلام الغربي قبل صواريخها المدمرة بتهيئة الاجواء للضربة العسكرية وذلك باشاعة امتلاك العراق لاسلحة فتاكة وقد تبين بعد دمار العراق ان لا شيء من ذلك على ارض الواقع باعتراف الاعلام الغربي ومعهم الادارات الرسمية في تلك الدول .
نفس الرؤى والاهداف لدول الغرب تتكرر في المشهد السوري باشاعة الاعلام الغربي لوجود اسلحة كيماوية وأن ما يجري هو صراع بين اطراف سورية على السلطة وان الشعب السوري بحاجة الى قوى خارجية ديمقراطية وتحترم حقوق الانسان من اجل حمايته ومنحه الفرصة لتقرير مصيره ومصالحه العليا فكان ان دعمت محاربين من جنسيات مختلفة للحرب في سوريا والسؤال هنا من يضمن حسن النوايا ولمصلحة من يحاربون ومن يدفع لهم ومقابل ماذا كل هذا الدعم ومن هي الدول التي تدفع ؟
وبلا شك ان الاردن ومنذ بدء ما اصطلح على تسميته ( ربيع عربي ) الذي هو من وجهة نظري وكثيرين صناعة غربية مع يقيني ان اغلب الأنظمة العربية تغولت على شعوبها واضاعت مقدراتها والذي يمتاز بوجود نظام يحظى بقبول شعبي كبير استطاع ولوج الربيع لاجراء اصلاحات حقيقية دون هدر للدماء هو هو أي ( الاردن ) من اكثر دول الجوار الذي يعاني مما يجري في سوريا ويتعرض لضغوطات كبيرة لكي ينزلق في المؤامرة الدولية التي تصب في المحصلة لصالح كيان العدو الصهيوني .
وما لفت نظري في شأن ما يجري في سوريا من وجهات نظر الاردنيين بمختلف مشاربهم السياسية ان البعض يتعامل مع المشكلة بعيدا عن مصالحنا الوطنية وكاننا معنيون ان نحل مشاكل الاخرين على حساب مصالحنا فنراهم يوجهون النقد الجارح لكل من يقف في خندق حماية الوطن من تداعيات هذه الازمة تحت عناوين لذرائع لا يقبلها العقل ولا المنطق وقد برز في الأونة الأخيرة اشباه كتاب اعلاميين ينتقدون الموقف الوطني لحماية الاردن باستخدام عبارات جلها البهتان والسب والشتيمة والاتهام بالعمالة وهو ظلم ما بعده ظلم .
حمى الله الاردن من كل سوء وألهم الاشقاء السوريين الحكمة لانقاذ ما تبقى من مقدرات الدولة الشقيقة .