عنف تحت قبة البرلمان
قال تعالى: ((وَلْتَكُن مِّنْكُم أُمَّة يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ ويَنْهَونَ عن المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُم المُفْلِحُونَ((
ثقافة العنف التي اجتاحت الامة منذو عقود ، لم تأتي من فراغ ، وانما اتت بسبب الانحراف عن توجهات معنوية وصحية وتربوية ونفسية ودينية ، فسلامة الدين من البدع طريق نجاة الامة ، وسلامة العمل بجميع مجالات الحياة طريق النجاة ، وسلامة النفس من الشهوات طريق القناعة والرضا .
انعدمت القيم والاخلاق الحميدة ، عندما اتجه المجتمع بجميع فئاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب ، ادخال البدع للدين ، والذي بدأ بمنع العلماء الربانيين من اعتلاء المنابر ، والسماح لانصاف العلماء بل الجهلة وتمكينهم من الخطابة ، ليتسنى لرجال الحكم تسيس الدين حسب اهوائهم ، ولعل امر التربية وسوء مناهجها وضعف اداء الجامعات ،والاعتماد على التلقين واهمال البحث العلمي ، والحصول على العلامة المميزة ، بتأثير التدخلات الخارجية والاهواء ، افرزت جيلا فارغا فاقدا للمعلومة واسلوب توصيلها ان وجدت ، فانحدر التعليم ..نيجة لهذه الاسباب وامور اخرى لاتقل اهمية عما ذكرت .
واما قيمة العمل وسلامته ، فقد شابها الاهمال والغش والتزوير ، وتهاون الجهات الرقابية في اغلبيتها ، لتقاضى ضعاف النفوس مبالغ للتستر على الاخطاء وجودة الاداء ، فاصبحت آفة مستشرية مدعومة من فئات متنفذة ، فشكلت خللا عظيما .
فرانت القلوب وقست ، والنفوس استمرأت الكسب غير المشروع ، فتمادت على مد اليد للمال الحرام، فانتفخت البطون واتسعت الاشداق ، لتجد اصحابها ، يشار لهم بالبنان، ويحضون بالاحترام ، ويولمون الولائم ، ويغدقون الهدايا لولاة نعمتهم لشراء الضمائر الميتة .
من هنا انحرفت القيم ، واصبح المال سيد الموقف ، لينتج عنه صراع بين دعاة الحق والباطل ، وحتى ان الباطل يصارع بعضه ،لكسب السلطة والمال ، فانحدرت الاخلاق ، وان العنف الجامعي ، وعنف الانتخابات النيابية والبلدية وغيرها ، نيجة لمنظومة الفساد ، الممنهج .
ولعل ما حصل بجلسة الثقة يوم الاثنين الموافق 23/4/2013 م . يعتبرقمة العنف ، التي يندى لها الجبين ويعبر عن ازمة حقيقية يعيشها الشعب الاردني ، ستؤدي لفوضى تؤذي الوطن وسيكتوي المواطن بنارها ، بعدما رأينا السباب والشتائم ،لتتعدى للضرب ، وتصريحاتهم المشينة ،وشغب ضيوف الشرفات وتعديهم بالشتم على من حجبوا الثقة ، ومهزلة "زفة الرئيس " بباحة المجلس ،غير الموفقة على الاطلاق ، وجب عليه الاعتذارللشعب الغاضب والذي فقد الامل بقدرتكم على ادارة الحكم الرشيد ومجابهة الازمات الداخلية والخارجية ، كل ذلك يشجع على العنف المجتمعي ، وان لم يتدخل الحكماء ، بتطويقها ..ستشهد الجلسة المقبلة كارثة حقيقية، ستنعكس على الجميع .
ومن هنا ادعو صاحب القرار وحكماء هذا الوطن ومفكرية وعلماء الدين بالدعوة لمؤتمر وطني لمراجعة الخلل ووضع اسس جديدة لاعادة البوصلة للطريق المستقيم . لترسو سفينة الوطن بشاطيء الأمان .
اللهم اشهد أني قد بلغت