نستعمرهم أو يستحمروننا !!!
قبل الاسلام لم يكن للعرب دولة بل قبائل بأستثناء بعض الحواضر العربية في بلاد الشام في سوريا و فلسطين و لبنان و العراق و مصر و قرطاج الفينيقية و لكنها لم تأخذ المضمون العربي بل كانت على شكل هجرات للشعوب السامية من فنيقيين و كنعانيين و آراميين و آشوريين و الى حد ما الفراعنة
وبين نشوء هذه الحواضر و انهيارها كأشباه دول خضعت البلاد و الشعوب العربية ربما بأستثناء جزء من الجزيرة العربية الى الاستعمار و ربما الاستحمار من الروم و الفرس و الحبشة.
اما بعد ظهور الاسلام فقد انقلبت الايه فاستعمر العرب شعوب الامبراطوريات من الروم و الفرس و شبة جزيرة ايبيريا في بلاد الإسبان و الغال وجزء من الاراضي الفرنسية و الايطالية.
ولكن تحت شعار لا فرق لعربي على عجي الا بالتقوى بدأت تنشأ مجموعات و جيوش غير عربية مثل البرامكة و السلاجقة و المماليك استطاعت ان تنهي الدول العربية المتلاحقة وتحكم العرب بأسم الإسلام فعدنا من حيث بدأنا الى الاستعمار القديم و مع نهاية الحكم العربي في اوروبا لم يعد للعرب دولة واصبحنا نهباً للحكم السلجوقي و الاحتلال التتري و الاستعمار الاستيطاني الكولونيالي الاوروبي من خلال الحروب الصليبية المتعاقبة وما تلاهما من الاستعمار الكردي الايوبي و بلغ الامر ذروته في نهايات الحكم السلجوقي حيث انتقلنا الى الاستعمار الاوروبي و الامريكي المباشر ثم غير المباشر بعد زرع اسرائيل في فلسطين لنصل الى المرحلة من الاستحمار من قبل كل دول العالم و شعوبها فأصبح لدينا دول و شعوب مستحمرة من الدرجة العاشرة بحيث اصبحنا شعوباً من الحمير يحكمها بغال وكدش عرب أو مستعربون بالواسطة.
عندما تتحول أمه الى التجارة و تترك الجيوش و الحرب تتحول الى أمة مستحمرة .. تركنا الجيوش و الحرب للطارئين على العروبة بأسم الاسلام فأصبحنا تجاراً مستهلكين فقدنا الاقتصاد و الصناعة التي تحتاج الى جيوش تحميها ... وحتى البنية التحتية و الاقتصاد و الحضارة تحتاج الى جيوش تحميها !!!
قال الامام علي ( رضي الله عنه) ما غُزى قوم قط في عقر دارهم الا ذلوا ، وقال سيدنا محمد (عليه الصلاة و السلام) جعل رزقي تحت سنان رمحي ثم جاء من يدس لنا حديث نبوي جعل ثلثي رزق امتي في التجارة..
أكاد اجزم اننا أمام امرين لا ثالث لهما اما ان نعود امة محاربة و نستعمرهم أو يستحمروننا ، فالحياة اما ان تكون مستعمراً أو مستحمراً تعيش على هامش الحياة و الامم فهذه هي لعبة الامم و لعبة الحياة !!!