من منا لا يخطئ !
![من منا لا يخطئ ! من منا لا يخطئ !](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/22052.jpg)
اتألم كثيرا - يطفح قلبي بالحزن, كلما قرأت عن العنف الأسري الذي يصنّف تحت بند ''جرائم الشرف''
وانا لست واعظاً , ولا مصلحا اجتماعيا , ولا اقصد هذه المقالة الدفاع عن الرذيلة او فساد الاخلاق . ولكن على الرغم من تقديري التام لتماسك الاسرة , ووحدة العشيرة - لانهما من الخلايا الاجتماعية التي يتكون منها المجتمع العربي عامة, ومجتمعنا الاردني بخاصة , الا انني استغرب , ان يعتبر الدم هو الوسيلة الوحيدة لصيانة الشرف ! ثم لماذا يجب ان تكون المرأة هي المسؤولة الوحيدة عن الشرف ?
من يعطي القاتل هذا الحق لسلب حياة اي انسان ? وكم اتمنى لو اسأل القاتل مباشرة , هل يستطيع النوم بعد تنفيذ تلك الجريمة ?
والشيء بالشيء يذكر : كانت عمتي (لها الرحمة) تجيد فن سرد الحكايات فذكرت مرة ان احد الاشخاص كان قد نفذ فعلا مثيلا لتلك الحوادث , ولم يكشف امره, وانه كان قد اخفى جثة المغدورة, في منطقة قريبة من السيل ومضت السنون , وتزوج , فصدف ان رافق زوجته الى السيل نفسه , لغسل الصوف حسب العادة فسمع صوت ما يسمى بالعامية (قر السيل) فتغيرت حالته , وعندما عادا الى المنزل لم يستطع النوم فظلت زوجته تحاول باساليب مختلفة لمعرفة سبب قلقه وتغير حاله .. واخيرا كشف لها السر وفي اليوم التالي ذهبت الى اهلها وطلبت عدم العودة لزوجها , واعلمتهم عن السر , واختصارا للقصة نال جزاءه من اهل المغدورة مما يؤكد ان المجرم سينال العقاب مهما طال الزمن .
وعود على بدء - لقد تبين في كثير من حالات القتل تحت مسمى (جرائم الشرف) ان الاسباب كانت لخلافات عائلية او لاشاعات مغرضة او لامور تتعلق بالارث .
وان الفاعلين يلجأون الى بند جرائم الشرف الذي يحصلون بموجبه على احكام مخففة بمساعدة الاهل والعشيرة .
فنأمل ان يسعى الافاضل والفاضلات في مجلس الامة لتحديث التشريعات الخاصة بالموضوع , لكي تتناسب مع روح العصر لان وأد البنات كان في زمن الجاهلية وليس في القرن الحادي والعشرين .
والدستور الاردني اكد في كثير من مواده على ان المرأة شريكة للرجل ومساوية له في الحقوق والواجبات .
وقد انتهى وقت الاستبداد وتسلط الذكور على الاناث , وان قطار الديمقراطية لا يسير الى الخلف .