بريطانيا تنتشل "مقاتلة ألمانية" من بحر المانش
المدينة نيوز - يتحدى غواصون هياج الأمواج لينتشلوا طائرة ألمانية مقاتلة اشتهرت باسم "قلم الرصاص الطائر" بعد عقود قضتها مغمورة تحت مياه بحر المانش منذ أن أسقطها البريطانيون في الحرب العالمية الثانية.
وأعلن مسؤولون بريطانيون، الجمعة، عن عملية انتشال معقدة قبالة ساحل مقاطعة كنت، جنوب شرقي إنجلترا، لانتشال النموذج المتبقي الوحيد من القاذفة الألمانية "دورنير دو 17".
وتجري عملية الانتشال حاليا وإذا تمت الاستعدادات بشكل ملائم فسوف تنتشل الطائرة من المياه في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع.
وحذر مدير متحف القوات الجوية الملكية في لندن، بيتر داي، الذي جمع الأموال لانتشال الطائرة، من أن عملية الإنقاذ قد تكون خطيرة، وأن الغواصين لن يعملوا أكثر من 45 دقيقة في المرة الواحدة بسبب خطورة المد، كما أنهم يواجهون تحديات أخرى.
وقال داي: "لا نضمن النجاح، هناك مشروعات سابقة لانتشال طائرات لم تتم بنجاح، في حالات تفكك الهيكل أثناء عملية الانتشال، وعندما تخرج إلى السطح تعمل قوانين الجاذبية والميكانيكا عملها، لذا لدينا الكثير من الأمل في أن يدعم الإطار الذي صنعناه الهيكل".
وأضاف أن التآكل عقبة أخرى قد تفسد العملية.
وقال مسؤولون من المتحف أيضا إن عملية الإنقاذ الصعبة سوف تكون الأكبر من نوعها، ويأملون أن تتمخض عن عرض المقاتلة التي سميت باسم "قلم الرصاص الطائر" بسبب مقدمتها الرفيعة في المتحف.
وجمع المتحف بالفعل ما قدر بنحو 600 ألف جنيه إسترليني (930 ألف دولار) يتطلبها الإنفاق في مرحلة انتشال الطائرة بمساعدة تبرع أساسي من صندوق التراث الوطني التذكاري وأموال تم جمعها من أجل الإنفاق على عمليات الترميم.
وحطام الطائرة مغمور تحت 20 مترا من المياه، إذ أسقطت الطائرة في معركة بريطانيا عام 1940 التي استمرت شهرا فوق سماء بريطانيا واشتبك فيها مقاتلو القوات الجوية الملكية في معركة حياة أو موت مع القوات الجوية الألمانية.
وقال الخبراء إن المقاتلة التي اكتشفها غواصون قبل خمسة أعوام في حال جيدة بشكل ملحوظ رغم مرور وقت طويل عليها.
وأوضح مسؤولون من المتحف أن المقاتلة أسقطت في 26 أغسطس عام 1940 في ذروة معركة بريطانيا.
وإذا انتشلت الطائرة من القناة الإنجليزية دون أن يصيبها ضرر فلن تعرض في المتحف قبل مرور أعوام لأنها ستعالج بمواد كيماوية وتغلف بالبلاستيك ليقيها من تأثير التعرض للهواء ثم تنقل إلى متحف القوات الجوية الملكية البريطانية في كوسفورد لإجراء مزيد من معالجات الحماية التي يتوقع أن تستغرق عامين أو ثلاثة.
وأثناء هذا الوقت سوف توضع في "أنفاق تجفيف" حتى يمكن بسهولة إزالة المواد الكيماوية والأملاح، التي تراكمت عليها في 70 عاما تحت الماء.
وبعد هذا يتعين اتخاذ إجراءات لوقف التآكل داخل الطائرة نفسها، وعند انتهاء هذا ستكون الطائرة جاهزة للعرض في متحف القوات الجوية الملكية البريطانية في لندن. ( سكاي نيوز )