مرجع شيعى لبنانى: قتال حزب الله فى سوريا ليس جهاداً
المدينة نيوز- رفض المرجع الشيعى اللبنانى على الأمين اليوم الأربعاء، اعتبار مشاركة حزب الله فى القتال بسوريا إلى جانب النظام، "جهاداً فى سبيل الله".
واعتبر الأمين، أن "ساحة الجهاد ليست ساحة مطاطة، تارة يكون جهاد حزب الله فى العراق وتارة فى أفغانستان وتارة فى لبنان، وأخرى فى سوريا"، مشدداً على أن "هذا المنطق مرفوض جملة وتفصيلاً".
واعترف مسئولو حزب الله اللبنانى أكثر من مرة بمشاركتهم فى القتال داخل سوريا، حيث اعتبروا أن تلك المشاركة جهادا وأن قتلاهم فيها شهداء، مروجين إلى أن أسباب مشاركتهم بالقتال فى سوريا ترجع للدفاع عن "المقامات المقدسة" واللبنانيين المتواجدين هناك ولـ"الحيلولة دون سقوط سوريا تحت حكم تل أبيب وواشنطن"، وهى الأمور التى فندها كثير من المستقلين وخصوم الحزب السياسيين.
وأوضح المرجع الشيعى، أن "الجهاد الحقيقى يكون ضد الأعداء الذين يجتاحون ويحتلون الوطن"، مشيراً إلى أنه "عندما يكون القتال بين الأشقاء وأبناء البلد الواحد لا يمكن اعتبار المشاركة فيه جهادا فى سبيل الله".
وقال إنه "كان من الأولى بحزب الله أن يتجنب المشاركة فى القتال الدائر على الأرض السورية، وأن يسعى لوقف نزيف الدماء هناك لا المشاركة فيها"، مشدداً على "الرفض المطلق لمشاركة حزب الله بهذا القتال"، وأضاف أن "ساحة الجهاد الحقيقية فى لبنان هى المشاركة فى بناء الوطن والحفاظ على وحدته الوطنية".
وعن قتلى حزب الله الذين يسقطون فى سوريا، اعتبر الأمين أن "عناصر الحزب الذين يقتلون أثناء مشاركتهم فى القتال فى سوريا، يسقطون فى المكان الخطأ"، لافتاً إلى أن "الصواب هو أن يسقطوا دفاعا عن أراضيهم وبلادهم".
وعن احتمال أن يصدر فتوى تحرم القتال فى سوريا، قال الأمين إن "الفتاوى تصدر عادة من المؤسسات الدينية الرسمية فى العراق ولبنان ومصر والسعودية"، مشيراً إلى أن "من يقاتل فى سوريا لن يأخذ بفتواه إن أصدرها، لأنهم يرجعون عادة إلى المراجع والمؤسسات الدينية الرسمية"، ودعا المؤسسات الدينية فى العالم الإسلامى إلى "إصدار فتاوى تمنع من أن يتقاتل المسلمون على الأراضى السورية تحت أى ذريعة كانت".
وعن إمكانية وقوع فتنة سنية شيعية فى منطقة الشرق الأوسط، قال إن "مشاركة أطراف ومجموعات محسوبة على المذاهب والطوائف الإسلامية فى القتال فى سوريا، يفتح الأبواب باتجاه بعض الإشكالات الطائفية والمذهبية بين المسلمين، وإن كان الصراع هناك صراعاً سياسياً على السلطة أو النفوذ كما يقول البعض".
وأبدى الأمين تخوفه من أن "مشاركة حزب الله اللبنانى وغيره من الجماعات فى القتال فى سوريا، قد تؤدى إلى أن يتحول الصراع هناك إلى صراع طائفى يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه فى المنطقة كلها"، معتبراً أن "هذا الأمر إن حدث لن يسر إلا أعداء الأمة الذين يريدون لها أن تتفكك من داخلها من خلال الصراعات المذهبية والطائفية الداخلية".
وحول الاتهامات التى تقول، إنه يسير بعكس ما تسير به الأغلبية العظمى من الطائفة الشيعية فى لبنان، أكد الأمين أن "قوة الطائفة الشيعية فى لبنان تكمن فى مساهمتها فى تعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين، وانصهارها فى مجتمعها العربى والإسلامى وليس باعتماد سياسات تعزل الطائفة عن شركائها بالوطن وعن محيطها العربى والإسلامي"، موضحا أنه "يقف ضد السياسة التى يعتمدها حزب الله وحركة أمل (التنظيمين الشيعيين الأبرز فى لبنان)".
وتابع الأمين، إن "سياسة حزب الله وحركة أمل لم تكن سياسة منبثقة عن رأى الطائفة الشيعية فى لبنان، وإنما كانت ناشئة من خلال الارتباط بالسياسة الإيرانية"، مشدداً على أن "هذا الارتباط يضر بالطائفة الشيعية وبمكانتها".ولفت إلى أنه "يقف إلى جانب الدولة اللبنانية والقانون الذى يجعل كل اللبنانيين سواسية أمامه".
وحول الوضع اللبنانى الداخلي، توقع المرجع الشيعى أن "يتأثر لبنان سلبا بما يجرى حوله من تطورات متسارعة"، مرجعا السبب إلى "ضعف الدولة اللبنانية التى لا تقوم بواجباتها المطلوبة ولا تبسط سيادتها على كل أراضيها"، على حد قوله.
ودعا لبنان "للعمل على حماية لبنان من الانزلاق إلى المجهول، وإعلان حالة الطوارئ على الحدود بين لبنان وسوريا لمنع توريد واستيراد السلاح والمسلحين".وذكر أن "حماية لبنان تكمن بالعودة غلى مشروع الدولة التى تبسط سلطتها على جميع أراضيها"، داعيا "اللبنانيين بكل فئاتهم وأطيافهم إلى العودة إلى منطق الدولة".
" الاناضول"